ينتظر الكتاب والإعلاميون السعوديون نتيجة التحقيق الذي فتحته وزارة الشؤون الإسلامية السعودية مع رجل الدين محمد العريفي، بعد هجومه عليهم واتهامهم بالتخوين والعمالة لصالح دول خارجية وأنهم بعيدون عن الوطنية ونفع المملكة وفق ما وصفهم.


بعد أن عدّل رجل الدين السعودي الدكتور محمد العريفي سهام خُطبه الهجومية من باب السياسة إلى داخل بلده باتهامه لإعلامييها، وكتابها بالتخوين والعمالة لصالح دول خارجية؛ تنتظر الأوساط الإعلامية في السعودية محاكمته كونه مارس اتهاما وقذفا خارجا عن الوطنية ضد أبناء مجتمعه.

وبعد خطبة الجمعة الماضية التي شن فيها العريفي هجوما على الصحف السعودية ورؤساء تحريرها، التزم الكثيرون منهم الصمت مطالبين بالمحاكمة بينما رد عليه البعض الآخر عبر صفحاتهم وزواياهم، مستنكرين هذه الخطب التي تؤجج نار فتنة داخلية ضحيتها المجتمع.

العريفي انتقد في خطبته الجمعية التي تحظى بحضور كبير من المصلين في العاصمة السعودية الرياض، انتقد المثقفين في المملكة واصفا بأنهم quot;أبعد الناس عن نفع البلدانquot;، وقال إن همّ كتاب الصحف الأكبر هو في أن تقود النساء السيارات وأن quot;تخرجن إلى الشواطئ بالمايوهاتquot;.

وجاء رد الفعل في سلوك وخطبة العريفي التي اعتادت أن تكون بعيدة عن معالجة القضايا الاجتماعية التي يتعايش بينها، بعد فشل quot;ثورة حنينquot; التي تساءل حولها العريفي وأين كان الكتاب السعوديون المنادون بالوطنية وأين مقالاتهم عنها، متهما في ذلك الأمر رؤساء التحرير والإعلاميين أنهم بعيدون عن الاهتمام بأمن البلد وفق وصفه.وفند العريفي الذي يعمل عضوا بهيئة التدريس بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض، فند بالأرقام التي وصفها العديد من الإعلاميين بالمبهمة والغير واقعية مجموع المقالات التي وصلت إلى جريدة quot;عكاظquot; السعودية عن الثورة التي فشلت في مهدها بـ(297) مقالا نشر منها خمسة مقالات فقط، وهو ذات العدد التي نشرتها جريدة quot;الرياضquot; من أصل (227) مقالا.

رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط الإعلامي السعودي طارق الحميد كان أحد الأقلام النادرة التي ردت على كلام العريفي، حيث قال في مقالته الأربعاء الماضي إن quot;أسوأ من المكارثية، ومحاكم التفتيش، والانتهازية الشعبوية.. هذا ما يفعله اليوم، بكل وضوح، الإسلامي السعودي محمد العريفي، الذي شن هجوما وشتائم لا تصدر عن رجل دين بحقquot;.

وقال الحميد عبر زاويته بجريدة الشرق الأوسط إن quot;العريفي لم يكن يناقش، بل طعن في الذمم، وخونquot; واصفا الحميد ذلك بالانتهازية الأصولية والشخصية في تصرفات العريفي.

ولم تكن خطبة الدكتور محمد العريفي هي الأولى في إثارة الجدل بل يظل هو صاحب الوفرة الكبرى في عدد الجدليات والمشاكسات التي يطلقها عبر منبر الجمعة الأسبوعي، وكذلك من برامجه الدينية عبر التلفزيون.

فمن ذات المنبر الذي وجه فيه العريفي هجومه الخطابي على الإعلاميين، كان العريفي أوقع المؤسسة الدينية الرسمية السعودية في ما يشبه الحرج الكبير بعد هجومه على أحد المراجع الشيعية، مما حدا بمفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء بها الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالرد على أن quot;علماء السعودية أهل اتزان في ما يقولون وليسوا أهل تكفير أو تبديع، ولكنهم متبعون للكتاب والسنة، فهم يتعاملون مع كل شيء على حسب ما دل عليه الكتاب والسنةquot;.

ولم يقف أمر العريفي على ذلك بل كان أول رجل دين سعودي يعلن أن ذهابه إلى القدس خلال أسبوع لتصوير حلقة من حلقات إحدى برامجه، وهي القضية التي أشهرته حتى صار الكثير من السعوديين يتعرفون عليه بمسمى quot;راعي القدسquot;.

هذه الزيارة التي أعلنها العريفي في أواخر شهر آذار/ مارس من العام الماضي، حملت ضجة لم تهدأ حتى خروج متحدث مديرية الجوازات السعودية المقدم بدر الملك الذي قال خلال حديث لجريدة الوطن السعودية في نيسان/ أبريل من ذات العام quot;المحاسبة لن تكون على التصريحات الإعلامية التي قد تكون بهدف الظهور، لكنها تتم إذا ما ثبت لوزارة الداخلية؛ بأن مواطنا سعوديا تجاوز الأنظمة وسافر إلى إحدى الدول المحظورة، فإن ذلك يرفع إلى الجهات الرسمية لمعاقبته كائنا من كانquot;.

وبالعودة إلى خطبة العريفي واتهامه للكتاب والإعلاميين السعوديين بالعمالة والتجنيد للجهات الخارجية، نشرت الخميس جريدة الحياة خبرا مفاده أن وزارة الشؤون الإسلامية بدأت التحقيق مع العريفي في ما ورد في خطبته، وذكرت الجريدة أن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري بحسب تصريحاته لوسائل الإعلام أكد أن وزارته تعكف على التحقيق مع محمد العريفي في ما ذكره من عبارات واتهامات في خطبة الجمعة، مشيرا إلى أن الوزارة ستقوم بإصدار بيان فور الانتهاء من التحقيقات.