إيلاف من بيروت: كشف موقع "والا" الإسرائيلي تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، مسلطًا الضوء على دور ضابط إسرائيلي يدعى "الرائد جي"، البالغ من العمر 29 عامًا، الذي لعب دورًا رئيسيًا في تتبع تحركات نصرالله والمساهمة في تنفيذ العملية.

مراقبة دقيقة منذ 2006
وفقًا للمصادر الأمنية الإسرائيلية، بدأ تتبع نصرالله بعد حرب عام 2006، حيث أوكلت المهمة لضباط مختصين، كان "الرائد جي" أبرزهم. استمرت مراقبته لنصرالله وأسلوب حياته على مدار سنوات، مما أتاح جمع معلومات دقيقة لتسهيل تنفيذ الاغتيال في الوقت المناسب.

مع تصاعد التوترات في غزة، وتقديم نصرالله دعمًا لحركة "حماس"، اعتبرت إسرائيل أن اغتياله ضرورة استراتيجية. عمدت الأجهزة الأمنية إلى تضليل نصرالله عبر رسائل تشير إلى عدم وجود نية لتوسيع العمليات العسكرية معه، بهدف الحفاظ على حالته الاسترخائية.

قرار حاسم في سبتمبر
في 19 أيلول (سبتمبر)، ألقى نصرالله خطابًا أكد فيه استمراره في القتال حتى توقف إسرائيل الحرب على غزة. استغلت إسرائيل هذا التصريح لتكثيف ضغوطها الأمنية والعسكرية، حيث قررت القيادة الإسرائيلية تصعيدًا استثنائيًا، بدأ باختراق شبكات الاتصالات التابعة لـ"حزب الله". هذا الاختراق وفر معلومات استخباراتية دقيقة، استخدمت لتحديد موقع نصرالله بدقة قبل أيام قليلة من العملية.

مراحل اتخاذ القرار
عقب التأكد من موقع نصرالله، دعا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، شلومو بندر، رؤساء الأجهزة الأمنية لاجتماع حاسم. تم رفع القرار إلى رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، ومن ثم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.

وقال أحد المسؤولين المشاركين في اتخاذ القرار: "كنا ندرك أن فشل هذه العملية سيحول نصرالله إلى رمز غير قابل للكسر، وستكون تبعات الانتقام مختلفة تمامًا".

التنفيذ: سرعة ودقة
في المناقشة الأخيرة، صرّح قائد القوات الجوية الجنرال بار بعبارة قاطعة: "إذا كان هناك، نقتله". في الساعة 18:21، بالتزامن مع أذان المغرب، نفذت 14 طائرة مقاتلة من السرب 69 الهجوم مستخدمة 83 قنبلة بوزن إجمالي بلغ 80 طنًا. العملية استغرقت 10 ثوان فقط، وأسفرت عن تدمير الموقع بالكامل ودفن كل من كان بداخله تحت الأنقاض.

أشارت التقارير إلى أن نصرالله ومن معه لقوا حتفهم إما اختناقًا أو جراء الشظايا، مؤكدين أن العملية حققت هدفها الأساسي دون أي عوائق.