أعلنت الرئاسة اليمنية أن الرئيس علي عبدالله صالح يرحّب بالجهود الخليجية لحلّ الأزمة في بلاده وهو مستعد لنقل السلطة سلميا وquot;في إطار الدستورquot;. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي دعواخلال اجتماعهم في الرياض الأحد إلى تنحّيصالح وتسليم نائبه صلاحياته، إضافة إلى إقامة حكومة وطنية برئاسة المعارضة.


الرياض: أعلنت الرئاسة اليمنية أن الرئيس علي عبدالله صالح يرحّب بالجهود الخليجية لحل الأزمة في بلاده وهو مستعد لنقل السلطة سلميا وquot;في اطار الدستورquot;.

الا ان البيان لم يشر الى قبول صالح بتسليم السلطة الى نائبه، الامر الذي تنصّ عليه المبادرة الخليجية لحلّ الازمة في اليمن.

واكد البيان ان الرئيس مستعد لنقل السلطة quot;سلميا وبشكل سلس في اطار الدستورquot; وان صنعاء ستتعامل بquot;ايجابيةquot; مع بيان وزراء خارجية مجلس التعاون quot;كأساس للحوارquot;.

واكد quot;مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهوريةquot; في البيان ان الرئاسة أطلعت على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذين اجتمعوا الاحد في الرياض وهي quot;تؤكد مجددا ترحيبها بجهود ومساعي الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل الاسهام في حل الازمة الراهنةquot; في اليمن.

وشدد البيان على ان الرئيس quot;ليس لديه اي تحفظ على نقل السلطة سلميا وبشكل سلس في اطار الدستورquot;.

وذكر البيان ان اليمن quot;سيتعامل بايجابية مع هذا البيان (دول مجلس التعاون) كأساس للحوار وبما يجنب اليمن ويلات الفوضى والتخريب وإقلاق الامن والسكينة العامة والسلم الاجتماعيquot;.

بدورها، أعربت المعارضة اليمنية عن حذرها إزاء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن واشارت الى تغير في صيغتها لمصلحة الرئيس اليمني بين ما طرح من معها في صنعاء وما اعلنه وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض الاحد.

وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك الذي تنضوي تحت لوائه احزاب المعارضة البرلمانية quot;ما زلنا ننتظر ان نتسلم المبادرة الخليجية الجديدة بشكل رسمي، ولدينا بعض الاستفسارات وسنطرحها على السفراءquot; مؤكدا ان quot;اللقاء المشترك لم يحدد موقفه حتى الآنquot;.

واقر قحطان بوجود فارق في صيغة المبادرة بين ما طرح مع المعارضة من قبل السفراء الخليجيين في صنعاء وما اعلن في اعقاب اجتماع المجلس الوزاري الخليجي في الرياض مساء الاحد.

وقال قحطان quot;سنستفسر حول هذا الفرق في الصيغة، قد يكون الفرق اتخذ لأسباب دبلوماسية، وقد يكون هناك اختلاف في الموقف، سنستفسر حول ذلكquot;.

من جهته، انتقد القيادي في اللقاء المشترك محمد الصبري بشدة صيغة المبادرة الخليجية التي أعلنت في الرياض، كما اعتبر ان بيان الرئاسة اليمنية حول الترحيب بالجهود الخليجية quot;مفخخquot; ويهدف الى quot;ربح الوقتquot;.

وقال الصبري لوكالة فرانس برس ان quot;الخليجيين اعلنوا ما يمكن تسميته مبادرة نوايا حسنة تجاه علي عبدالله صالح وليس تجاه الشعب اليمنيquot; مشيرا الى ان quot;العرض الاول كان ينص على التنحي الفوري عن السلطة ... بينما البيان الثاني ينص على نقل صلاحياتquot;. وقال quot;هذا جاء بلغط مثير للجدل، لا يوجد شيء في الدستور اسمه نقل الصلاحيات الى نائب الرئيسquot;.

واضاف quot;نرفض الصيغة الاخيرة التي صدرت في الرياض، ونرفض الالتفاف على ما عرض سابقا ولا تفاوض على ذلكquot;.

وعن بيان الرئاسة الذي اكد استعداد صالح لنقل السلطة سلميا وبالسبل الدستورية، قال الصبري quot;هذا تلاعب وبيان مفخخ، الرئيس يحاول ربح الوقت، لكن اليوم في تعز وصنعاء والحديدة مئات الالاف في الطرقات غاضبون من موقف الرئاسةquot;.

وحذر الصبري من quot;افتراض خاطئquot; بان المعارضة صاحبة الكلمة في المسألة، مؤكدا ان quot;الشعب هو صاحب القرارquot; وquot;ليس لدينا لا سلطة ولا قرارquot;.

وعن الدعوة الى الالتقاء في الرياض، قال الصبري quot;هذا كلام غير عملي وغير منطقي ... الخليجيون غير قادرين ان يدركوا حقيقة ما يجري في اليمن، يعتقدون ان اليمن في قصر الرئاسة وميدان السبعينquot; حيث مقر الرئاسة.وخلص الى القول ان quot;ما طرح في الرياض مفخخ والتفاف على ما تم الاتفاق عليه مسبقاquot;.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي دعواخلال اجتماعهم الاستثنائي في الرياضالأحد إلى تنحّي صالح، وتسليم نائبه صلاحياته، إضافة إلى إقامة حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة.

وفي نهاية الاجتماع،تلاالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بيانًا، أوضح فيه أن المجلس الوزاري استعرض مستجدات الأوضاع في اليمن في ضوء ما اتفقت عليه دول مجلس التعاون في اجتماع المجلس الوزاري في دورته الاستثنائية الحادية والثلاثين، والتي عقدت بتاريخ 3 أبريل/نيسان 2011، بشأن إجراء اتصالات مع الحكومة والمعارضة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية لتجاوز الوضع الراهن.

وأضاف البيان: quot;وفي إطار ماجرى من اتصالات ومشاورات في هذا الشأن قام بها سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء مع الأطراف المعنية كافةفي إطار مبادرة المجلس، فإن دول مجلس التعاون تدعو الحكومة اليمنية وأطراف المعارضة إلى الاجتماع في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق المبادئ الآتية: quot;أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يلبّي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، إضافة إلى أن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنّب اليمن الانزلاق إلى الفوضى والعنف ضمن توافق وطني.

ودعا البيان إلى أن تلتزم كل الأطراف اليمنية بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، وأن تلتزم الأطراف كافة كذلكبوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.

وقال البيان إنه وفقاً للخطوات التنفيذية التي ذكرت، يعلن رئيس الجمهورية اليمنية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية، ويشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة، ويكون لها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة، لتسيير الأمور سياسياً وأمنياً واقتصادياً ووضع دستور وإجراء الانتخابات.

وأبدى البيان قلق المجلس لاستمرار حالة الاحتقان السياسي والتدهور الخطر للحالة الأمنية في اليمن الذي وصفه بـquot;الشقيقquot;، مبديًا أسفه لاستمرار سقوط القتلى، مؤكداً في الوقت عينه حرصه على وحدة واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، واحترامه لإرادة وخيارات الشعب اليمني حماية للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار في اليمن ومكتسباته الوطنية.

وكان الرئيس اليمني رحّب في وقت سابق بالمبادرة الخليجية، إلا أنه دعا إلى عدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية، فيما دعت المعارضة إلى بحث انتقال صلاحيات صالح quot;سلميًاquot; عبر مبادرة دول مجلس التعاون. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أعلن اليوم الأحد ان دول المجلس طلبت من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تسليم السلطة إلى نائبه لحل الازمة في بلاده.

وعقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الست في مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دعت دول الخليج العربية حكومة صالح والمعارضة الى عقد اجتماع في السعودية بهدف الاعداد لانتقال سلمي للسلطة في اليمن.

واوضح الزياني معددًا الخطوات المطلوبة لحلّ الازمة quot;يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته الى نائب رئيس الجمهوريةquot; عبد ربه منصور هادي، وquot;تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة، ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا ووضع دستور وإجراء انتخاباتquot;.

واضاف الامين العام للمجلس، الذي تلا البيان الختامي للاجتماع الوزاري، ان اي حل quot;سيفضي الى الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وامنهquot; وquot;يلبّي طموحات الشعب اليمني في التغيير والاصلاحquot;. واكد ضرورة ان quot;يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق الى الفوضى والعنف ضمن توافق وطنيquot;. كما يجب ان quot;تلتزم كل الاطراف بإزالة عناصر التوتر سياسيًا وامنيًاquot;.

كذلك دعا مجلس التعاون الخليجي الى ان quot;تلتزم الاطراف كافةبوقف كل اشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرضquot;. من جهة ثانية لم يصدر اي موقف من الوزراء بشأن ترشيح عبد الرحمن العطية الامين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي لمنصب الامين العام للجامعة العربية خلفًا لعمرو موسى.

والاجتماع الوزاري عقد بشكل مغلق في قاعدة جوية في العاصمة السعودية بمشاركة الاعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والامارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان والكويت)، لكن في غياب وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي، الذي اعلن عن مشاركته في الاجتماع في وقت سابق الاحد من جانب نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح.

يأتي الاجتماع في حين استدعى اليمن السبت سفيره من الدوحة احتجاجًا على تصريحات رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، التي دعا فيها الى تنحّي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وكان الشيخ حمد أعلن الاربعاء ان دول الخليج التي تجري وساطة لحل الازمة في اليمن، تأمل في التوصل الى اتفاق إلى تنحّي صالح، الذي وصل الى سدة الحكم قبل 32 عامًا.

وردت الرئاسة اليمنية بأن صالح quot;يرحّب بجهود مجلس التعاون الخليجي التي تقودها السعودية لتسوية الازمة، وانها ترفض تصريحات قطر التي تعتبر تدخلاً غير مقبول في الشؤون اليمنيةquot;. ويشهد اليمن منذ نهاية كانون الثاني/يناير تظاهرات تطالب بتنحّي الرئيس صالح أوقعت حوالى مئة قتيل.

الى ذلك، تظاهر عشرات الاف اليمنيين المناوئين للرئيس اليمين في العاصمة اليمنية صنعاء وفي كل من تعز واب (جنوب غرب) وكذلك في الحديدة على البحر الاحمر. ففي صنعاء، سار المحتجون الذين يعتصمون منذ شهرين في وسط العاصمة، في احد الشوارع الرئيسة للمدينة، واطلقوا هتافات مطالبة بتنحّي صالح الذي يحكم منذ 32 عامًا.

ورفع المتظاهرون الاعلام اليمنية واعلام دول مجلس التعاون الخليجي الست، بما في ذلك قطر، التي اثارت غضب صنعاء، عندما اشار رئيس وزرائها الى ان الوساطة الخليجية تهدف الى التوصل الى حل يتنحّى بموجبه الرئيس اليمني.

وقال احد المتظاهرين quot;نحن نريد عبر هذه التظاهرة أن ندين المجازر التي ارتكبت في تعز وصنعاءquot;. ونظمت تظاهرات مماثلة في تعز واب والحديدة بحسب شهود عيان، اكدوا ايضا انه لم تسجل اي مواجهات مع قوى الامن.

وكان متظاهر توفي متأثرًا بجروحه في وقت متأخر السبت في تعز، فيما اصيب العشرات بالرصاص في هذه المدينة وفي العاصمة صنعاء، بحسبما افادت الاحد مصادر طبية ومن الهيئات المنظمات لحركات الاحتجاج على نظام الرئيس علي عبدالله صالح.

وقال مسؤول في المستشفى الميداني للمعتصمين في تعز (200 كلم جنوب صنعاء) الاحد ان quot;متظاهرًا توفي متأثرًا بجروحه خلال الليلquot;. وذكرت مصادر طبية ان الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة استمرت إلى وقت متأخر خلال الليل، واسفرت عن اصابة 43 شخصًا بالرصاص في تعز، و30 شخصًا في صنعاء.

وفي صنعاء ايضًا، اصيب حوالى 80 شخصًا بجروح جراء تعرضهم للضرب بالهراوات، بينما تمت معالجة 1200 شخص جراء تنشقهم الغازات المسيلة للدموع. وفي تعز اصيب 29 متظاهرًا بجروح جراء تعرضهم للضرب بالهراوات، بينما تمت معالجة 580 آخرين بسبب تنشق الغاز. واعتقل 20 شخصًا في تعز بحسب مصادر من المتظاهرين. وشهدت تعز السبت quot;يوم غضبquot; طالب خلاله المتظاهرون بمحاسبة المسؤولين عن quot;المجازرquot; بحق المحتجين.