​إيلاف من بيروت: في ظل الكوارث البيئية المتلاحقة من فيضانات وأعاصير والتي يردها العلماء إلى الاحتباس الحراري بشكل رئيسي، هل حان الوقت لكي نلعب دوراً على الصعيد الفردي في الحد من تغير المناخ، ونبادر إلى تغيير بعض العادات، لا سيما الغذائية، التي يتسبب شيوعها في تعميق الأزمة؟ الجواب نجده لدى بعض المبادرين المغامرين، ممن تستعرض الكاتبة الصحافية أليس لاسالز ما يتناولون في تقرير نشرته مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، وفيه تكتب: "كنت أرمق من يطلبون حليب الشوفان في المقاهي بنظرة استهجان وأصِفهم بالمتكلفين، إلى أن أصبحت أنا نفسي واحدة منهم". أما ما دفعها إلى تبديل موقعها بيئياً، على ما تقول، فهو أن "البصمة الكربونية التي يخلفها حليب الشوفان تمثل جزءاً ضئيلاً قياساً ببصمة حليب البقر، كما أن حليب الشوفان يعد صنفاً يسهل الحصول عليه".

أنواع متعددة
يورد التقرير المنشور في عدد آذار (مارس) أن قيمة السوق العالمية للألبان البديلة تُقدَّر بنحو 22.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 40.6 مليار دولار بحلول عام 2026. وتشهد السوق الكثير من المنتجات الرائدة في هذا المجال، ففي كانون الثاني (يناير) الماضي، أطلقت متاجر Waitrose الواسعة الانتشار في بريطانيا، والتي تتواجد في دول شرق أوسطية أبرزها الإمارات، أول حليب مستخرج من البطاطا في العالم، وهو من علامة Dug التجارية السويدية. ويتميز هذا الحليب بالكفاءة في استخدام الطرق الزراعية تساوي الضعفين مقارنة بحليب الشوفان، وببصمة كربونية لا تتجاوز 25 بالمئة من البصمة الخاصة بمشتقات الحليب. وهو يشبه حليب البقر من الناحية الغذائية، فضلاً عن أنه "الوحيد المقوّى بحمض الفوليك"، بحسب ما ينقل التقرير عن الشركة الصانعة.

كذلك، يشير التقرير إلى توافر حليب NotMilk الذي تنتجه تشيلي، ويحظى بدعم من جيف بيزوس، وهو مشتق من الأناناس والبازلاء والملفوف، ويتميز بخلوه من اللاكتوز والصويا والغلوتين والكوليسترول والكائنات المعدلة وراثياً، وتقل البصمة الكربونية لإنتاجه عن باقي أنواع الحليب النباتي بنسبة تزيد على 70 بالمئة. في المقابل، يتوافر في الأسواق أيضاً حليب Blume النباتي من كندا، وهو مصنوع من مزيج من المكسرات والشوفان والأعشاب والفطر، ويسهم، على ما ينقل التقرير عن الشركة الصانعة، في تعزيز "التركيز والتوازن". ومن السويد، يحضر حليب البازلاء Sproud، ويحتوي على ثلاثة أضعاف محتوى البروتين في حليب الشوفان، و"طعمه جيد جداً أيضاً" بحسب لاسالز.

منافع صحية
ويتساءل التقرير عما إذا كان الحليب النباتي سيتمكن من التفوق على الحليب البقري عندما يتعلق الأمربالتغذية؟ وينقل في هذا الصدد عن هاربريت سوهال، الطبيبة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) وأخصائية التغذية المتخصصة في الأنظمة الغذائية النباتية والمستندة إلى النبات في City Dietitians، قولها: "ربما تختلف الخصائص الغذائية للحليب النباتي إلى حد كبير اعتماداً على ما يُصنَع منه، وعلى مدى تقويته بالفيتامينات والمعادن. يحتوي بعض الحليب النباتي ضمن العلامة التجارية نفسها أيضاً على مغذيات مختلفة وبكميات مختلفة. ويحتوي العديد منها على دهون مشبعة أقل وعلى المزيد من المواد الكيميائية النباتية [مواد كيميائية مفيدة مستندة إلى النبات] مقارنة بحليب الألبان لكنه يحتوي على كميات أقل من البروتين والفيتامينات والمعادن، ما لم يكن مقوّى". تضيف: "مهم أن نتذكر أن الحليب النباتي العضوي غير مقوّى في العادة، إذ إن إضافة الفيتامينات والمعادن إلى المنتجات العضوية ليست إلزامية. وهذا يمكنه أن يعرّضكم لخطر أكبر، يكمن في فقدانكم مغذيات أساسية للصحة، إن لم تكونوا تحصلون عليها من أطعمة أو مشروبات أخرى".