أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن ما حصل ويحصل في الوطن العربي يقتضي وقفة مراجعة صريحة للواقع السياسي العربي من مسألة الإصلاح، لافتا إلى أن الأساس الجوهري لعملية السلام هو مبدأ quot;الأرض مقابل السلامquot;.


اكسفورد: أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطريأن ما حصل ويحصل في الوطن العربي من أحداث سياسية كبرى يقتضي وقفة مراجعة صريحة للواقع السياسي العربي من مسألة الإصلاح .

وقال الشيخ حمد في محاضرة ألقاها اليوم في مركز الدراسات الاسلامية بجامعة اوكسفورد تحت عنوان quot;أفكار حول الوضع العربي الراهن وآفاق المستقبلquot;: quot;إن دولة قطر أكدت من جانبها وفي مناسبات عديدة أن الإصلاح والمشاركة الشعبية هو استحقاق ينبع من الحق الأصيل للشعوب في ممارسة إرادتها الذاتية في تنظيم حياتها السياسية بحرية بما يكفل احترام الحقوق والواجبات لجميع أفراد المجتمع بشكل سليم بغض النظر عن أي رغبات أو اهتمامات أو ضغوط خارجية ، وبأن ما تريده الشعوب ليس أمرا غير عقلاني أو أنه مجرد أفكار مستوردةquot;.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن السياسة الخارجية لدولة قطر تنطلق من ضرورة التمسك بالتعايش والتعاون السلمي على الصعيد الدولي على أساس الاحترام المتبادل للحقوق والواجبات والمصالح المشتركة طبقا لقواعد الشرعية الدولية.

وتابع: quot;إننا نركز على قيّم التسامح والعدالة والانفتاح، وعلى التفاعل بين الشعوب والثقافات والحضارات بما ينبغي لها من احترام وحقها في العيش بحرية وكرامة في أوطانهاquot;، منوها بالأهمية القصوى لنبذ quot;العنف والتطرف والإرهابquot;.

وأكد أن دولة قطر ترفض بشكل قاطع المحاولات التي وصفها بـquot;المؤسفةquot; خصوصا في بعض الأوساط السياسية والإعلامية والأكاديمية الغربية، للربط بين الإرهاب والتطرف كظاهرة من ظواهر التاريخ الإنساني، وبين الإسلام كدين وحضارة وثقافة وتراث، لافتا إلى أن ظاهرة الإرهاب والتطرف في عالم اليوم تمثل تعبيرا عن توجهات سياسية لا علاقة لها بالدين، ويجب التعامل معها على هذا الأساس حتى يصبح بالإمكان معالجتها بنجاح.

وأوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني quot;من واجبنا كعرب ومسلمين أن نبذل المزيد من الجهود لتعديل النظرة المشوّهة الشائعة في العالم عن العرب والمسلمين، ولكن يجب على الآخرين أن يبذلوا أيضا جهودهم الحثيثة لتصحيح مفاهيمهم المغلوطة عن العرب والمسلمينquot;، داعيا إلى تقصى الأسباب الكامنة وراء أعمال الإرهاب من أجل توسيع آفاق النجاح التي تعود بالخير على المجتمع الدولي.

وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن دولة قطر تتمسك بقوة بضرورة تسوية المنازعات بالطرق السلمية طبقا لما يقرره القانون الدولي وبنبذ اللجوء إلى القوة، منوها إلى أن قطر تدعو دائما إلى تعزيز مكانة ودور الأمم المتحدة في العلاقات الدولية باعتبارها المحفل العالمي الوحيد الذي يجسد ميثاقها الشرعية الدولية التي تحكم سلوك الدول.

وأكد أن الأساس الجوهري لعملية السلام هو مبدأ (الأرض مقابل السلام)، وهذا هو مفهوم قرارات الشرعية الدولية، وهو كذلك مفهوم المبادرة العربية للسلام، التي تؤكد بأن الجانب الرسمي العربي يرغب ، ويريد ، ويسعى بقوة إلى إحلال السلام العادل والشامل، لافتا إلى ان عملية السلام توقفت بسبب موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية الذي يصر على المضي بسياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والقدس ورفض التخلي عنها.