أستانة: اتهمت طاجيكستان، وهي أفقر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، جارتها أوزبكستان بمحاصرتها اقتصاديا وبأنها تحاول التسبب بكارثة إنسانية وتعمل على زعزعة استقرار البلاد، بينما رفض شوكت ميرزاييف، رئيس وزراء أوزبكستان هذه التصريحات، معتبرا أنها عارية عن الصحة.

وذكرت صحيفة quot;تيليغرافquot; البريطانية في مقال لها أن هذه الفضيحة بين الدولتين السوفيتيتين السابقتين تأتي في الوقت الذي يقوم فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببناء علاقات جيدة مع دول آسيا الوسطى، حيث يخطط الحلف في عام 2014 لسحب معظم المعدات العسكرية الثقيلة من أفغانستان عبر دول آسيا الوسطى.

وفي بيان شديد اللهجة اتهمت طاجيكستان أوزبكستان بعرقلة خط سكك الحديد، وإيقاف إمدادات الغاز.

ويعتبر الماء أحد أهم الموارد الطبيعية في طاجيكستان والذي يتدفق من أسفل مناطق جبال البامير إلى أوزبكستان حيث يستخدم لري حقول القطن، وبالمقابل تدير أوزبكستان شبكة من خطوط سكك الحديد وأنابيب الغاز المؤدية إلى طاجيكستان، ما يعطي أوزبكستان درجة أكبر في السيطرة الاقتصادية على جارتها الفقيرة.

وأزعج أوزبكستان في السنوات القليلة الماضية مشروع إيراني طاجيكي لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، وهذا المشروع سيقلل اعتماد طاجيكستان على الكهرباء المستوردة من أوزبكستان، وفي نفس الوقت سيقلل من تزويدها بالمياه الحيوية لري حقول القطن.

إلا أن الحكومة الأوزبكية اعتبرت هذه الادعاءات بأنها هراء، ووفقا لرئيس الوزراء الأوزبكي، فإن إيقاف إمدادات الغاز عن طاجيكستان هو وفقا لالتزامات أوزبكستان بموجب معاهدة مع طاجيكستان، ولإبرام عقد جديد مع الصين.

وفي السياق ذاته عقد اليوم الخامس من نيسان/أبريل مؤتمر صحافي في سفارة طاجيكستان في قرغيزستان حول الوضع مع أوزبكستان وتحدث عصام الدين سعيدوف، سفير طاجيكستان لدى أوزبكستان، مشيرا إلى أن بلاده طلبت المساعدة من الدولة المجاورة (قرغيزستان) لحل الوضع المتأزم مع أوزبكستان.

وأشار الدبلوماسي الطاجيكي خلال حديثه إلى أن أوزبكستان تحاول من خلال أفعالها زعزعة الوضع في طاجيكستان، مضيفا أن ترك الوضع الحالي على ما هو عليه سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الحالة التي يواجهها شعب طاجيكستان وتهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.

وأضاف السفير الطاجيكي أن على الرغم من الجهود التي تبذلها طاجيكستان والهادفة إلى تطوير وتعزيز التعاون بين البلدين وحل المشاكل الملحة في العلاقات بين الحكومتين، والتي تؤثر على آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين في كلا البلدين، فإن الحكومة الأوزبكية تواصل سياسة المواجهة واستخدام وسائل النقل والاقتصاد، والاتصالات، ووسائل أخرى من الضغط لإجبار القيادة الطاجيكية على اتخاذ قرارات مناسبة للجانب الأوزبكي.

وكانت سفارة طاجيكستان في روسيا قد أصدرت قبل يومين بيانا ذكرت فيه أن أوزبكستان تعمل على زعزعة استقرار طاجيكستان.

وكانت أوزبكستان قد أوقفت إمدادات الغاز بشكل كامل عن طاجيكستان في الأول من نيسان/أبريل الجاري، ويستخدم الغاز المستورد من أوزبكستان إلى طاجيكستان وبصورة أساسية في الاحتياجات الصناعية، وخصوصا لتلبية احتياجات مشاريع الدولة كشركة الألمنيوم الطاجيكية، وشركة الإسمنت الطاجيكية وغيرهما من المؤسسات. ونتيجة لتوقف الغاز الأوزبكي عن طاجيكستان، فقد توقفت معظم الشركات الصناعية في طاجيكستان عن عملها. واضطرت لإعطاء إجازات مفتوحة وبدون رواتب لأغلب موظفيها.