رغم أن الأميركي - الفلسطيني سرحان بشارة سرحان يمضي حتى الآن فترة عقوبته بالسجن المؤبد بعد إدانته باغتيال روبرت كينيدي، أماطت أرملة السياسي الأميركي للمرة الأولى اللثام عن حقائق ستؤجِّج نظريات المؤامرة التي ظلت تدور حول الحدث منذ ذلك الوقت.


إيثيل وروبرت كينيدي في صورة تذكارية مع أبنائهما

لندن: للمرة الأولى منذ عقود، تكشف إيثيل، أرملة روبرت كينيدي، عمّا من شأنه إضافة المزيد إلى نظريات المؤامرة، التي لفّت مقتل زوجها في 1968 على يد الأميركي - الفلسطيني سرحان بشارة سرحان.

وأعلنت إيثيل أن زوجها، ناشط الحقوق المدنية وسناتور نيويورك والمدعي العام، كان خائفًا من أن عصابات المافيا تتحين الفرصة للانتقام منه لملاحقته أفرادها، من خلال إعماء أطفاله.

وأوضحت أنه قرأ تقريرًا عن فيكتور ريسيل، الصحافي في quot;نيويورك بوستquot; كيف جرّ على نفسه غضب المافيا بسبب تقاريره عنها، وانتهى الأمر به ضحية للعمى، بعدما رشّوا الحامض على عينيه، فأصبح يتملكه الخوف من أن يلقى أطفاله المصير نفسه.

ورغم أن كنيدي اغتيل برصاص سرحان، الذي يقبع حتى الآن خلف القضبان بدون أمل في إطلاق سراحه، فقد طغت في العالم كله، نظريات المؤامرة، القائلة إن سرحان نفسه لم يكن أكثر من أداة في يد المافيا، التي أنهت حياة كينيدي، بسبب تحقيقاته كمدع عام في نشاطاتها غير المشروعة.

وتحدثت أرملة كينيدي (83 عامًا الآن) للمرة الأولى عن هذا الأمر في فيلم جديد عن حياتها بعنوان quot;أيثيلquot;، أعدّته روري، وهي الأصغر بين أبنائهما الـ11. وعلقت quot;إن جهة ما حذرتهما من أن المافيا تنوي تكرار ما فعلته بالصحافي ريسيل مع أبنائهماquot;.

في الفيلم، تعبّر ابنتها كاثلين عن القلق الذي أصاب العائلة: quot;وقتها لم يكن بمقدورنا الانصراف من المدرسة مع بقية التلاميذ بعد نهاية اليوم الدراسي، كان علينا أن ننتظر في أحد مكاتب الإدارة بانتظار سائق خاص يعيدنا إلى المنزل، كان خوف أبي علينا حقيقيًا وعميقًاquot;.

تتصل الأقاويل التي تداولها الناس عن الرابط بين اغتيال كينيدي والمافيا، بـquot; كارلوس مارتشيلّوquot; أحد زعمائها في quot;نيواورلينزquot;، لأنه أُرسل إلى معتقل غوانتنامو في 1961 بتوصية من روبرت كينيدي، الذي كان شقيقه الرئيس جون قد عيّنه لتوه في منصب المدعي العام.

وأفصح مخبرون سرّيون أن مارتشيلو هدد بالانتقام منه بقوله بالإيطالية عبارة quot;أزح الحصوة من حذائيquot;، وهي شيفرة في أوساط مافيا quot;صقليةquot;، وتعني توعدًا بالقتل. بعد اغتيال جون كينيدي نفسه، قيل إن جيمي هوفا، شريك لمارتشيلو، قال quot;هذا يعني أن روبرت سيترك منصب المدعي العام مرة وإلى الأبدquot;.

ووفقًا للصحافة الأميركية والبريطانية، فالفيلم يلقي الضوء أيضًا على الحياة داخل إحدى أشهر العائلات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة والعالم. من بين الأمور التي كشفتها إيثيل أن جون كينيدي، أوصاها quot;بقدر من الضغط على الكابحquot;، بعدما لاحظ كثرة الحفلات الصاخبة، التي كانت تقيمها في منزلها.

إضافة إلى أنها اتهمت بأنها quot;سارقة جيادquot;، بعدما أنقذت حصانًا يخصّ الجيران من موت محقق، وتولته بالرعاية، إلى حين عودة العافية إليه. يذكر أن quot;إيلافquot; كانت قد أوردت أن جوزيف كينيدي الثالث، حفيد روبرت كينيدي، أعلن لتوه ترشحه للكونغرس، في محاولة منه لنفخ الروح السياسية في أوصال الأسرة.

وجوزيف هو ابن جوزيف كينيدي (الثاني) الذي كان أيضًا نائبًا في الكونغرس، وظل يعمل بعيد نيله دراساته العليا مساعدًا للمدعي العام في مقاطعة ميديلسيكس.

وتبعًا لمختصر سيرة حياته على موقع المدعي العام الإلكتروني، فقد درس القانون في جامعتي ستانفورد وهارفارد، ومن مواهبه أنه يتحدث الإسبانية بطلاقة.

وفي حال فوزه بمقعد في مجلس النواب، فسيكون قد أعاد آل كينيدي إلى دنيا السياسة للمرة الأولى بعد غياب طويل، ويصبح أول فرد ينفرد بهذا الوضع من جيله من الأسرة الشهيرة. ويكفي حاليًا أنه أعاد الاسم الفريد إلى دائرة الضوء الإعلامي، الذي لازمها لحوالى نصف قرن خلا.