تونس: قالت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; الاميركية للدفاع عن حقوق الانسان ان quot;قمعquot; شرطة مكافحة الشغب التونسية للاحتجاجات التي شهدتها ولاية سليانة (شمال غرب) هذا الأسبوع quot;يبرز الحاجة الماسة إلى إصلاح قوات الأمن في تونسquot; وإلى quot;توفير الوسائل غير العنيفة والتدريب للشرطةquot;.

وأضافت المنظمة في بيان وردت نسخة منه الاحد على فرانس برس quot;يبدو أن شرطة مكافحة الشغب التي قامت بدور محوري في الجهود الدموية التي بذلت لإخماد الثورة التونسية منذ سنتين، مازالت تستعمل القوة المفرطة ضد المتظاهرينquot;.

وتابعت quot;تحتاج الشرطة إلى تعليمات واضحة وتدريب وتجهيزات تجعلها تستخدم العنف فقط عند الضرورة وبشكل متناسب. كما يجب محاسبة أعوان الشرطة كلما تجاوزوا هذا الحدquot;.

ولفتت إلى أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت على المتظاهرين quot;رصاص الرش (البارود) من أماكن قريبة ومنها ما كان موجها إلى الجزء العلوي من الجسم، خلال اليومين الاولين من الاحتجاجاتquot; ونقلت عن محتجين قولهم إن الشرطة quot;أطلقت عليهم رصاص الرش من الخلف لما كانوا فارين دون أن يمثلوا أي خطر عليهاquot;.

ولفتت الى أن الرش الذي quot;يصنف ضمن الذخيرة غير القاتلة (..) يمكن أن يتسبب في إصابات جسدية خطرة، وخاصة للعيونquot;.

وقالت انه quot;يتعين على الحكومة أن تضمن قيام اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي أعلنت عنها، بالتحقيق في استخدام شرطة مكافحة الشغب للقوة المفرطة أثناء الاحتجاجاتquot;.

وتابعت quot;كما يجب أن تكون النتائج والتوصيات المتعلقة باستخدام القوة متناسبة مع القانون التونسي والمعايير الدولية، وبخاصة مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القانونquot;.

وذكرت بأن quot;مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية تنص على أن يلتزم الموظفون المكلفون بإنفاذ القانون باستعمال الوسائل السلمية ما أمكنهم ذلك قبل اللجوء إلى القوة، ولا يجوز لهم استعمال القوة إلا إذا عجز غيرها من الوسائل عن أداء المهمة. أما عندما يكون استخدام القوة أمرا محتوما، فيجب على الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون ممارسة ضبط النفس في استخدامها والتصرف بطريقة تتناسب مع خطورة الجرمquot;.

كما ذكرت بأن القانون التونسي ينص على انه لا يجوز للموظفين المكلفين بإنفاذ القانون استخدام الأسلحة النارية quot;إلا إذا كانوا لا يستطيعون الدفاع بطريقة أخرى عن المكان الذي يحتلونه أو المنشآت التي يحمونها أو المراكز أو الأشخاص الذين عهد إليهم بحراستهم، أو إذا كانت المقاومة بكيفية يستحيل التغلب عليها بصفة أخرى إلا باستعمال الأسلحةquot;.

وأضافت هيومن رايتس ووتش quot;تشير المعلومات التي تم الكشف عنها في سليانة إلى حد الآن إلى أن الشرطة أطلقت النار بشكل مباشر على المحتجين في وضعيات لا تتوفر فيها الشروط التي ينص عليها القانون التونسيquot;.

وقالت ان quot;استخدام شرطة مكافحة الشغب لرصاص الرش عوض الذخيرة الحية، لا يعفيها من التقيد بتلك الشروط لأن هذا النوع من الرصاص قد يتسبب في إصابات خطيرة إذا أصاب الجزء العلوي من الجسم من مسافة قريبةquot;.

وأعلن مسؤول بوزارة الصحة التونسية أن اعمال العنف والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في سليانة أسفرت وفق آخر حصيلة رسمية عن اصابة 303 أشخاص قال ان بينهم 208 أصيبوا بالرش.