أجرى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن محادثات مع مسؤولين عراقيين في بغداد يوم السبت وسط خلاف بشأن قرار منع مرشحين من خوض انتخابات مارس اذار للاشتباه في وجود صلات لهم بحزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.

بغداد: اثار القرار الذي اتخذته لجنة مستقلة غضب السنة الذين هيمنوا على العراق لاكثر من عقدين من الزمان في عهد صدام ويرونه محاولة لتهميشهم مما يلقي بالشك على شمولية ومشروعية انتخابات السابع من مارس. لكن مسؤولا اميركيا رافق بايدن في ثالث زيارة له للعراق منذ انسحاب القوات الاميركية من المراكز الحضرية في يونيو حزيران الماضي ابدى ثقته في ان العراقيين سيحلون هذه الازمة. وقال انتوني بلينكين مستشار بايدن للامن القومي quot;اقول بناء على ما حدث في الشهور الاخيرة على الاخص اننا شهدنا قدرة متنامية وكبيرة للعراقيين على حل خلافاتهم ونزاعاتهم عبر العملية السياسية. quot;ولذلك اعتقد انه ليس دور الولايات المتحدة او اي دولة اخرى حل هذا النوع من المشكلات للعراقيين لانهم يظهرون انهم قادرين تماما على حلها بانفسهم.quot;

وبدأ العنف الطائفي بين الاقلية السنية والاغلبية الشيعية الذي اطلقه الغزو الاميركي عام 2003 للعراق في التراجع . لكن الامن العراقي لا يزال هشا وكثيرا ما تضعه على المحك التفجيرات الانتحارية واعمال القتل التي ينفذها متمردون سنة مثل تنظيم القاعدة او هجمات ينحي مسؤولون امريكيون باللائمة فيها على الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران. وانتخابات مارس هي اختبار حاسم لقدرة العراق على الحفاظ على الامن وبناء مستقبل يعمه الاستقرار والرخاء على خلفية اتفاقات النفط التي تقدر بمليارات الدولارات والتي بدأ العراق توقيعها مع شركات نفط عالمية. وقاطع السنة الانتخابات العامة الاخيرة في 2005 مما غذى الغضب واذكى التمرد ضد القوات الاميركية والحكومة التي يقودها الشيعة.

ويزيد بالفعل عدد الساسة الشيعة عن نظرائهم السنة في القائمة التي تضم 511 شخصا ممنوعين من الترشح. واستهدف الحظر بالاساس الجماعات العلمانية المتوقع ان تبلي بلاء حسنا في الانتخابات على حساب الاحزاب الاسلامية الشيعية التي هيمنت على الحكم في العراق منذ الغزو. ومن المتوقع ان يحظر اجمالا اكثر من 6500 من الترشح في الانتخابات لاسباب اخرى مثل ان يكون للمرشح سجل جنائي او يحمل شهادة جامعية مزورة. وعقد بايدن اجتماعا يوم السبت مع رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي . ومن المتوقع ان يلتقي بعد ذلك بالرئيس جلال الطالباني وهو كردي.

وقال الطالباني يوم الجمعة ان اجتماعا سيعقد في الايام القليلة القادمة بين مجلس الرئاسة وزعماء البرلمان ورؤساء السلطة القضائية والمالكي للتوصل الى حل قانوني ودستوري للخلاف حول المرشحين المحظورين. كما طلب مكتبه من محكمة ان تبت في قانونية اللجنة التي تضع قائمة المرشحين المحظورين من حزب البعث. وطلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من بايدن تولي دور القيادة في سياسة البيت الابيض تجاه العراق.