ارتفعت حدة العنف في الاراضي الفلسطينية مجدداً مع مقتل 4 فلسطينيين خلال 24 ساعة وهو ما يثير المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة.

نابلس: دفنت جثامين أربعة فلسطينيين يوم الاحد قتلتهم القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية اثر أعمال عنف أذكت التوترات المتزايدة. وقتل الجيش الاسرائيلي رميا بالرصاص فلسطينيين يبلغان من العمر 19 عاما قال انهما حاولا طعن جندي في دورية قرب نابلس بالضفة الغربية . وقتل شابان اخران بعد أن أصيبا بالرصاص يوم السبت.

واتهم مسؤولون فلسينيون اسرائيل بتأجيج التوتر الذي تصاعد بالفعل بسبب تحركات يعتقد الفلسطينيون أنها تهدف الى احكام السيطرة الاسرائيلية على الضفة.

ودعا غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية الى اجراء تحقيق مستقل في مقتل اثنين تربطهما علاقة قرابة أحدهما يدعى محمد كواريك والاخر صالح كواريك يوم الاحد مشيرا الى روايات شهود بأنهما قتلا رميا بالرصاص بعد اعتقالهما.

وقال محمود العالول وهو شخصية بارزة في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس انهما قتلا quot;بدم باردquot; مضيفا أمام نحو 1500 من المشيعين في جنازتهما في عورتا جنوبي نابلس انه من غير المتصور أن يقف الفلسطينيون مكتوفي الايدي ازاء ما يحدث.

ولفت احدى الجثتين في علم حركة فتح الاصفر بينما لفت الاخرى في علم حماس الاخضر. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اسرائيل ردت على جهود الولايات المتحدة والجهود الدولية لاحياء محادثات السلام بمزيد من التصعيد الذي أحبط محاولات بدء المفاوضات.

وتصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس الشرقية في الاسابيع الاخيرة حيث يحتج الفلسطينيون على السياسيات الاسرائيلية التي يعتقدون أنها تهدف الى تشديد سيطرة اسرائيل على الاراضي . وتحاول الولايات المتحدة اعادة اطلاق مفاوضات السلام بين الجانبين.

وشاب العنف الكثير من الاحتجاجات عندما قام فلسطينيون برشق الجنود بالحجارة ورد الجنود باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وكانت الساعات الاربع والعشرين الماضية الاكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أكثر من عام. كما دفن شابان قتلتهما القوات الاسرائيلية أمس السبت في قرية عراق بورين القريبة على بعد بضع كيلومترات من عورتا.

وقال مسعفون فلسطينيون ان محمد قادوس (16 عاما) وأسيد قادوس (17 عاما) قتلا رميا بالرصاص خلال مواجهة أمس السبت بين القوات الاسرائيلية وشبان فلسطينيين.

وعرض طبيب من نابلس يدعى أحمد حماد على صحفي من رويترز صورة فوتوغرافية لما قال انه مكان دخول رصاصة في صدر محمد قادوس ومكان خروجها من ظهره. وعرض طبيب اخر يدعى حامد المصري كان يعالج أسيد قادوس صورة بالاشعة قال انها تظهر رصاصة مستقرة في الرأس.

ونفى الجيش الاسرائيلي الذي قال انه كان يرد على أشخاص يقذفون الحجارة استخدام الذخيرة الحية وقال انه لم يستخدم سوى الاعيرة المطاطية. وقال سكان محليون ان الشابين اللذين لا تربطهما علاقة قرابة قوية رغم تشابه الاسماء لم يشاركا في المظاهرة.

وينظم قرويون في قرية عراق بورين احتجاجات ضد القيود التي تفرضها اسرائيل على وصولهم الى أراضيهم الزراعية قرب مستوطنة هار براخا. وندد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بيان صادر عن مكتبه بشدة بما وصفه بانه تصعيد عسكري اسرائيلي ادى الى مقتل الاربعة. وحذر من ان اسرائيل تعرض للخطر الاستقرار الذي تسعى حكومته الى توطيده في الضفة الغربية