لندن: شن وزير الداخلية البريطاني آلان جونسون هجوماً عنيفاً اليوم على تغطية وسائل إعلامية لقضية سجين سابق في معتقل غوانتانامو الأميركي. ووجه جونسون انتقادات لاذعة ازاء ما سماه quot;اتهامات كاذبة لا اساس لهاquot; وردت في أجزاء من تقارير وسائل الاعلام.

واتهم جونسون خلال حديث مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الصحف بنشر quot;أكاذيب مثيرة للسخريةquot; تتعلق بعمل جهاز الأمن البريطاني الداخلي المعروف (ام اي 5) وهو وكالة المخابرات التابعة للمملكة المتحدة معربا عن دعمه لرئيسه جوناثان ايفانز بشأن الدفاع عن موظفيه.

وقال وزير الداخلية البريطاني انه سيكون من المستحيل اجراء تحقيق مستقل بشأن اتهامات بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في القيام بعمليات تعذيب ضد بنيام محمد وهو مواطن اثيوبي ومقيم بريطاني اعتقل في باكستان واحتجز في معتقل غوانتانامو لاكثر من أربعة اعوام.

واتهم بعض المعلقين quot;بالبحث عن أدلةquot; تدعم وجهات نظرهم الشخصية حول (ام اي 5) وجهاز المخابرات الخارجية المعروف باسم (ام اي 6). وقال quot;ان أجهزة الأمن في بلدنا لا تمارس التعذيب ولا تجيز اللجوء الى التعذيب ولا تشجع الآخرين على التعذيب نيابة عنا ولا تتواطأ في التعذيبquot;.

وأوضح أن quot;الناس يمكن أن يقدموا حججهم وادعاءاتهم الا أنه لا ينبغي أن يأخذها بعض المعلقين في وسائل الاعلام على أنها صحيحة لمجرد أن شخصا ما قد قال انها صائبةquot;. وقال quot;انها كاذبة ولا أساس لها وليست هناك أدلة تدعمهاquot; مشيرا الى أن الحكومة البريطانية قد مارست ضغوطا على الأميركيين للاعتراض على نشر وثائق سرية تتعلق بالقضية التي كشف النقاب عن تفاصيلها يوم الاربعاء الماضي.

وكان رئيس جهاز (ام آي 5) ايفانز دافع بشدة في وقت سابق اليوم عن عمل وكالته في اعقاب توجيه اتهامات اليها بالسعي الى التغطية على تورطها في تعذيب المعتقلين. وقال ايفانز في مقال نشرته صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية ان الاتهامات التي وجهها احد اكبر القضاة في البلاد بأن هناك quot; ثقافة قمعquot; داخل الجهاز الامني quot;تناقض الحقيقة تماماquot;. وذكرت تقارير اخبارية ان ايفانز اجرى اتصالا ايضا بلجنة المخابرات والامن في البرلمان البريطاني لنفي ان يكون جهاز الامن اخفى وثائق تتعلق بالمعاملة التي واجهها بنيام محمد.

وتأتي تصريحات رئيس جهاز الامن في اعقاب نشر محكمة الاستئناف في البلاد وثائق الاربعاء الماضي تظهر ان كبير قضاة المحكمة اللورد نيوبرغر ينتقد بشدة جهاز (ام آي 5) في مسودة حكم تتعلق بقضية محمد. وقال نيوبرغر ان جهاز الامن الداخلي لديه quot;ثقافة قمعquot; كما اتهمه بعدم احترام حقوق الانسان وتعمد تضليل وزير الخارجية ديفيد ميليباند.

لكن ايفانز قال ان المخابرات البريطانية تحاول حماية البلاد من quot;الاعداءquot; الذين يستخدمون quot;جميع الادوات المتاحة امامهمquot; ومن بينها الدعاية لشن هجماتهم. وكانت الحكومة البريطانية خسرت الأربعاء الماضي طعنا قانونيا طلبت فيه الحفاظ على سرية سبع فقرات من مجموعة وثائق تتعلق بادعاءات عن عمليات تعذيب تورطت فيها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) ضد بنيام محمد.

ويقول معتقل غوانتانامو السابق انه تعرض للتعذيب أثناء احتجاز وكالة المخابرات الأميركية له في باكستان بعلم بريطانيا. وكان محمد مقيما في بريطانيا واعتقل في باكستان عام 2002 وقال انه نقل بعد ذلك الى المغرب على متن طائرة تابعة للمخابرات الأميركية واعتقل هناك لمدة 18 شهرا تعرض خلالها للتعذيب. وقالت السلطات الأميركية ان محمد نقل الى أفغانستان عام 2004 ثم نقل بعد ذلك الى غوانتانامو في كوبا.