نيويورك: أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مجدداً استعداد دولة قطر الدائم لمد يد العون وتقديم المساعدة الانسانية لأي بلد أو شعب في العالم يتعرض لكارثة طبيعية او انسانية.

ونبه إلى أن البشرية تعاني على نحو متزايد من الكوارث الطبيعية التي تتمثل في الجفاف والزلازل والفيضانات واحتراق الغابات وموجات المد البحرى العاتية المعروفة باسم التسونامي، لافتاً إلى أن الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم مؤخراً في جميع القارات خلفت وراءها سلسلة من الخراب والدمار فضلا عن الضحايا من البشر.

واقترح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تأسيس قوة دولية لعمليات الدعم الانساني العالمي يشار اليها اختصاراً باسم quot;هوب فورquot;. جاء ذلك في المحاضرة التي القاها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليوم في معهد السلام الدولي بنيويورك.

وأوضح فى محاضرته بان ليس هناك أي بلد في العالم محصناً من الكوارث الطبيعية وبنفس القدر وليس هناك بلد يستطيع بمفرده التعامل مع مثل هذه الكوارث، وضرب مثلا على ذلك بما تعرضت له هايتى من زلزال مدمر هذا العام.

وقال quot;ان كارثة الزلزال الي ضرب هايتي هذا العام تقدم لنا بعض الدروس حيث شاهد العالم فى فزع مناظر الخراب التى لحقت بهايتىquot;، الى جانب مقتل اكثر من مائتي الف شخص، مشيرا الى ان الامم المتحدة اصيبت ايضا بمأساة فقدان نحو مائة من موظفيها وعمالها.

واضاف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن هايتى حظيت بفيض من التعاطف والتضامن العالمى وبقدر مماثل من المساعدات الانسانية، مشيرا فى هذا الصدد الى ارسال دولة قطر طائرة شحن من طراز quot;سى 17quot; محملة بخمسين طنا من المساعدات الانسانية العاجلة وفريق انقاذ بالاضافة الى تبرع دولة قطر بمبلغ عشرين مليون دولار فى مؤتمر الامم المتحدة لاعادة اعمار هايتى فضلا عما قامت به قطر من مجهودات بحث وانقاذ مماثلة فى كل من اندونيسيا وباكستان وغيرها من الدول.

غير انه اوضح بان عمليات الاغاثة لاتتكون من فقط من عدد من المبادرات الوطنية حيدة التخطيط، داعيا الى ضرورة وجود عمليات تنسيق ورؤية واضحة حول الاحتياجات اللازمة المطلوبة على الارض كما يجل نشر المعدات اللازمة والافراد الذين يتمتعون بالمهارات المناسبة من اجل انقاذ ارواح الناس.

وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن هناك مبادئ توجيهية تتعلق بعمليات الانتشار السريع للموارد العسكرية والمدنية تعرف بمبادئ quot;اوسلوquot; التى يشرف عليها مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (OCHA)، مشيدا بما وصفه بالاعمال العظيمة التى تقوم بها منظومة الامم المتحدة بالرغم من مواردها المحدودة فى مناطق صعبة بمختلف انحاء العالم.

واعرب فى محاضرته في اكاديمية السلام الدولي فى نيويورك عن القلق أزاء عدم اعتماد هذه الاجراءات الممتازة التي تم التوصل اليها بعد مجهود كبير على التزام رسمي مسبق بتقديم الموارد لاغراض الاغاثة اضافة الى عدم وجود تدريب موحد ومصادق عليه لعمال الاغاثة فى مختلف انحاء العالم، مشيرا الى ان هذين العاملين يشكلان اكبر عقبتين تحولان دون تحويل الخطط الى عمل يمكن تنفيذه.

واقترح رئيس مجلس الوزراء -من اجل معالجة هاتين العقبتين- تأسيس قوة لعمليات الدعم الانساني اشير اليها اختصارا باسم هوب فور (HOPEFOR)، لافتا الى ان هذه القوة ستستفيد من الموارد العسكرية والمدنية ( المادية والبشرية) لجلب الامل وتقديم أعمال الإغاثة الطارئة الفورية بفعالية عالية لضحايا الكوارث الطبيعية والبقاء لفترة تكفي لسد ما يعرف بفجوة العون الإنساني.

واكد ان quot;هوب فور (HOPEFOR)quot; سوف تبنى على الدروس المستقاة من مبادرات شبيهة مثل مبادرة الاولوية الانسانية الاحتياطية ذات الاستعدادت العالية ومبادرات بعض منظمات الاغاثة الاخرى واقتراحات اخرى قدمت من أجل تأسيس قوات انتشار إنساني سريع، وقال quot;لقد طلبت من معهد السلام الدولي ان يساعد فى هذا المجالquot;.

واوضح معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى بانه عند الاستجابة لإية أزمة إنسانية تقوم هوب فور (HOPEFOR) بتأسيس مقر ميداني قابل للانتشار السريع يضاف إليه عدد من الخبراء الإقليميين القادرين على المساعدة في ادارة الطوارئ المحلية (جنبا إلي جنب مع السلطات الوطنية) والتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وأطراف أخرين يعملون في ميدان العمل الإنساني.