حذرت منظمات اغاثة دولية من امكانية اندلاع الحرب الأهلية في السودان مجددا، مالم يتحرك المجتمع الدولي لانقاذ اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب.

الخرطوم: قال تقريرأعدته عشر منظمات إغاثية دوليةأن اتفاقية السلام الموقعة قبل خمس سنوات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان ربما تنهار بسبب تزايد العنف والفقر المزمن والتوتر السياسي.
يذكر أن اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الجانبين في 9 يناير/ كانون الثاني 2005، أنهت حربا استمرت 20 عاما بين شمال السودان وجنوبه ومكنت الحركة الشعبية من حكم الجنوب والمشاركة في حكم الشمال، كما نصت على إجراء انتخابات رئاسية واستفتاء بشأن مستقبل الجنوب بحلول 2011.

لكن منذ ذلك التاريخ، لا زالت الخلافات بين شريكي الحكم في السودان تلقي بظلالها على التطورات السياسية في السودان، كما تطالب أحزاب المعارضة الشمالية بالمزيد من الإصلاحات السياسية التي تعتبرها ضرورية لاقامة الانتخابات المقبلة.
وأشار التقرير إلى عدد من النقاط التي اعتبرها أكثر عرضة للانفجار من بينها الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في ابريل/ نيسان المقبل والاستفتاء بشأن مستقبل جنوب السودان المقرر في عام 2011.

لكن مايا ميلر المسؤولة في منظمة (اوكسفام) والمشاركة في كتابة التقرير قالت إنه لا زال من الممكن تجنب الكارثة quot;لكن الأشهر الـ12 القادمة ستكون مفترق طرق لأكبر قطر افريقيquot;.
وأضافت ميلر أن العام الماضي شهد تصاعدا في العنف في جنوب السودان، وأن هذا العنف quot;يمكن أن يتصاعد أكثر من ذلك ويصير واحدا من أكبر حالات الطوارىء في افريقيا عام 2010quot;.

يذكر أن حوالي 2500 شخصا لقوا حتفهم خلال عام 2009 في جنوب السودان، وهو أكثر من عدد القتلى الذين سقطوا خلال نفس الفترة في اقليم دارفور الذي يشهد مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة.


بريطانية تتعهد بمساعدة السودان

من جهة ثانيةأعلنت بريطانيا يوم الاربعاء حزمة مساعدات بقيمة 54 مليون جنيه استرليني (86.38 مليون دولار) للسودان وقالت ان البلد الافريقي يواجه quot;فترة حاسمة وحرجةquot; قبل انتخابات مهمة لاستقرار المنطقة بأسرها.
ويجري السودان -الذي خرج في 2005 من حرب أهلية- أول انتخابات تعددية في البلاد في أكثر من 20 عاما في ابريل نيسان يتبعها استفتاء على استقلال الجنوب في العام القادم وذلك في اطار اتفاقية السلام الشامل التي عقدت بين الجنوب والشمال.

وقالت جلينز كينوك وزيرة شؤون افريقيا بالحكومة البريطانية ان الفشل في تقديم انتخابات ذات مصداقية من شأنه أن يؤدي الى العودة الى الصراع الذي لن يقتصر أثره على السودان وانتاجه النفطي بل سيشمل ايضا المنطقة بأسرها.
واضافت قائلة quot;نعرف أن هذه أوقات حاسمة وحرجة للسودان... خطر العودة الى المزيد من الصراع هو خطر حقيقي. نحن نتفهم ذلك ونقبله. نعرف ما يجب عمله وما الذي ينبغي ان نبادر اليه ونفعله.quot;

وقالت كينوك ان بريطانيا والمجتمع الدولي يجب أن يواصلا quot;المشاركة القويةوالحازمةquot; مع السودان من أجل تأمين استمرار السلام والامن.
وعلى مدى الاثني عشر الي الثمانية عشر شهرا الماضية ساعد المجتمع الدولي في نزع فتيل توترات تسبب فيها صراع على عائدات النفط في دولة منقسمة على اسس دينية وعرقية وأيديولوجية.

وشكلت اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 حكومة ائتلافية بين حزب المؤتمر الوطني الشمالي والحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت حركة متمردة في الجنوب.
لكن العلاقات بين طرفي الحرب الاهلية السابقين لم تكن سهلة مع وقوع نزاعات على الحدود أو على تفاصيل الاستفتاء.

وقالت كينوك ان مسائل خلافية ما زالت قائمة بما في ذلك التنمية المستدامة وتقاسم عائدات النفط والتنوع الاقتصادي وطالبت بالمزيد من
حقوق الاحتجاج السلمي وحرية التعبير.