كشفت وثيقة الـquot;اهداف استراتيجية للاتصالاتquot; معالم الاستراتيجية الاميركية بشأن التغيير المناخي وعلى رأسها محاولة للتوصل الى نظام عالمي من اجل التصدي لآثار التغيير المناخي.

لندن: كشفت وثيقة تُركت بطريق الخطأ في كومبيوتر عائد لأحد الفنادق الاوروبية ونُقلت الى صحيفة الغارديان التي نشرت نصها اليوم الثلاثاء، معالم الاستراتيجية الاميركية التي تثير جدلا متزايدا بشأن التغير المناخي.

تحمل الوثيقة عنوان quot;اهداف استراتيجية للاتصالاتquot; بتاريخ 11 آذار/مارس 2010، وهي تحدد الخطوط العامة للرسائل التي تريد ادارة اوباما ايصالها الى منتقديها ووسائل الاعلام قبل محادثات المناخ ذات الأهمية البالغة التي ستُعقد برعاية الأمم المتحدة في منتجع كانكون في المكسيك في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويأتي على رأس الأهداف التي تدرجها الوثيقة تكريس الفكرة القائلة ان الولايات المتحدة منخرطة بموقف بناء في مفاوضات الأمم المتحدة في محاولة للتوصل الى نظام عالمي من اجل التصدي لآثار التغيير المناخي. كما تتحدث الوثيقة عن quot;ادارة التوقعاتquot; والآمال المعلقة على نتائج اجتماع كانكون وتخطي المنافذ الاعلامية التقليدية باستخدام الملفات المتعددة الوسائط على الانترنت وعقد quot;لقاءات حميمةquot; مع كبير المفوضين الأميركيين لتجريد أشد منتقدي الولايات المتحدة حدة من اسلحتهم.

وتقول صحيفة الغارديان ان العبارة الحاسمة ترد في الفقرة الثالثة من الوثيقة حيث يكتب صاحبها عن quot;ايجاد فهم واضح لاتفاق كوبنهاغن وأهمية تفعيل عناصره برمتهاquot; مع التشديد على كلمة quot;برمتهاquot;. وتعتبر الصحيفة ان هذه اوضح اشارة الى ان الولايات المتحدة ترفض التفاوض حول عناصر منفصلة من الاتفاق المثير للجدل، بل تعتزم تمريره عبر عملية الأمم المتحدة بوصفه quot;نصا واحدا إما تقبله أو لا تقبلهquot;.

وكانت قمة المناخ توصلت الى اتفاق كوبنهاغن في اللحظة الأخيرة بعد الفوضى التي سادت اعمال القمة في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وquot;ترتبطquot; اكثر من 110 بلدان الآن بالاتفاق فيما امتنعت عن اعتماده اتفاقية المناخ الدولية التي وقعت عليها 192 دولة. وتقول الغارديان ان الولايات المتحدة حجبت مساعداتها عن الدول التي لا تؤيد الاتفاق.

وكان الموقف الداعي الى قبول الاتفاق بقضه وقضيضه أو رفضه كاملا ادى الى انقسام الدول التي شاركت في اجتماع نهاية الاسبوع في بون واثار امتعاض غالبية البلدان النامية، بما فيها الصين والهند والبرازيل التي تريد ادراج اقسام من الاتفاق في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. وتقول هذه البلدان ان الاتفاق لا يتمتع بصفة قانونية وينبغي ألا يُستخدم اساسا لاتفاقية نهائية ملزِمة قانونيا لأنه اتفاق متواضع في طموحاته واهدافه. وانه لا ينص على أي تخفيضات محدَّدة في الانبعاثات الغازية ويحدد سقفا لارتفاع الحرارة قدره درجتين مئوية، وهو سقف يقول منتقدو الاتفاق انه مرتفع بحيث لا يحمي افريقيا ومناطق اخرى في العالم من التعرض الى أضرار جسيمة بسبب ارتفاع حرارة الأرض.
قال جونثان بيرشنغ كبير المفاوضين الاميركيين في محادثات بون ليل امس الأثنين ان quot;لا علم له بالوثيقةquot; ولكنه اكد رسالتها الأساسية. ونقلت الغارديان عنه quot;نحن غير مستعدين لرؤية عملية تتحرك قدما بانتقاء عناصر معينة فقط. ان هذا ليس الاتفاق الذي توصلنا اليه في كوبنهاغنquot;.