العاهل السعودي يتوسط الرئيس اللبناني والرئيس السوري- أرشيفية

أكدت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان سيزور السعودية قريبًا، وذلك بعد عام ونصف على قرار سعودي برفع اليد عن لبنان، في ظل أزمة quot;مذهبيةquot; بدأت تأخذ مسار الحرب الأهلية داخل لبنان.


أكدت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان سيزور السعودية قريبا، في ظل عتب سعودي على مواقف لبنان على الصعيد الدولي خاصة في الأزمة السورية.

الاختراقات السورية للحدود اللبنانية جعلت المجهر الدبلوماسي السعودي متابعا ما يجري هناك، وذلك في أعقاب قتل القوات الحدودية السورية أكثر من 12 لبنانيا خلال الأشهر الماضية. السعودية تتابع الشأن اللبناني وتبعات الأحداث المجاورة على الداخل، إلا أن انتشار السلاح بين المواطنين في شمال لبنان خصوصا، صنع تراكمات القلق من حرب أهلية ربما تعاد صياغتها من أراضي سوريا.

وبعد عام ونصف يمر على قرار سعودي بـquot;رفع اليدquot; عن لبنان، جاءت بعدها رياح الربيع العربي التي تفرغت دول عديدة للمشاهدة والمتابعة، وظل لبنان في أزمته في حالة صعود وهبوط، حتى جاءت الأزمة السورية المعقدة لتنقل بعضا من شرارات ثورة التغيير فيها إلى شمال لبنان، لتشتعل من طرابلس أزمة مذهبية بين quot;السنة والشيعةquot;.

السعودية اليوم تعيد يدها التي طالما كانت بيتا من الطمأنينة للبنان، إلى وضع اعتادت عليه الرياض وبيروت، ففي الوقت الذي منعت دول خليجية عديدة مواطنيها السفر إلى لبنان، كان الاتجاه السعودي مختلفا، قاد اتجاه التغيير فيه العاهل السعودي الملك عبدالله عبر برقية إلى الرئيس اللبناني يطالبه فيها بجمع الطوائف اللبنانية والتنبه من فتنة تسعى إلى زرعها أطراف خارجية.

الشمري: الخطاب نفسي ولن يؤثرفي الواقع

وقال المحلل السياسي السعودي عبدالله الشمري في حديث لـquot;إيلافquot; عن البرقية السعودية إلى لبنان، إن الأكثر حضورًا فيها هو نوعية الخطاب الذي انطلق إلى رأس الهرم الأول في الدولة اللبنانية، تأكيدًا من السعودية أنّ الحل لا يزال متمثلا في سلطته السياسية، لوقف نزيف بدأ إذكاؤه بين السنة والشيعة.

وعن الخطاب السعودي للرئيس اللبناني وأنه سيعيد بعضا من الطمأنينة إلى الداخل اللبناني، قال الشمري إن الخطاب هو نفسي أكثر من كون الطمأنينة ستكون واقعًا على الأرض، مطالبًا الحكومة السعودية بإعادة ترتيب الأولويات داخل لبنان، وأن يكون للتوافق الذي صنعته السعودية مع سمير جعجع ووليد جنبلاط دور في إخماد الأزمة الممتدة إلى لبنان.

السعودية في خطاب عاهلها للرئيس اللبناني جاء مغايرًا عن مواقف بعض دول الخليج التي منعت مواطنيها من السفر للبنان، عن ذلك رأى عبدالله الشمري وهو الدبلوماسي السعودي الخبير كذلك عن العلاقات الدولية أن ذلك يعطي بعدا في أن السعودية ستقف مع لبنان حتى آخر نقطة ممكنة.

ودعا العاهل السعودي كافة الأطياف اللبنانية إلى تغليب صوت العقل والتوقف عن السماح لأطراف خارجية بإثارة الفتن وتكريس الانقسام بما يخدم مصالح نظام الأسد.

ودعا الملك الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى التدخل quot;نظرا لخطورة الأزمة وإمكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان، وإعادته الى شبح الحرب الأهلية في الاطار العام لمبادرتكم ورعايتكم الحوار الوطني وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، وخصوصا الأزمة السورية المجاورة لهاquot;.