جوبلين: ادت الزوبعة التي ضربت الاحد مدينة جوبلين في ولاية ميسوري في وسط الولايات المتحدة الى سقوط اكبر عدد من القتلى جراء زوابع منذ ما لا يقل عن ستين عامًا مع ارتفاع حصيلتها الثلاثاء الى 122 قتيلاً.
وان كان بعض المسؤولين يتوقعون ارتفاع هذه الحصيلة اكثر، الا انها تسجل حاليًا اعلى عدد من القتلى جراء زوبعة، منذ أن بدا تعداد الضحايا بدقة، فيما تعود أعلى حصيلة سابقة الى العام 1953 حين اودت زوبعة بـ116 شخصًا في فلينت في ولاية ميشيغان الشمالية.
وكانت فرق الاغاثة تنشط الثلاثاء بعد 48 ساعة على مرور الزوبعة، فتبحث بين انقاض المباني محاولة العثور على ناجين. وتم انتشال شخصين على قيد الحياة من بين الانقاض، اولهما كان عالقًا في قبو، والآخر تحت انقاض متجر. وقال المسؤول البلدي مارك رور خلال مؤتمر صحافي quot;ما زلنا في مرحلة بحث وانقاذ، وستتواصل خلال الساعات المقبلةquot;. واضاف quot;ان حياة العديد من الاشخاص على المحكquot; مؤكدًا ان الوقت يضغط.
ولا يزال حوالي 1500 شخص في عداد المفقودين، بحسب عدد من وسائل الاعلام، غير ان بعض سكان جوبلين قد يكونوا لجأوا الى خارج المنطقة التي طاولتها الزوبعة بدون ان تتمكن السلطات من احصائهم، ما يفسر عدد المفقودين المرتفع.
وبعد حوالي 48 ساعة على مرور الزوبعة، خيّم دمار مذهل في جوبلين، حيث دمّرت احياء كاملة، وراح المنكوبون ينقبون بين انقاض منازلهم سعيًا إلى إنقاذ بعض قطع الاثاث والمقتنيات الشخصية. واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء عن quot;حزنه الشديدquot; جراء حصيلة الزوابع المرتفعة.
وقال متحدثا خلال زيارة لبريطانيا quot;نتوجه بافكارنا وصلواتنا الى العائلات التي تعاني في الوقت الحاضرquot;، مؤكدا انه يعتزم زيارة ميسوري الاحد. وما زاد من صعوبة عمليات الانقاذ الامطار الغزيرة التي انهمرت بدون توقف، وقد اصيب اثنان من المنقذين بجروح بالغة جراء صاعقة.
وتوقعت الارصاد الجوية الوطنية استمرار العواصف في ميسوري واوكلاهوما وكنساس وتكساس. وقال براندون هيكس (26 عامًا) متحدثًا امام انقاض منزله quot;نحاول انقاذ ما امكن قبل العاصفة المقبلةquot;.
وازاء الفوضى والخراب الناتجين من الزوبعة، تزخر صفحة المدينة على موقع فايسبوك بمعلومات حول المطاعم التي تقدم وجبات طعام مجانية والملاجئ للطوارئ، فيما عرض العديد من المتطوعين خدماتهم للمساعدة على ازالة الركام والنهوض بالمدينة مجددًا.
غير ان المهمة تبدو هائلة، فقد تسببت الزوبعة بأضرار تتراوح قيمتها ما بين مليار وثلاثة مليارات الدولارات، بحسب تقديرات وضعتها شركة quot;ايكيكاتquot; المتخصصة استنادًا الى الاملاك المؤمّنة لديها فقط.
واعلنت السلطات مساء الثلاثاء عن اصابة ثمانية الاف مبنى بالزوبعة، التي وصلت سرعة رياحها الى 320 كلم في الساعة، وخلفت شريطًا من الدمار طوله 6.4 كلم، وعرضه اكثر من كيلومتر. وقال جيف لو (23 عامًا) لصحيفة سبرينغفيلد نيوز-ليدر quot;لم يعد شيء كما كان، لا يمكن اطلاقًا التعرف الى اي شيءquot;.
وبعد ظهر الثلاثاء، تعرضت ولاية اوكلاهوما المحاذية لميسووي بدورها لزوابع، واكد الشريف راندال ادواردز من مدينة الرينو في وسط اوكلاهوما لشبكة سي ان ان quot;سقوط قتيلينquot; جراء الزوابع. وكانت زوابع ضربت في نهاية نيسان/ابريل جنوب شرق الولايات المتحدة مخلفة 354 قتيلاً واضرارًا هائلة، ما جعل منها الاعنف في حوالي قرن من حيث حصيلتها الاجمالية.
التعليقات