كشف الرئيس اللبنانيّ ميشال سليمان أنه زار طهران وفاتح كبار المسؤولين الإيرانيين برغبة بلاده في الحصول على أسلحة منها، لافتاً في الوقت نفسه إلى وضع الخزانة اللبنانية الصعب الذي لا يسمح بشراء تلك الأسلحة. وأشار سليمان إلى أن إيران quot;دولة صديقة لكن هناك دول أخرى صديقة لم تبادر إلى مساعدتنا وتزويدنا بالسلاحquot;.

بيروت: في أول موقف علني من القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما يتردد عن تضمّنه اتهاماً لعناصر من حزب الله بالمشاركة في هذه الجريمة قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بشكل قاطع : quot;أنا رئيس للبلاد ولا علم لي بقرار ظني أو موعد صدوره وما قد يتضمّنه ، ولم يأتني أحد ليحدثني بهذا الموضوع لذلك يستحيل عليّ تناول أمر لا أعرف عنه شيئاً كما أن هذه المسألة قانونية بحت وتدخل في عمل القضاءquot;. وأكد الرئيس سليمان خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين في المقر الصيفي في بيت الدين قبل ظهر اليوم quot;ان لبنان محصن ضد الهزات السياسية منها والأمنية وذلك بفضل وعي قادته والمسؤولين فيهquot; ، لافتاً الى quot;اننا بأيدينا نستطيع ان نحمي البلد كما ان بأيدينا يمكن ان نفجّره لا قدر اللهquot; .

وأوضح الرئيس سليمان ما عناه بحثّ اللبنانيين على دعم الجيش بالمال لتزويده بالسلاح اللازم للدفاع عن الأرض في وجه الاعتداءات الاسرائيلية مشدداً على ان مسؤولية تسليح الجيش تقع اولاً وأخيراً على عاتق الدولة وهناك خطة وضعت لهذا الشأن وتصميم على تنفيذها، مبدياً ترحيبه بمساعدات الدول quot;التي تزوّدنا بسلاح ولكن من دون شروطquot; .

وفي ما يثار حول استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتزويد الجيش اللبناني بالسلاح الذي يريده وتردد لبنان في قبول هذا الطلب كشف رئيس الجمهورية انه سبق له ان زار طهران وفاتح كبار المسؤولين الايرانيين برغبة بلاده في الحصول على اسلحة منها لافتاً في الوقت نفسه الى وضع الخزانة اللبنانية الصعب الذي لا يسمح لها بشراء الأسلحة بالمبالغ المطلوبة وقد ابدى الجانب الايراني تفهماً لهذا الطرح لكنه وعد بدراسة الأمر وإبلاغنا بالنتيجة التي لم تصلنا حتى الساعة .

وأشار سليمان إلى quot;أن ايران دولة صديقة للبنان لكن هناك دول اخرى صديقة لنا لم تبادر الى مساعدتنا وتزويدنا بالسلاحquot; .
وفي ما يخص طائرات الميغ الروسية التي وافقت موسكو على تزويد لبنان بها واستبدالها بطوافات عسكرية شرح الرئيس سليمان ان هذه الأخيرة يمكن التحكم بها وتخبئتها بسهولة لكن طائرات الميغ يلزمها شبكة منظوم جوي من الصعب تأمينه في الوقت الحاضر مثنياً على دولة الامارات التي زوّدت لبنان بعشر طوافات .

وتناول الرئيس سليمان الأزمة الحاصلة في قطاع الكهرباء وما نجم عنها من تظاهرات ونزول الى الشارع وقطع طرقات في اكثر من منطقة في لبنان احتجاجاً على الانقطاع المتواصل للتيار فقال ان الحكومة الماضية لم تتمكن من وضع خطة لمعالجة هذا الوضع وتأمين الكهرباء للناس بفعل انشغالها بالسجالات والمناكفات السياسية ، فيما اقرت الحكومة الحالية خطة شاملة للنهوض بهذا القطاع هي الأولى من نوعها وهي تنتظر إقرار الموازنة في المجلس النيابي الذي تأخرنا عن ارسالها له .

ورداً على سؤال عن تحميل رئيس الحكومة سعد الحريري المجلس مسؤولية التأخير في إقرار الموازنة وبالتالي الحؤول دون معالجة وضع الكهرياء المتدهور واقتراح رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان باقرار خطة الكهرباء في مشروع قانون منفصل يصدر عن الحكومة ويصادق عليه البرلمان قال الرئيس العماد ميشال سليمان quot;كل ما يهمني هو حصول الناس على الكهرباء سواء اعتمد هذا الاقتراح او ذاك وآمل ان نتخذ في جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد بعد غد الاربعاء قرارات تساعد على تأمين الكهرباءquot; .

هذا ولم يبد رئيس الجمهورية تفاؤلاً في ما ستتوصل اليه المفاوضات المباشرة المزمع بدؤها بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية من منطلق ان المفاوضات السابقة لم تأت بأي نتيجة ، وفيما قال سليمان quot;ان علينا الانتظار بعض الوقت لنتبين ما سيحصل هذه المرةquot; اعلن ان لبنان quot;لم يعطِ هذه المفاوضات ولم يمنحها موافقتهquot; ، في اشارة الى الاجتماع الأخير الذي عقدته اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام العربية وتمت فيه الموافقة على انطلاق المفاوضات المباشرة مع اعتراض كل من سوريا ولبنان عليها.