يعتقد العديد من العلماء أن البشر الأوائل قد يكونون تزاوجوا مع أبناء فصيلة النياندرتال لكن الدراسة الجديدة قدمت دليلاً قاطعًا على ذلك، مشيرة إلى أن التلاقي بين الفصيلتين قد جرى قبل ما يقرب من 60 الف سنة في منطقة الهلال الخصيب بالشرق الأوسط.

كشفت المقارنة الأولى ما بين جينومات بشرية وأخرى نياندرتالية عن وجود 4% من محتويات الحمض النوويلدى البشرمن أصل نياندرتالي. وتبيّن أن هناك قليلاً من الحضور النياندرتالي فيالبشر حسبما قال العلماء الذين أجروا مقارنة بين التكوين الجيني للبشر ولأقرب أسلاف الإنسان: النياندرتال. ففي الحمض النووي لمعظم البشر الذين يعيشون خارج أفريقيا هناك نسبة 4% منها من أصل نياندرتالي وهذا نتيجة للتزاوج الذي جرى بين الفصيلتين بعد الهجرة الواسعة التي جرت من قارة أفريقيا موقع ظهور البشر الأول.

وكان العديد من علماء الانثروبولوجيا قد زعموا أن البشر الأوائل قد يكونون تزاوجوا مع أبناء فصيلة النياندرتال لكن الدراسة الجديدة قدمت دليلا قاطعا على ذلك مشيرة إلى أن التلاقي بين الفصيلتين قد جرى قبل ما يقرب من 60 الف سنة في منطقة الهلال الخصيب بالشرق الأوسط.

وكان الرواد الأوائل من البشر قد غادروا أفريقيا قبل ما يقرب من 80 الف سنة ووصلوا إلى مناطق كانت تقطنها جماعات من النياندرتال في منطقة أوراسيا(أوروبا- آسيا). ولعل الفصيلتين عاشتا جنبًا إلى جنب ضمن فصائل صغيرة حتى اختفت فصيلة النياندرتال قبل 30 ألف سنة.وتطلب سَلسَلة جينوم انسان النياندرتال فترة أربع سنوات على يد علماء من معهد ماكس بلانك للانثروبولوجيا التطورية بمدينة لايبزغ الألمانية.

وجرى ذلك باستخدام عظام مطحونة من بقايا تعود لثلاثة أناث عشن في أوروبا قبل ما يقرب 40 الف سنة.ولرؤية مدى التشابه بين البشر الحاليين وأفراد النياندرتال قام الفريق الباحث بإجراء مقارنة ما بين الحمض النووي القديم مع خمسة جينومات أخذت من خمسة أشخاص من فرنسا والصين وجنوب أفريقيا وغرب أفريقيا وغينيا الجديدة. وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها من حيث إجراء المقارنة ما بين النياندرتال والانسان المعاصر.

ونقلاً عن صحيفة الغارديان اللندنية فإن العلماء كانوا قد وجدوا أن فصيلة النياندرتال والبشر الحاليين يشتركون في 99.7% من حمضهم النووي وهذا يعود إلى سلف مشترك كان قد عاش قبل ما يقرب من 400 الف سنة. وكشفت تحاليل لاحقة عن أن أبناء فصيلة النياندرتال هم أقرب للبشر من أولئك الذين بقوا في افريقيا. فما بين 1% إلى 4% من الحمض النووي الخاص بالأوروبيين والآسيويين الحاليين وسكان غينيا الجديدة قد تم توارثه من ابناء النياندرتال.وقال البروفسور بابو من معهد ماكس بلانك ورئيس فريق البحث لمراسل الغارديان: quot;أولئك الذين ينتمون إلى خارج أفريقيا يحملون قليلاً من خصائص النياندرتال ولعل أبناء النياندرتال اختلطوا مع الانسان الحديث قبل أن تتفرق فصيلة أصحاب الظهور المستقيمة إلى مجاميع مختلفة في أوروبا وآسيا. ومكنتنا المقارنة بين السلستين الجينيتينأن نكتشف أي تختلف جينوماتنا عن أقرب الكائنات لناquot;، أي فصيلة النياندرتال.