بعد الأزمة التي ألمّت ببلادهم، ونزوحهم إلى بعض الدول المجاورة، حاول المواطنون السوريون أن ينفضوا غبار العتمة التي يعيشون في ظلها، في شوارع إسطنبول في تركيا، وأبّوا أن يتذكروا بلدهم سوى بالعزف والغناء، لعل هذه الطريقة تطفئ قليلاً لوعة الحرب وتكون عاملاً يجمع أبناء البلد الواحد بعدما شتتتهم الحرب في أصقاع الأرض.

يرقصون جميعًا على أنغام الإرث الفني السوري، معبّرين عن اشتياقهم إلى سوريا التي لطالما كانت أحد وجوه الفن في العالم العربي. تتنقل في شارع "استقلال" في اسطنبول، فتجد المارّة مجتمعين، يصفقون فتتقدم لتشاركهم من دون تردد، لترى شباباً من الجنسية السورية يغنون القدود الحلبية والتراث السوري، فلا تتردد في الغناء والتصفيق معهم، علّ هذا الصوت يصل إلى وطنهم ويهدّئ حنين الشوق..