عباس الفاسي وخوسيه مانويل باروسو يتوسطهما خوسيه ثباتيرو |
صعدت جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب أخيرا حملتها الإعلامية ضد المغرب وفرنسا وإسبانيا، بتوجيه اتهامات للدول الثلاث، تراوحت بين خرق القانون والشرعية الدولية بالنسبة للمغرب الذي تقول الجبهة أن لا حق له في ادعاء السيادة على المحافظات الصحراوية التابعة لسلطته حاليا.
الرباط: لم تكن البوليساريو، على لسان محمد سيداتي، أحد قادتها أقل حدة حيال باريس ومدريد، فالأولى ناورت برأي الجبهة من أجل أن يحصل المغرب على صفة الوضع المتقدم في علاقاته بالاتحاد الأوروبي، خلال الرئاسة الفرنسية الدورية في أكتوبر 2008. أما مدريد فقد أكملت المسلسل، باختيار عقد القمة الأولى بين الشريكين الجديدين، في ظل رئاستها الحالية التي تنتهي منتصف العام الجاري.
ومن جهته،عبر محمد عبد العزيز أمين عام الجبهة، في تصريحات نقلتها عنه يوم السبت وكالة الصحافة الفرنسية من الجزائر، عن معارضته أي اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي، يسري مفعوله ويشمل المحافظات الصحراوية المتنازع بشأنها.
وبرأي عدد من المراقبين المتابعين لأشغال القمة التي بدأت فعليا مساء السبت، فإن إسبانيا عبرت عن انزعاجها من خطاب التصعيد الذي لجأت إليه جبهة البوليساريو، فعدا عن التظاهرات المناهضة للقمة التي نظمها أنصار البوليساريو من أحزاب اليسار، وهي أنشطة سياسية رأت الحكومة الإسبانية أنها تندرج ضمن إطار الحريات الفردية، معربة عن يقينها أن تلك الاحتجاجات لن تؤثر على مسار القمة، انزعجت مدريد من تحركات الناشطة أمينتو حيدر. وفي هذا الصدد نقلت صحف إسبانية عن مصادر حكومية، قولها إن حيدر محاطة بمستشارين لا يحسنون تقديم النصيحة لها.
إلى ذلك، أشاد رئيس الوزراء الإسباني، في خطابه وهو يختتم أعمال منتدى رجال الأعمال والمقاولات المغربي الأوروبي، بعلاقات التعاون والصداقة الكبرى القائمة بين الرباط ومدريد، كما امتدح بالاسم وزيري خارجية البلدين الطيب الفاسي الفهري وميغيل أنخيل موراتينوس اللذين نجحا في تسوية عدد من الأزمات، تميزت في بعض الأحيان بالتعقيد البالغ.
ووصف ثباتيرو، المغرب بكونه أحد بلدان شمال أفريقيا الذي أنجز إصلاحات عميقة، مست البنيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما حافظ على التوازنات المالية، مؤكدا بذات الوقت إرادته في الانفتاح على الخارج والتعامل معه.
ودعا رئيس وزراء إسبانيا، المستثمرين الأوروبيين إلى الاستثمار في المغرب، الذي أصبح يوفر لرجال الأعمال بيئة مناسبة، كما تتوفر البلاد على أيدي عاملة مؤهلة أو قابلة للتطوير بسرعة، محددا القطاعات العصرية التي يمكن أن تشكل مجالا للتعاون الاقتصادي بين الجانبين المغربي والأوربي، مسجلا النمو الكبير في المبادلات الثنائية منذ توقيع اتفاق الوضع المتقدم عام 2008.
ومن جانبه أكد عباس الفاسي، رئيس وزراء المغرب، في كلمة أمام قمة المقاولاتquot; عزم بلاده الثابت لكسب رهانات وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وقال quot;يتعين علينا تفعيل المبادرات الواعدة لنجعل من الفضاء الاورومتوسطي منطقة مشتركة يسودها الازدهار والرفاهيةquot;. مضيفا أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي كفرصة ثمينة لاستغلال سياسة القرب المتعددة الأبعاد (ثقافي واقتصادي وسياسي...) وبحث إمكانيات التعاون والاستثمار الجديدة.
وأبرز الفاسي أن تنمية هذه الميادين وتقويتها تفتح آفاقا واعدة للشراكة شمال جنوب وتفتح فضاءات جديدة كفيلة quot;بتعزيز التعاون بيننا استجابة لمساعينا وتجسيدا لطموحاتنا وإرادتنا الراسخة المشتركة التي تضع ضمن أولوياتها بناء فضاء اقتصادي متناسق ومتكاملquot;.
على صعيد آخر، يفترض أن تتصدر اليوم الأحد،أمينتو حدير، تظاهرة التضامن مع الشعب الصحراوي التي ستجوب بعض الشوارع، وستجد في مواجهتها تظاهرة مضادة ينظمها مغاربة مساندون لبلادهم.
وتخوفت الجمعيات المساندة للبوليساريو من تأثير هذا المعطى الجديد ولذلك روجت إشاعات مفادها أن المغرب استقدم صحراويين بإغراء المال، إلى غرناطة من المحافظات الصحراوية كما عبأ أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.
التعليقات