أفلح اليهود في سوريا في تهريب عدد من نسخ الكتاب المقدس، التي يعود تاريخها إلى ألف سنة إلى إسرائيل، في عملية وصفتها الصحافة الإسرائيلية بأنها أقرب إلى مغامرات العميل السرّي جيمس بوند.


صفحة من مخطط حلب الذي يُقال إن النسخ المهرّبة تفوقه أهمية

لندن: القرار laquo;لإنقاذraquo; عدد من نسخ الكتاب المقدس من سوريا اُتخذ في إسرائيل، وضرب حوله نطاق من السرّية، ونفذ في عملية غطت قارتين وبأسلوب أقرب شيء إلى الخيال السينمائي منه إلى الواقع.

كل هذا وفقًا لصحيفة laquo;يديعوت أحرونوتraquo;، التي قالت إن عدد النسخ التي تمت إعادتها من دمشق إلى إسرائيل بهذا الشكل بلغ 11، وبعضها يعود تاريخه إلى ألف عام.

وقد نسخت هذه الكتب في أنحاًء عديدة من العالم، ونقلت من هنا إلى هناك، قبل أن يستقر بها المطاف أخيرا في الحاضرة السورية في أزمنة مختلفة.

ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية فقد كان همّ الجالية اليهودية السورية الأكبر هو الحفاظ على هذه النسخ في وجه تقلبات الزمن والأعاصير السياسية التي ظلت تكتسح المكان بين الفينة والأخرى. وهي نسخ تعتبر في المركز الثاني من حيث الأقدمية بعد laquo;مخطوط حلبraquo;، لكنهاقلت من حيث سلامة الأجزاء وقلّة الآثار السلبية اللاحقة به وبالتالي أهميته التاريخية.

وكانت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، اسحق رابين، قد بدأت دحرجة الكرة في 1995 عندما أمرت بالعمل على تهريب تلك النسخ من دمشق في عملية اتفق على أن أهم عوامل نجاحها هو السرية المطلقة.

ويقول إيلياهو حسون، رئيس الجالية اليهودية في دمشق ومدير عام وزارة المواصلات في ذلك الحين إن تلك كانت أهم عملية للكيان اليهودي في سوريا على الإطلاق.

اسحق رابين.. وقف وراء مشروع التهريب

وكان ضمن ما شهدته هذه العملية إرسال النسخ في حاوية رمادية إلى نيويورك، قبل وصولها إلى إسرائيل. أما السبب في هذا المشوار الطويل الغريب فلا يمكن رفع النقاب عنه حاليًا وفقا للصحيفة، لكنه laquo;يحوي تفاصيل مثيرة تجعله أقرب إلى إحدى مغامرات جيمس بوندraquo;.

ويقول حسون إنه على قناعة بأن عددًا من الأسماء الكبيرة حول العالم شاركت في مشروع تهريب النسخ من دمشق إلى إسرائيل.

من بين هذه، كما يقول، اسحق رابين، الذي اغتيل قبل أن يرى ثمار مشاركته الفعالة، ممثلة في وصول النسخ الى إسرائيل، حيث يحتفظ بها حاليًا في مكتبة المجمع الطلابي في جامعة القدس العبرية.