إيلاف من لندن: لسنوات طويلة، كان البيض يُنظر إليه كمصدر محتمل لارتفاع الكوليسترول، ما دفع الكثيرين إلى تجنّبه أو تقليص استهلاكه ضمن ما يُعرف بالأنظمة "النظيفة". لكن نتائج علمية حديثة تقترح إعادة النظر في هذه الفرضيات، بل وتكشف عن فوائد غير متوقعة لهذا الغذاء البسيط—لا سيما في دعم صحة العظام.
بيضة ونصف يوميًا... لعظام أقوى
في دراسة نُشرت في مجلة Food & Function العلمية، تابع الباحثون حالة قرابة 19 ألف بالغ، ووجدوا أن تناول نحو بيضة ونصف يوميًا كان مرتبطًا بكثافة عظمية أعلى بنسبة 72% في عظمة الفخذ، و83% في العمود الفقري، مقارنةً بمن لا يستهلكون البيض بانتظام.
تُشير هذه النتائج إلى أن البيض ليس فقط مصدرًا للبروتين عالي الجودة، بل يحمل في مكوناته خصائص داعمة لصحة الهيكل العظمي، خصوصًا لدى من هم أكثر عرضة لهشاشة العظام.
عناصر غذائية تكمّل الصورة
يحتوي البيض على معادن أساسية لتقوية العظام، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى الزنك الذي يساعد على ترميم العظام وتقوية المناعة. كما يُعد البيض من المصادر الطبيعية لفيتامين "د" الذي يعزز امتصاص الكالسيوم، ولفيتامين "ك1" الذي يلعب دورًا في تنظيم بروتينات العظام. وتتكامل هذه العناصر مع البروتين الكامل الموجود في البيضة لتوفر حماية مزدوجة للعظام والعضلات.
ماذا عن الكوليسترول؟
القلق من تأثير البيض على مستويات الكوليسترول لم يعد مدعومًا بالأدلة الحديثة. وفقًا للدكتورة كورين شيشيبورتيش-آياش، المتخصصة في التغذية، فإن تناول بيضتين يوميًا لا يرفع مستوى الكوليسترول بشكل مقلق لدى الأشخاص الأصحاء. بل إن مكونات صفار البيض مثل الدهون الصحية ومضادات الأكسدة قد تقدم فوائد إضافية.
كيف تدمج البيض في نظامك اليومي؟
البيض طعام مرن وسهل التحضير، يمكن تناوله مسلوقًا، مقليًا، أو ضمن وصفات كالفريتاتا والشكشوكة. يوصي خبراء التغذية بتناول بيضة إلى بيضتين يوميًا ضمن نظام متوازن يشمل الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات، ما يعزز القيمة الغذائية للوجبة دون الإخلال بمستويات الدهون أو الكوليسترول.
البيض لم يعد الغذاء الذي يجب الحذر منه، بل قد يكون أحد المفاتيح البسيطة لصحة عظمية أقوى، وجهاز مناعي أكثر صلابة، دون المساس بتوازن الجسم الغذائي.
📎 المصدر: Food & Function, 2025
التعليقات