إيلاف من لندن: حذّرت الدكتورة ناتاليا تاناناكينا، أخصائية الغدد الصماء، من أن انخفاض مستويات فيتامين D لدى الرجال قد يكون له تأثير مباشر على الوظيفة الجنسية، خصوصًا فيما يتعلق بضعف الانتصاب، مؤكدة وجود مؤشرات علمية متزايدة تدعم هذا الترابط.

وقالت تاناناكينا، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، إن الاهتمام العلمي بفيتامين D تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ليس فقط لدوره في تنظيم استقلاب المعادن، بل لكونه عاملًا محتملاً يؤثر على الصحة الجنسية لدى الرجال. وأضافت: "رغم أن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات، إلا أن هناك بيانات مقنعة تشير إلى أن نقص فيتامين D قد يؤثر سلبًا على الانتصاب".

وأوضحت أن فيتامين D يلعب دورًا واسع النطاق في الجسم، إذ يساهم في دعم الجهاز المناعي، وتنظيم مستويات الهرمونات — وعلى رأسها هرمون التستوستيرون — بالإضافة إلى تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية والمساعدة في السيطرة على الالتهابات.

وقالت: "من المعروف أن أحد الشروط الأساسية للانتصاب الكامل هو تدفق الدم السليم إلى الأعضاء التناسلية، وهو ما يعتمد إلى حد كبير على وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية. وقد أظهرت الأبحاث أن نقص فيتامين D قد يؤدي إلى ضعف هذه البطانة، مما يعيق تدفق الدم ويؤثر سلبًا على الأداء الجنسي".

كما أشارت الأخصائية إلى أن فيتامين D له دور غير مباشر في تنظيم مستوى هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الأساسي لدى الذكور، مضيفة أن "نقصه قد يؤدي إلى انخفاض مستويات التستوستيرون، ما يؤثر على الرغبة الجنسية ويزيد من احتمالية حدوث خلل في الانتصاب".

ورغم أهمية هذا الفيتامين، شددت تاناناكينا على أن نقصه لا يُعد السبب الوحيد لضعف الانتصاب، معتبرة أن الأمر غالبًا ما يكون نتيجة تراكم عدة عوامل، منها: التوتر، القلق، الاكتئاب، الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، إضافة إلى بعض الأدوية، والعادات السيئة، وقلة النشاط البدني، واضطرابات النوم.

واختتمت الخبيرة بالإشارة إلى أن فيتامين D، وهو مركب قابل للذوبان في الدهون، لطالما ارتبط بدوره في تنظيم الكالسيوم والفوسفور والحفاظ على صحة العظام، إلا أن تأثيره على وظائف أخرى في الجسم بدأ يتكشف بشكل أوسع مع تطور الأبحاث الحديثة.