An Iranian opposition protester holds stones during clashes ...

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الداخلية في إيران تطوّرات متسارعة على صعيد الخلافات القائمة بين الإصلاحيين والمتشددين، على خلفية المواجهات التي أدت الى جرح مئات الاشخاص واعتقال مئات آخرين حسب السلطات، بعد اعادة انتخاب الرئيس الايراني في حزيران/يونيو، أشارت تقارير استخباراتية بريطانية إلى أن إيران على وشك أن تشهد تغييرًا مماثلاً للذي شهدته قبل ثلاثين عامًا عند الإطاحة بنظام الشاه.

القاهرة: في وقت تتأجج فيه حدة الأحداث على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية وكذلك الدينية في إيران على خلفية العديد من التطورات المتشابكة، كشف تقرير استخباراتي أعدته مجموعة من المحللين لجهاز المخابرات الخارجية البريطانية (المعروف باسم MI6) النقاب عن أن الثورة التي سبق لها أن أطاحت بنظام الشاه قبل ثلاثين عامًا، على وشك أن تشن تغييرًا جديدًا في نظام الحكم بالبلاد المنهكة داخليًا خلال العام الجديد، ويلفت المحللون إلى أن أولئك الأشخاص الذين خرجوا في انقلاب عام 1979 للإطاحة بنظام الشاه المكروه يجدون أنفسهم الآن منبوذين بوصفهم أعداء الشعب.

من جهتها، تقول صحيفة quot;وورلد نيت دايلي quot; الأميركية إن تقرير MI6 هذا جاء بعد أن وجه وزير الخارجية الإيراني، مونشهر متكي، تحذيرًا بعيدًا عن الدبلوماسية لبريطانيا بأنها ستتلقى صفعة quot;في الفم إذا لم تتوقف عن التدخل في الشأن الإيرانيquot;. ولفتت إلى أن هذا التهديد جاء بعد أن أشاد وزير الخارجية البريطاني، دافيد ميليباند، بـ quot;الشجاعة الكبيرةquot; التي أبداها أنصار المعارضة في مسيراتهم المناوئة للحكومة في جميع أنحاء طهران أثناء فترة الأجازات، حيث لاقى ثمانية أشخاص مصرعهم خلال التظاهرات وأصيب العشرات بجروح، بعضهم فى حالة خطرة. ونتيجة لذلك، تم استدعاء السفير البريطاني لدى طهران، سيمون غاس، إلى مقر وزارة الخارجية الإيرانية لإبلاغه باعتراض الحكومة الإيرانية على تعليقات ميليباند.

وتمضي الصحيفة لتشير إلى أنه لا يكاد يمر يوم واحد على نظام المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، وكذلك الرئيس أحمدي نجاد، إلا وتتم فيه الاستعانة بقوات الحرس الثوري ضد الشعب. وهنا، يؤكد تقرير الـ MI6 التحليلي على أنه ومع كل رصاصة قاتلة يتم إطلاقها، وكل اسطوانة غاز مسيلة للدموع يساء توجيهها، وكل عملية اعتقال تقوم بها القوات ضد المتظاهرين، يخوض ورثة آية الله الخميني الذين سبق لهم الإطاحة بالشاه معركة خاسرة ضد شعب أوقظ بما فيه الكفاية للقيام بانقلاب جديد. فيما تشير الصحيفة إلى أن موجة الاحتجاج قد بدأت في السابع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي مع وفاة زعيمهم الإصلاحي، آية الله حسين علي منتظري.

وأضاف التقرير بقوله :quot; لقد تعرض أنصار منتظري أثناء مراسم العزاء في مدينتي قم وأصفهان لهجمات عنيفة من قبل الميليشيات المسلحة التابعة للنظامquot;. ووقعت حادثة أخرى منذ أيام قليلة تتماشي مع هذا الإطار، هي جريمة القتل الشنيعة التي تعرض لها الإصلاحي سيد علي موسوي، صاحب الـ 35 ربيعًا، وابن شقيق زعيم المعارضة، مير حسين موسوي. وقد تحولت مراسم العزاء أيضًا إلى ساحات للقتال.

وورد في التقرير الاستخباراتي الذي أرسلت نسخًا منه لكل من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، وزعيم المعارضة، دافيد كاميرون، وكذلك سفراء المملكة المتحدة في الشرق الأوسط، إن الاحتجاجات تنطوي بصورة متزايدة على إمكانية أن تتحول إلى حملة عصيان مدني مكتملة النطاق. وأنه من الممكن مقارنتها بالانتفاضة الأولى التي قام بشنها الفلسطينيين ضد إسرائيل عام 1987. لكن مع وجود فارق واحد كبير، يتمثل في أن خصوم النظام يعرفون أنهم يحظون بتأييد واسع في الغربquot;.