إيلاف من موسكو: يمكن القول إن الطريقة التي تنظر بها تركيا إلى سوريا الجديدة، أو ما يسمى بـ"النوايا التركية" يشغل بال الجميع، بداية من الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك إسرائيل، وصولاً إلى الدول العربية وخاصة الخليجية، وكذلك مصر التي تتعامل مع "سوريا الجديدة" بقدر كبير من الترقب.
كما أن إيران التي ابتعدت ولو مؤقتاً عن سوريا، وكذلك روسيا التي رحلت طواعية تاركة اطلالتها الاستراتيحية على البحر الأبيض المتوسط تنظر بعين الترقب هي الأخرى للحاضر والغد السوري، مما يعني أن الجميع يترقبون، ويخططون للمستقبل، والجميع يرغبون في معرفة النوايا الواقعية لتركيا تجاه سوريا باعتبارها اللاعب الأكثر حضوراً بصورة مباشرة ودون مواربة في المشهد السوري حتى الآن على الأقل.
وفي هذا الإطار كشف تقرير روسي صادر عن أكاديمية العلوم الروسية أن تركيا ستواصل دعمها للمعارضة السورية المسلحة التي أطاحت بنظام الأسد، وستستمر في محاربة التشكيلات الكردية في سوريا خلال العام 2025.
الأكراد أولاً والنظام الحاكم ثانياً
وجاء في التقرير الذي أعده معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: "استعداد أنقرة لا يتوقف عند مواجهة تطلعات الأكراد السوريين من خلال العمليات العسكرية التركية أحادية الجانب عبر الحدود، وإنما ستواصل أنقرة دعم قوات المعارضة المسلحة في سوريا".
ولفت التقرير إلى أن تركيا ترغب في الحفاظ على دورها القيادي في سوريا من خلال إرساء نظام الحكم الذي استخدمته في المناطق الشمالية السورية، فضلا عن المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا.
إعادة اللاجئين أولوية أيضاً
واعتبر التقرير أن مهمة إعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم تمنح أنقرة فرصا إضافية للمشاركة في الوضع السوري، وفقاً لما نشره تقرير شبكة RT الروسية.
وجاء في التقرير: "في ظل الظروف الحالية، يظل الحوار مع تركيا هو الشكل الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا لمناقشة المشاكل السورية وغيرها من المشاكل الإقليمية".
وبصورة عامة يتوقع معدو التقرير أن تواصل تركيا نشاطها الإقليمي وسعيها إلى توسيع نفوذها عبر الأدوات الدبلوماسية والثقافية، والاعتماد على عامل القوة.
التعليقات