شميم أخطر (اليسار) مع ابنتها الأخرى سيما

ما فتئت المحاكم البريطانية تنظر في الجرائم المرتكبة باسم laquo;شرف العائلةraquo; في أوساط الجالية الإسلامية حتى صارت الأولى ترتبط تلقائيًا بالثانية. وهذه المرة يُحكم على امرأة بالسجن خدرت ابنتها قبل اختطافها لأنها تزوجت من أحبت. لكن الشرطة أنقذتها قبل إتمام الباقي بحقها.


أصدرت محكمة تاجية في برادفورد، وهي أحد أكبر معاقل الجالية الإسلامية في انكلترا، حكمها بالسجن أربع سنوات على باكستانية تدعى شميم أخطر (59 عامًا) دبرت تخدير ابنتها واختطافها بعدما خالفت رغبتها في الزواج من الرجل الذي حددته لها.

وصدر حكمان بالسجن ايضًا على ابنها شمريز خان (34 عامًا) وصهرها زاهد محمود (37 عامًا) خمس سنوات وأربع سنوات على التوالي لمشاركتهما في ارتكاب الجريمة بحق ابنتها نايلة أفسر (25 عامًا). وكان كل هذا بدافع laquo;غسل شرف العائلةraquo;.

ونقلت الصحف البريطانية عن القاضي قوله وهو يخاطبها قبل إصدار الحكم بسجنها: laquo;هذه ابنتك الصغرى، وكان حريا بك، مثل كل الأمهات، أن تحمليها بين رموش العين. لكن اخترت بدلاً من هذا، أن تفرضي سيطرتك الكاملة على حياتها وبلغ بك الأمر حد تخديرها واختطافها وتجريدها من كرامتها فقط من أجل ما تعتبرينه سمعة العائلة. ولحسن الحظ فقد أفشلت الشرطة بقية مخططك لهاraquo;. ثم أصدر حكمه بسجنها بعد جلسات دامت أربعة أسابيع في بداية العام الحالي.

وكانت الأسرة قد دبرت خطوبة نايلة من أحد ابناء عمومتها. ورغم أنها رضخت في البدء لهذا الأمر، فقد أبدت لاحقًا رغبتها في إنهاء علاقتها به كونها ظلت بلا حب. لكنها تعرضت لضغوط عالية من أسرتها ظلت تضيّق خناقها عليها حتى هربت الى مدينة أخرى (نيوكاسيل) حيث ظنّت أنها صارت في مأمن من أسرتها.

وفي هذه المدينة التقت أفسر بصديق كان يتابع دراساته فوق الجامعية، ونشأت بينهما علاقة حب قادتهما الى الزواج. وبعدما استقر بهما المقام، سعت نايلة لاستعادة الجسور مع أفراد عائلتها. لكنهم سرعان ما بدأوا الضغط عليها مجددًا من أجل الطلاق من زوجها والاقتران بابن العم المقدم من جهتهم.

خان (اليمين) ومحمود شاركا في الجريمة

وعندما رفضت ذلك جملة وتفصيلاً، وصلت الأمور الى أسوأ مراحلها في يناير / كانون الثاني 2010 عندما توجهت والدتها شميم بمعية ابنها خان وصهرها محمود الى نيوكاسيل حيث اقتحموا شقة نايلة وهددوها بالثبور وعظائم الأمور.

وعلمت المحكمة أن مما قالته الوالدة لابنتها: laquo;أنت أسوأ من مومس، ولذا يتعيّن قتلكraquo;، وأن شقيقها خان حاضرها في ضرورة الحفاظ على laquo;شرف العائلةraquo; قبل أن يصفعها حتى ألقى بها الى الأرض. وسارعت الأمور على هذا المنوال وانتهت بأن أجبر الزوار الثلاثة المرأة على شرب مخدر laquo;لورازيبامraquo; الذي وصفه ممثل الاتهام بأنه laquo;المفضّل لدى العديد من الذين يقدمون على جريمة الاغتصابraquo;.

واقتاد الثلاثة ضحيتهم وهي شبه غائبة عن الوعي الى سيارة بغرض العودة بها الى برادفورد. لكن جهة ما أخطرت الشرطة بالزيارة ونواياها المحتملة فاعترضت السيارة. ثم ألقت القبض على الأم وابنها وصهرها الذين اعترفوا في المحكمة بارتكاب التهم الموجهة اليهم.

وقال القاضي ، سايمون نيويل، إن نايلة laquo;امرأة متعلمة وذكية ومثال الآسيوية التي تسعى الى نيل حريتها الإنسانية الأساسية مثل اختيار الزوج والحياة المستقلة عن ضغوط أسرة محافظة. هذه حقوق تطلبت عقودًا طويلة لتحقيقها وإحدى مهام المحاكم البريطانية هي الحفاظ عليها. والمحزن في هذه القضية هي أن نايلة تعرضت للسوء من أناس يفترض فيهم حمايتها. هذه امرأة أبدت شجاعة فائقة في وجه التيار المعاكس وسنستمر في دعمها طالما كانت بحاجة الى الدعمraquo;.