القدس: سيعمل رئيس وزراء ااسرائيل بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع على اقناع لندن وباريس بعدم التجاوب مع مساعي الفلسطينيين للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل، قبل اتفاق مع اسرائيل.
وفي غمرة دفاعه عن موقفه، سيستغل نتنياهو اتفاق المصالحة الذي سيتم التوقيع عليه الثلاثاء القادم في القاهرة بين حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال نتنياهو الاحد ان quot;الاتفاق بين حماس التي تدعو الى تدمير الدولة الاسرائيلية وفتح يقلق الاسرائيليين وكذلك اولئك الذين يأملون باحلال السلام بيننا وبين جيراننا الفلسطينيينquot;.
واضاف quot;هذه هي الرسالة التي ساقوم بنقلها الى عواصم العالم وخصوصا للقادة الاوروبيين خلال زياراتي الى لندن وباريس هذا الاسبوعquot;.
وبدون ادنى شك، سيستغل نتنياهو موقف رئيس رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي في حركة حماس اسماعيل هنية الذي استنكر الاثنين اغتيال زعيم القاعدة اسامة بن لادن، مدينا السياسة الاميركية quot;القائمة على سفك الدم العربي والاسلاميquot;.
وتبدو مهمة نتنياهو صعبة. فقد اعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين في القاهرة عن قناعته quot;من حيث المبدأquot; باتفاق المصالحة بين فتح وحماس.
وفرنسا من جانبها، لم تستبعد العمل مع quot;حكومة موحدة تتعهد بالعمل على نبذ العنف واحلال السلامquot;.
ويقول جوناثان سباير الباحث في معهد هرتسليا متعدد التخصصات بالقرب من تل ابيب بان quot;الاوروبيين غير مستوعبين بعد لما يجري في ليبيا وسورياquot;.
من جانبه، يؤكد نتنياهو بانه يعمل على مبادرة سلام جديدة، وهو ينتظر فرصة الحديث امام اعضاء الكونغرس الاميركي نهاية الشهر الحالي للاعلان عن خطته.
وبسبب فشل استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية منذ ايلول/سبتمبر الماضي، قررت حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تبني استراتيجية جديدة تنص على الحصول على دعم دولي لانشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 وان تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
ويحاول الفلسطينيون الحصول على اعتراف بدولتهم بحلول ايلول/سبتمبر القادم بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة.
وتعارض اسرائيل والولايات المتحدة هذا المشروع مؤكدين بان الحل الوحيد يجب ان يتم عبر مفاوضات فلسطينية اسرائيلية.
في المقابل، اشار مندوبا فرنسا وبريطانيا بان حكومتيهما تفكران في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 بهدف تشجيع اعادة اطلاق مفاوضات السلام.
ويقول سباير بانه لا يتوقع اختراقا دبلوماسيا خلال زيارة نتنياهو، لكنه اشار الى ان حجج اسرائيل ضد شرعية حماس المدرجة على لائحة المنظمات الارهابية من قبل دول الاتحاد الاوروبي سيكون لها بعض ألاثر.
ولا يشاطره وجهة النظر هذه، هيرب كينون الخبير الدبلوماسي في quot;جيروزاليم بوستquot;، الذي اشار الى انه quot;منذ شهور هناك اصوات داخل الاتحاد الاوروبي تقول بأن السلام يتم فقط بين الاعداء (...)، وبان حماس يمكن تهدئتها في وجود اتفاق وان اي اتفاق لايمكن ان يتم من دون هذه الحركة الاسلاميةquot;.
واضاف انه quot;بدلا من رفض هذه الحجة، مثلما يفعل غالبية الاسرائيليين، فان الكثير في اوروبا يشعرون بأن حماس ستصبح بعد الاتفاق أكثر واقعية واعتدالاquot;.
وينص اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس على تشكيل حكومة من المستقلين للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في غضون عام واحد.
وحتى ذلك الحين، يبقى الوضع على ما هو عليه سواء في ما يخص المفاوضات مع اسرائيل والابقاء على سيطرة كل من حماس على قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية.
التعليقات