اكتشف العلماء ان القوة الديناميكية التي تمتلكها القطط تمكنها من لعق السوائل والحفاظ على فمها جافاً.


لندن: تمكن باحثون من الكشف عن كيفية لعق القطط للسوائل دون ابقاء اثر لها بفمها، ووجد الباحثون الذين عكفوا على الابحاث الخاصة بهذا الموضع لمدة ثلاث سنوات ونصف، أن القطط تمتلك مزيجاً من القوة الديناميكية المعتدلة في التعامل مع السوائل، وهى النسبة الصحيحة التي ينجم عنها توازناً بين الجاذبية والاستمرارية، والعدد الرياضي الخالي من الاتجاه للشرب.

وشارك في هذه الدراسة التي يدور الحديث عنها عدد من المهندسين والفيزيائيين والرياضيين، في محاولة للوقوف على كيفية تمكن القطط من لعق الحليب من الصحن إلى أفواهها في وقت تتمكن خلاله من إبقاء احناكها جافة أثناء عملية الشرب.

وعلى عكس شفط الحليب من الكاسة وجد الباحثون من جامعة فرجينيا وبرينستون التقنية أن التكنيك الذي تستخدمه القطط يكشف عن quot;توازن مثالي بين القوى الفيزيائيةquot;.

وقد عُرف من دراسة جرت عام 1941 أن القطط حين تلعق الحليب تمد السنتها وتجعلها بشكل quot;Jquot; وهذا يعني أن رأس اللسان يمس السطح أولا.

لكن الأفلام السريعة التي صورت في الفترة الأخيرة أظهرت أن سطح قمة اللسان وحده يمس السائل - وهذا يعني أنه على العكس من الكلاب التي تدفع بألسنتها كاملة إلى السائل فتستخدمها كمغرفة، تتبع القطط تقنية أكثر رقيا في الشرب.

ومع القطط فإنه حال تماس رأس اللسان مع سطح السائل، يتم سحبه بسرعة إلى الخلف. وهذا يكوّن صفا من قطرات الحليب ما بين اللسان والسطح الذي يقوم القط آنذاك بمسكها عن طريق إغلاق فمه.

وهذا الصف يتم تكوينه عن طريق التوازن ما بين الجاذبية التي تسحب السائل إلى الأسفل صوب الكاسة، وقانون الاستمرارية، الذي يتمثل بميل المادة إلى الاستمرار في الحركة باتجاه ما حتى تتدخل قوة أخرى.

وتعرف القطط بشكل غريزي كيف تحافظ على هذا التوازن، حسبما جاء في دراسة نشرتها مجلة quot;ساينسquot; العلمية.

ولو زاد وقت لعق اللبن او السائل عن جزء صغير من الثانية لتمكنت الجاذبية من التغلب على قانون الاستمرارية ساحبة معها الحليب إلى الكاسة وهذا يعني أن فم القط سيبقى فارغا.

تجدر الاشارة الى ان القطط الاليفة تقوم عادة بأربع لعقات في الثانية الواحدة ومع كل لعقة تجلب 0.1 ملليمتر من السائل مع الحفاظ على التوازن ما بين قانوني الجاذبية والاستمرارية.

وقال الرياضي جيفري اريستوف المشارك في البحث لمراسل صحيفة الديلي تلغراف إن quot;كمية السائل المتوفرة للقط كي تمسكها في كل مرة يغلق خلالها فمه تتحدد بحجم وسرعة اللسان. وبيّن بحثنا أن القط يختار السرعة من أجل رفع كمية السائل المشفوط في كل لعقة، وهذا ما يشير إلى أن القطط أذكى مما يظنه الكثير من الناس، على الأقل فيما يتعلق بعلم قوة الموائعquot;.

أما الباحث سانغوان جونغ الخبير في السوائل فقال إنهم في البداية لم يكونوا واثقين تماما من أن ميكانيك السوائل يلعب دورا في شرب القطط. لكن مع استمرار المشروع اندهش الباحثون واستمتعوا بجمالية علم ميكانيك السوائل المستخدم في ذلك النظام.