دعا وزير الاشغال وزير البلدية فاضل صفر اليوم المستثمرين الى التركيز على مشاريع الامن الغذائي في الكويت سواء تعلقت بالزراعة او الصناعة او الثروة السمكية. وقال صفر في افتتاح المؤتمر الاول للامن الغذائي في الكويت الذي تنظمه شركة وارة غلوبل للاستشارات والتدريب ويستمر يومين ان الحكومة اعلنت اخيرا خطتها التنموية التي تضمن ما يقارب 800 مشروع تنموي مبينا ان مشاريع الامن الغذائي ستكون جزءا منها . واكد أهمية موضوع الامن الغذائي على المستويين العالمي والاقليمي وعلى مستوى صانع القرار في الكويت موضحا ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي شعروا بالحاجة الملحة لضرورة توفير مقومات الامن الغذائي وهو ما جاء في مقررات قمتهم الاخيرة التي عقدت في الكويت في ديسمبر الماضي. واضاف ان الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ترغب في الاستعانة بالسبل الحديثة لدعم الزراعة والثروة السمكية لتحسين النوعية بهدف انشاء صناعة غذائية محلية موضحا ان هذه الصناعة وان كانت موجودة لكنها مازالت على نطاق محدود. واكد انه يوجد في الكويت مؤسسات مالية تقوم بتمويل المحافظ الزراعية سواء بنك الكويت الصناعي او مؤسسات القطاع الخاص المتطلع والمتحفز دائما لتأسيس مشاريع صناعية وزراعية ذات قيمة حقيقية تساهم في دعم الناتج المحلي.
واضاف quot;لاننا في الكويت نستورد معظم الحاجات الغذائية من الخارج فلابد من تشجيع الصناعات المرتبطة بالزراعة والغذاء مع تنميتها لتكون رافدا مهما في الاقتصاد الوطني ونؤكد على دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير الصناعات الغذائية في جميع مراحلها ومنها استصلاح الاراضي الزراعية والابار والاستفادة من المياة المعالجةquot;. وعبر عن امله بان تتحول بعض افكار المؤتمر واقتراحاته الى واقع عملي يساهم في تطوير هذه الصناعات خصوصا المرتبط منها بالتكنولوجيا وكذلك انتاج ادوات تستخدم في رش المخصبات الزراعية وبعض المحسنات للتربة من اجل رفع انتاج المحاصيل وهو هدف اساسي من اهداف المؤتمر. ودعا الى عدم اغفال الاستثمار في العنصر البشري فهو الاساس في تقدم كل الدول سواء من حيث الاهتمام بالنواحي التدريبية او التأهيلية مؤكدا ان العنصر البشري هو حجر الاساس لكل تطور . من جانبه قال مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري في كلمته ان عدد من يعانون الجوع في العالم ارتفع 100 مليون شخص مع نهاية عام 2009 وتجاوز مليار نسمة في الوقت الحالي مضيفا ان 370 مليون شخص اخر قد يواجهون المجاعة بحلول عام 2050. واكد المطيري اهمية التعاون وتنظيم مؤتمرات على كل المستويات الوطنية والاقليمية والدولية والعمل على تخصيص مزيد من الاراضي لانتاج الغذاء وتوفيره لمن يعانون هذه المشاكل . واشار الى قلة معدلات الانتاج الزراعي في الدول العربية عن معدلات الاستهلاك بسبب الظروف القاسية وندرة المياة الصالحة للري وقلة خصوبة التربة وملوحتها.
وقال المطيري ان سمو امير البلاد قدم مبادرة لمواجهة ازمة الموارد الغذائية وهي انشاء (صندوق الحياة الكريمة للانسان في الدول الاسلامية) بهدف دعم مبادرات توفير السلع الغذائية الاساسية للمحتاجين بشكل سريع والمساهمة في برامج زيادة انتاجية المحاصيل الزراعية والتعاون مع المبادرات المثيلة في العالم.
واضاف ان الدراسات والبحوث في معهد الابحاث تساهم في نقل وتوطين وتطبيق التكنولوجيا لتعزيز انتاج السلع الغذائية والمحافظة على التنوع الحيوي ووضع استراتيجيات وطنية لتطوير قطاع الزراعة والثروة السمكية وزيادة انتاج بعض المحاصيل وتحسين خصوبة التربة ومضاعفة انتاج الاغنام وتحسين انتاج البيض. وقال ان المعهد يبادر بتطبيق تقنيات التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية لتطوير محاصيل مقاومة للملوحة واستزراع النباتات الملحية لانتاج الغذاء والعلف الحيواني واستزراع الاسماك وتنمية الثروة البحرية.
واشار الى ان تعاون المعهد مع المؤسسات الوطنية له الاثر الكبير في الحد من انتشار قصور الغذاء حيث حققت الكويت التقدم الاكبر بين الدول العربية وفقا لتقرير التنمية الانسانية الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي العام الماضي.