بحضور أكثر 1200 مشارك من داخل السعودية وخارجها بينهم عدد من كبار المسؤولين السعوديين ومسئولين دوليين وأوربيين انطلقت مساء السبت فعاليات منتدى جدة الاقتصادي العاشر والتي تستمر أربعة أيام .

رضا محمود علي من الرياض: باعتذار مهذب عن إلقاء الكلمة المعدة له حتى لا يمل الحضور وبطلب الوقوف تحية لجدة وأهلها وضيوفها، دشن أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل فعاليات منتدى جدة الاقتصادي العاشر الذي يجمع نخبةً من صناع القرار والخبراء ورجال وسيدات الأعمال والأكاديميين من منطقة الخليج والعالم، لتبادل الآراء والتوقعات بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، والاستراتيجيات اللازمة لتعزيز التنمية الاقتصادية ونمو القطاعات الرئيسية المصرفية والمالية والتجارية والزراعية والصناعية والتعليمية والصحية، بالإضافة إلى قطاعي العلوم والتقنية والطاقة والبيئة، وإصلاح المؤسسات المالية واستعادة ثقتها.

المنتدى يعقد دورته العاشرة وسط احتدام الجدل بين الخبراء وصناع السياسة، على حد سواء، بشأن الفترة الزمنية التي قد يستغرقها الركود الاقتصادي ومدى تجذر هذا الركود في الاقتصاد العالمي، ومع هذا الجدل أخذ منتدى جدة الاقتصادي العاشر منحى يدعو إلى تجاوز الأزمة الراهنة ويقترح رصد حقبة ما بعد الأزمة بهدف تكوين تصوّر واضح حول المعالم الرئيسية للمرحلة الجديدة القادمة من النمو العالمي، وتحديد مواقع مراكز ومحفزات النمو الاقتصادي المستقبلي ورصد التحديات المقبلة والتحولات المحتملة في ميزان القوى، لتعزيز قدرة السياسيين والاقتصاديين على انتهاز الفرص وتقليص المخاطر المحتملة.

هذا البعد أكد عليه رئيس مركز الخليج للأبحاث ورئيس منتدى جدة الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر في كلمته في حفل الافتتاح موضحا أن المنتدى لجأ إلى استخدام منظور طويل الأمد حتى عام 2020م بالتركيز على المشاكل الهيكلية وتحديد التحديات وكيفية حلها، بدلا من التركيز على المستقبل القريب أي التركيز على الخروج من الأزمة المالية والذي سيؤدي فقط حسب قوله إلى جدل عقيم حول التعافي والمدة الزمنية واستعادة الثقة.

وقال رئيس منتدى جدة الاقتصادي إن المنتدى ينعقد وسط أزمة عالمية لم تكن نتيجة لأسباب قصيرة الأمد بل نتيجة حالات عدة من عدم التوازن، أثرت على اقتصاديات جميع دول العالم تقريبا بل وصلت إلى حد الكوارث أحيانا وأدت إلى إفلاس بنوك وشركات عملاقة، واهتزاز اقتصاديات الدول الكبرى وانعكس تأثيرها جليا على الدول النامية والفقيرة، مضيفا أن رؤية المنتدى هي أن العالم لم يتعاف بعد بالكامل من هذه ألازمة ولكن التعاون القائم بين دول العالم يؤشر إلى أن العالم يسعى للخروج من هذه الكبوة.

رئيس غرفة جدة صالح كامل يلقي كلمته

وعدد الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر التحديات التي تحملها السنوات العشر المقبلة للعالم وفق الرؤية المستقبلية للمنتدى منها النمو السكاني وانحسار الموارد الطبيعية وشح الموارد الغذائية وزيادة نسبة البطالة جزاء فقدان العديد من الوظائف وعدم قدرة سوق العمل على استيعاب القادمين الجدد، إضافة إلى تحديات أخرى لا تقل عنها أهمية وتأثيرا لها علاقة بالقوانين والتشريعات والسياسات المتباينة لبعض الدول حيال القضايا التي تمس سكان هذا الكوكب والتغيرات المناجية التي تمثل كابوسا حقيقيا للعالم.

وأضاف رئيس منتدى جدة إنه تبعا لهذه الرؤية حرص المنتدى على تناول أهم القضايا العالمية التي تمثل محاور المنتدى التسعة معربا عن أمله في أن يخرج المنتدى بتوصيات ومقترحات يأخذ بها القادة والزعماء وتصب في مصلحة جميع شعوب العالم.

أما رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة الشيخ صالح كامل فأكد أن المنظمين كانوا حيارى حول خيارين بشأن موضوع المنتدى، أولهما أزمة السيول في جدة والتي وصفها بالكارثة الطبيعية الأخلاقية، إلا أنه لم يتم اختيارها لمحليتها وعالمية منتدى جدة ولان التحقيقات بشأنها لم تنته بعد، والموضوع الثاني كان الأزمة الاقتصادية العالمية وهو الموضوع الذي يشاطر سيول جدة أزمتها الأخلاقية، ولكن وقع عليه الاختيار على أن يتم تناوله بنظرة تفاؤلية.

وفي كلمته أوضح وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله بن أحمد زينل أن المنتدى يأتي وسط ظروف عالمية بالغة التعقيد لافتا إلى أن القضايا البيئية والاجتماعية والمالية تمس الجميع ولا توجد دولة قادرة على مواجهة تداعيات ألازمة بمفردها، وأن السعودية بدورها تؤثر وتتأثر بهذه التقلبات والأزمات وتتعامل معها وفق استراتيجية واضحة وخطط شاملة، ما مكنها من تجنب تداعيات الأزمة العالمية والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.

الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور حمدون توريه كان احد المتحدثين في حفل الافتتاح لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب سوء الأحوال الجوية في بلاده وألقى الكلمة نيابة عنه لويس فيريرا أحد مسئولي الاتحاد، كما تحدث للحضور رئيس الصندوق العالمي للتنمية الزراعية الدكتور كانايو نوانزي، وركزت الكلمتان على أهمية انعقاد المنتدى في هذا التوقيت وفي ظل هذه الظروف للخروج برؤية علمية وواقعية لمشكلات العالم الاقتصادية ومواجهة التحديات .

وعلى مدى تسع جلسات بواقع ثلاث جلسات يوميا بدءا من الأربعاء تركز مناقشات المنتدى على حقبة ما بعد الأزمة المالية العالمية والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي من المرجح أن تنشأ عن انعدام الاستقرار الحالي، وبحث المعالم الرئيسية في المرحلة القادمة والنمو العالمي المتوقع، وهو ما يلخصه شعار المنتدى الذي يحمل عنوان quot;الاقتصاد العالمي 2020مquot; وهي الرؤية التي أراد القائمون عليه اعتمادها نهجا استشرافنا يحدد اتجاهات العقد القادم اقتصاديا واجتماعيا .

ويرى القائمون على منتدى جدة الاقتصادي أن هذه الحقب المستقبلية من الزمن تتسم بالأهمية لأنها تأتي بعد تعافي العالم من الأزمة المالية حال زوالها، ومن ثم لابد من وضع سياسات قائمة على أسس علمية وواقعية، مع الاستفادة من أسباب هذه الأزمة لضمان عدم تكرارها، وهو ما يحاول منظمو المؤتمر تحقيقه من خلال الاستفادة من هذا التجمع العالمي في النقاش الجاد والمثمر بما يلامس هذه القضايا ويتناولها بعمق ويطرح لها الحلول الواقعية.