تخوف من تطور الأحداث في جنوب تايلاند

حذر دبلوماسيون من تصاعد الحرب التي تخوضها تايلاند ضد المقاتلين الاسلاميين، فقد قتل أكثر من 5000 معظمهم من الاسلاميين منذ عام 2004.


القاهرة: حذر دبلوماسيون من أن الحرب التي تخوضها تايلاند ضد المقاتلين الإسلاميين في الجنوب من الممكن أن تتصاعد وتتحول إلى أزمة أمنية دولية مشابهة لتلك الحاصلة في أفغانستان واليمن، وفقاً لما نقلت عنهم اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية.

ومن الجدير ذكره أن أكثر من 5000 شخص، معظمهم من المسلمين، قد قتلوا في تفجيرات ومعارك بالأسلحة في جنوب تايلاند منذ عام 2004، في وقت أنفقت فيه الحكومة أكثر من 3.5 مليار دولار على مجهودات لم تكلل بالنجاح لإخماد أعمال التمرد.

وقال في هذا السياق آصف أحمد، السفير البريطاني لدى تايلاند: quot;قد يأتي اليوم الذي تتحول فيه المشكلات التي يعانيها الجنوب إلى مشكلات تعانيها المنطقة بأسرها. ويمكنني القول إنها قد تصبح نقطة جذب تدفع الناس لخلق الفوضى من أماكن أخرى. وقد شاهدنا ذلك في اليمن. وشاهدناه أيضاً في أفغانستان. وقد يحدث ذلك هناquot;.

وأشار دافيد ليبمان، سفير الاتحاد الأوروبي لدى تايلاند، إلى أن شخصين في المتوسط يتم قتلهم يومياً خلال الوقت الحالي في جنوب تايلاند، ولذلك فإن الأمر يدعو بوضوح إلى لقلق الشديد. وأضاف ليبمان: quot;لا يرغب الاتحاد الأوروبي في التدخل بأي شكل من الأشكال في صراع محلي داخلي بتايلاند، لكننا نحب أن نتواصل مع المسؤولين التايلانديين وأن نشاركهم التجارب المتعلقة بجهود مكافحة الإرهابquot;.

وواصل السفير حديثه بالقول quot;لدينا تجارب في ايرلندا الشمالية، وفي إقليم الباسك الإسباني. وهناك الكثير من التجارب التي يمكننا تقاسمها معهمquot;. وقد أدلى السفيران بتلك التصريحات خلال مشاركتهما بمنتدى في نادي المراسلين الأجانب في تايلاند يوم الأربعاء الماضي. وهي المناسبة التي تحدث فيها أيضاً كثير من قادة تايلاند العسكريين والسياسيين، مشيرين إلى الجهود التي تبذلها بانكوك للبحث عن سبل تعينها على وقف أعمال العنف، وتلبية احتياجات الأقلية المسلمة التي تعيش في جنوب تايلاند، وتحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية والتعليمية المتردية في المنطقة.

ثم أوضحت الصحيفة أن حوالي 59 % من الأشخاص الذين قتلوا نتيجة أعمال القتال التي يشهدها الجنوب من المسلمين وحوالي 38 % من البوذيين. ومن بين الذين قتلوا جنود وقادة دينيين ومدرسين وتلاميذ وآخرين، ليصل العدد الإجمالي للمتوفين منذ كانون الثاني (يناير)، عام 2004 إلى 5243، طبقاً لإحصاءات رسمية.

وقد توفي في هذا الصراع العام الماضي 535 شخصاً على الأقل، بعد أن مات 521 عام 2010. وفي الوقت الذي أضيفت فيه مملكة تايلاند البوذية للمنطقة قبل أكثر من 100 عام، فإن جيلاً جديداً من المسلحين قد أعادوا إشعال القتال المستمر على مدار عقود للحصول على الحكم الذاتي أو قيام دولة مستقلة سوف يطلق عليها باتاني.

وتابعت الصحيفة بقولها إن رئيسة الوزراء، ينغلوك شيناواترا، تتعرض لسيل من الانتقادات لعدم اتخاذها ما يكفي من تدابير تعنى بحل الأسباب الكامنة وراء أعمال العنف. ومن المعلوم أن تايلاند ليست حليفاً في حلف شمال الأطلسي للولايات المتحدة، وأن القوات الأمنية التابعة للمملكة تتلقى بعض التدريبات من جانب الجيش الأميركي.