دمشق: تواصلت الضغوط الدولية على السلطات السورية السبت للسماح بدخول المساعدات الانسانية عن طريق الصليب الاحمر الدولي الى حي بابا عمرو في حمص بعد ان سيطر عليه الجيش النظامي الخميس، في حين سقط 37 قتيلا في اعمال عنف بينهم اثنان في quot;عملية انتحارية ارهابيةquot; في درعا، بحسب السلطات السورية.

ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الانسانية، ما اثار غضب المجتمع الدولي.

واوردت السلطات السورية اسبابا امنية وخاصة وجود قنابل والغام على الطرقات في بابا عمرو، الا ان فريقا تابعا للتلفزيون الرسمي السوري تمكن من الدخول وبث صورا للحي .

واكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر quot;لم يدخلا الجمعة الى حي بابا عمرو كما ان (السلطات) لم تسمح بدخول المساعداتquot; مشيرا الى ان quot;المفاوضات لا تزال جاريةquot;.

كما اكد رئيس العمليات في منظمة الهلال الاحمر السوري خالد عرقسوسي لوكالة فرانس برس quot;حتى الان لم تتمكن الفرق من دخول بابا عمروquot; مشيرا الى ان السلطات quot;اعلمتنا ان منع الدخول يعود لاسباب امنيةquot;.

يأتي ذلك فيما تسلم السبت السفير الفرنسي وممثل عن سفارة بولندا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في دمشق، جثماني الصحافيين الغربيين ماري كولفن وريمي اوشليك، حسب ما نقلت مراسلة وكالة فرانس برس.

وكان جثمانا الصحافيين الغربيين وصلا مساء الجمعة الى مستشفى الاسد الجامعي في دمشق قادمين من حمص بسيارات تابعة لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري التي تسلمتهما من السلطات السورية المختصة.

وقد صعد السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه الى سيارة الاسعاف التي كانت تنقل جثة الفرنسي ريمي اوشليك، فيما رافقت سيارة للسفارة البولندية سيارة الاسعاف الثانية التي كانت تنقل جثة الاميركية ماري كولفن.

وابدت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري quot;استعدادها لنقل الجثمانين الى المطار او الى اي جهة يرغب المسؤولون عنهما اليهاquot;، فور انتهاء الاجراءات اللازمة، حسب ما افاد رئيس هذه المنظمة عبد الرحمن العطار في تصريح صحافي.

دبلوماسيا، اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت ان سوريا ترتكب quot;جريمةquot; بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.

واتهم من جهة اخرى النظام السوري بانه quot;يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانيةquot; عبر استهداف شعبه.

وقال ايضا ان quot;المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزما الى القيادة السورية والقول +هذه الوحشية يجب الا تستمر+quot;.

كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان quot;رفضquot; السماح بدخول المساعدة الانسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف في سوريا يدل على ان نظام بشار الاسد quot;اصبح مجرماquot;.

وقال هيغ في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية ان quot;رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرماquot;.

من جهته، حض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية في بيان السبت quot;الحكومة السورية والاطراف المعنيين على وقف كل اعمال العنف فورا وفي شكل كامل وغير مشروط، وخصوصا العنف بحق المدنيين الابرياءquot;، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الصينية الرسمية.

لكن بكين رفضت في المقابل اي تدخل في الشأن السوري الداخلي quot;بذرائع انسانيةquot;.

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة السلطات السورية الى السماح بادخال المساعدات الانسانية الى سوريا quot;من دون شروط مسبقةquot; معتبرا ان الوضع في هذا البلد quot;غير مقبول ولا يمكن التساهل معهquot;.

ميدانيا، قتل 37 شخصا بينهم 14 جنديا السبت في اعمال عنف في عدد من المدن السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;ثلاثة مدنيين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت قرب ادلب (شمال غرب) كما قتل اثنان برصاص الامن قرب مدخل سراقب (ريف ادلب) وشخص اخر باطلاق رصاص من حاجز قرب مدينة معرة النعمانquot;.

وفي ريف دمشق، تحدث عن quot;استشهاد مواطنين اثنين في ضاحية قدسيا اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية على مواطنين احتجوا على تعذيب عشرات المعتقلين في ساحة الضاحية، كما استشهد شاب واصيب خمسة بجروح خلال العمليات التي تنفذها القوات السورية في قرية دير العصافيرquot;.

وفي ريف دمشق ايضا، quot;استشهد سبعة مواطنين واثنان من العناصر المنشقة اثر مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في مدينة دوما بحثا عن عناصر منشقة ومطلوبين للسلطات السوريةquot;، بحسب المصدر نفسه.

وفي ريف حلب (شمال)، اضاف المرصد quot;استشهد مواطن وملازم اول منشق خلال اطلاق نار واشتباكات في بلدة الاتاربquot;.

وفي ريف درعا (جنوب)، قال المرصد ان quot;ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا وجرح تسعة اخرون اثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك صباح اليوم (السبت) واشتبكت مع مجموعات منشقةquot;.

واشار الى ان quot;سيارات الاسعاف نقلت الجرحى الى مشفى مدينة الحراكquot;.

واضاف ان quot;مواطنا استشهد واصيب خمسة بجروح اثر اطلاق رصاص في مدينة الحراك التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقةquot;.

وفي وقت لاحق، قال المرصد ان quot;ثمانية من القوات النظامية السورية بينهم ضابط قتلوا قرب جسر بلدة خربة غزالة وذلك اثر استهداف مجموعات منشقة لقافلة عسكرية امنية مشتركة كانت في طريق عودتها من مدينة الحراك التي تكبدت خلال اشتباكات فيها خسائر فادحةquot;.

وفي جنوب البلاد ايضا، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان quot;ارهابيا انتحاريا فجر صباح اليوم (السبت) سيارة يقودها في منطقة درعا البلد (...) ما ادى الى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة عشرين من المدنيين وقوات حفظ النظامquot;.

واضافت الوكالة ان الانفجار اسفر ايضا عن quot;اضرار مادية لحقت بالمباني المحيطة بدوار المصري (حيث وقع الانفجار) والمحال التجاريةquot;.

وشهدت سوريا سلسلة من التفجيرات الانتحارية كان اخرها في حلب (شمال) يوم 11 شباط/فبراير حيث قتل 28 شخصا على الاقل واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين.

وبث التلفزيون السوري صورا قال انها الاضرار الناتجة عن الانفجار تبين حطاما كبيرا لبعض المحال التجارية والمنازل المحيطة بموقع الانفجار في درعا.

وسارعت لجان التنسيق المحلية الى اتهام النظام بافتعال الانفجار وذكرت في بيان quot;تفجير مفتعل من قبل النظام في درعا البلد يؤدي إلى استشهاد وليد النجار ونورس المسالمة وسقوط عدد كبير من الجرحى وتضرر المنازل المحيطةquot;.

كما عثر في ريف حمص (وسط) على جثامين ثلاثة مواطنين بينهم سيدة من قرية حالات بحسب المرصد الذي نقل عن اهالي البلدة ان الجثث تعود quot;لمواطنين quot;اختطفوا قبل اربعة ايام من القريةquot;.

واقتحم الجيش السوري صباح السبت قرية عين البيضا بالقرب من الحدود التركية، كما افادت وكالة انباء الاناضول التركية.

وقالت الوكالة نقلا عن شهود ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا.

واضافت الوكالة نقلا عن مصادرها ان الجيش السوري دخل الى القرية واشعل النار في بعض منازلها. ونقل معارضون اصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج.

واعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في تصريحات صحافية نشرت السبت انه quot;من المستحيل التنبؤquot; بكيفية تطور الاوضاع في سوريا، محذرا من ازمة انسانية متوقعة تزيد من quot;اعباء ومسؤولياتquot; جيرانها تحديدا تركيا والاردن.

وقال الملك عبد الله في مقابلة مع مجلة quot;تي بي كيوquot; التركية، نشرها الديوان الملكي الاردني السبت ان quot;سوريا هي علامة الاستفهام الأكبر في هذه اللحظةquot;.

وفي سياق اخر، عنونت صحيفة الثورة السورية الحكومية الصادرة السبت quot;بابا عمرو يتنفس الصعداء بعد إعادة الأمن والأمان ... الاهالي يروون تفاصيل جرائم الارهابيينquot;.

وكتبت الثورة quot;أعادت الجهات المختصة بسط الامن والامان في حي بابا عمرو بحمص بعد أن طهرته من عناصر المجموعات الارهابية المسلحة التي استباحته وعاثت فيه قتلا وخرابا ودمارا وحولت حياة قاطنيه الى جحيمquot;.

ونقلت الثورة عن اهالي الحي quot;بعض التفاصيل عما قامت به هذه المجموعات الارهابية الممولة والمسيرة من جهات خارجية من جرائم وفظائع وترويع بحق المواطنين والمؤسسات العامة وكل مظاهر الحياة فيهquot;.

وتعرض حي بابا عمرو للقصف لنحو شهر ما تسبب باضرار كبيرة قبل ان تقوم القوات السورية باقتحامه والسيطرة عليه.

ومن جانبها، ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان تم تشييع quot;جثامين 19 شهيدا من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الارهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في القنيطرة وريف دمشق ودرعا من مشفى تشرين العسكري بدمشق اليوم (السبت) الى مثاويهم الاخيرةquot;. دون ان تذكر اي تفاصيل عن ظروف مقتلهم.