في دراسة جديدة إتضح أن معدل الفقر فى الولايات المتحدة الأميركية إرتفع إلى 14.3% وهو أعلى مستوى منذ عام 1994، ووفقا لتقرير مكتب الإحصاء السنوى فى الولايات المتحدة الأميركية تبين أن واحدا من كل سبعة أميركيين يعيش فى فقر، وقد أثرت هذه الظروف على الأحوال النفسية للناس وخاصة الذين يعيشون فى أحياء فقيرة، حيث أكدت الدراسات أن الأسر الفقيرة هي الأكثر عرضة للإكتئاب.

وقدمت (كارولين كوترونا) أستاذ ورئيس قسم علم النفس، دراسة تبين تأثير مكان المعيشة على الحالة النفسية مع مرور الوقت، ووضح(دانيال راسل) أستاذ التنمية البشرية والدراسات الأسرية فى مؤتمر عالمى فى أغسطس الماضى، معنى التوتر والقلق .

وفى دراسة للأسر الإفريقية فى أميركا تبين أن هناك 800 أسرة إفريقية يعيشون فى ولايتى أيوا وجورجيا، وأضافت كوترونا وراسل أن الروابط الإجتماعية لها تأثير كبير على صحة الفرد النفسية.

أما عن الأحياء التى يكثر بها الجرائم وأنشطة العصابات، فإن العلاقات الإجتماعية هناك أضعف بكثير، وقد لاحظ الباحثون أن الوحدة تسود بينهم، ويسعى الباحثون للحصول على دعم للمجتمع المحلى ورعاية أكبر للأطفال، والعديد من أشكال المساعدة الأخرى.

أما فى الأحياء حيث الإضطراب الإجتماعى أو التى تنعدم بها الروابط الإجتماعية، فإنها لا تخلو من المخاطر كما يتخيل الكثيرون، بل إن الإضطراب الإجتماعى والشخصية الصامتة لهما تأثير سلبى واضح على الصحة النفسية، ففرص الإكتئاب كثيرة فى مثل هذه الأحياء، أما الأحياء الأكثر إعتدالا فإن فرص الإصابة بالإكتئاب بها تكون أقل.

وقد تبين أن 62% من المشاركين فى هذه الدراسة إنتقلوا بين أحياء مختلفة بين عامى 1997-2005، أما فى الأحياء المترابطة إجتماعيا فإن معدل الإنتقال يكون أقل وقد يتراوح فى بعض الأحيان بين 22-90%، وأضاف الباحثون أن العنصرية عامل كبير جدا للإكتئاب بين الأميركيين وخصوصا الأفارقة.

وأكد الباحثون أن الأحياء الجديدة الأقل عنصرية تتسم بالأمن، وأن الإنتقال إلى الأحياء الأقل عنصرية يؤثر على مستويات الإكتئاب، وإهتم الباحثون بألا تقتصر عينة الدراسة على الأسر ذات الدخل المنخفض فحسب، بل إن حوالى 20% من الأسر التى شملهم الإستطلاع تحت خط الفقر وكذلك شملت الدراسة بعض الأسر اللتى تحصل على حوالى 200,000 دولار سنويا.

وإتفق الباحثون أن الأسر ذات الدخل المنخفض والذين يعيشون فى أحياء أكثر سلبية، هم الأكثر عرضة للإكتئاب لفترات طويلة، حيث أن مثل هذه الأحياء الفقيرة لا يتوفر بها الموارد اللازمة للتأمين الصحى والرعاية الصحية العقلية، كذلك لا يمكن لشخص أن يحصل على دعم من حوله، كل هذه الأسباب تؤدى إلى الإكتئاب.

وقد أرسل الباحثون تقريرا عن هذه الحالات ليتلقوا تمويلا من المعهد الوطنى للصحة العقلية بالتعاون مع جامعة أيوا وجامعة جورجيا وذلك لدراسة العوامل الوراثية ودور البيئات الحية فى الإكتئاب.