مقاتلون مسلحون ضد النظام السوري

في معلومات تكشف للمرة الأولى، أكد مسؤول في المعارضة السورية أن المخابرات البريطانية دعمت المعارضين السوريين ولعبت دورًا خفيًا في الثورة ضد النظام السوري. وأكد المسؤول أنلندن على علم بالأمر وموافقة عليه.


لندن: ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نقلاً عن مسؤول في المعارضة السورية أن الاستخبارات البريطانية ساعدت مقاتلي المعارضة السورية في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري. وحسب الصحيفة الاسبوعية، أنها المرة الاولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في اذار(مارس) 2011.

ونقلت المجلة عن مسؤول قوله إن السلطات البريطانية quot;على علم بالأمر وهي موافقة مئة في المئةquot; على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا الى المتمردين في الجيش السوري الحر.

وقال المسؤول السوري للصحيفة إن quot;الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سورياquot;. واضاف أن quot;البريطانيين يعطون معلومات للاتراك والاميركيين ونحن نتلقاها من الاتراكquot;. واوضح أن اهم المعلومات حتى الآن تتعلق بتحركات القوات الموالية للرئيس بشار الاسد وهي في اتجاهها الى المركز التجاري في حلب التي يشرف على قسم منها المتمردون.

واصبحت المدينة محورًا اساسيًا في النزاع خصوصًا لقربها من الحدود التركية. وقال المسؤول للصحيفة إن quot;البريطانيين يراقبون الاتصالات بأن تحركات الجيش الحكومي ونحن نحصل على المعلومات بشأن التعزيزات المرسلة الى حلبquot;.

وتابع quot;ضربنا قوات الحكومة في ادلب وسراقب (جنوب غرب حلب) بنجاحquot;. وقالت الصحيفة إن مقاتلي الجيش السوري الحر تلقوا معلومات عن وحدتين كبيرتين من القوات الحكومية متوجهة الى حلب، الاولى من مدينة اللاذقية الساحلية والثانية من العاصمة دمشق.

ولم يكشف المقاتلون مصادر معلوماتهم حينذاك. وقال المسؤول نفسه: quot;نصبنا كمينًا لقوات ولرتل من اكثر من اربعين دبابة في واد قرب سراقبquot;. واضاف quot;فصلنا بينهم ودمرنا عددًا كبيرًا منها بهجمات متكررة بقنابل يدوية التي اطلقت بقاذفات الصواريخquot;.

ولبريطانيا قاعدتان عسكريتان في قبرص الاولى في ذيكيليا والثانية في اكروتيري. وقالت الصحيفة إن القاعدتين تحصلان على معلوماتهما من المركز الوطني للمراقبة الالكترونية في شلتنهام غرب انكلترا.

هذا وواصلت القوات السورية عملياتها العسكرية السبت في مناطق عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ولا سيما في شمال البلاد حيث استأنف سلاح الجو السوري قصفه على مدينة اعزاز في ريف حلب، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأسفرت أعمال العنف السبت عن مقتل 96 شخصًا بينهم 30 مدنيًا و34 جندياً و28 مقاتلاً واربعة منشقين. ويضاف الى هذه الحصيلة نحو 40 جثة على الاقل لمجهولي الهوية عثر عليهم السبت في منطقة التل (ريف دمشق) التي تعرضت للقصف خلال الايام الفائتة.

وقال المرصد في بيان quot;تعرضت مدينة اعزاز للقصف بالطيران صباح السبت، مشيراً الى عدم ورود انباء عن وجود خسائر بشرية بعد. وكانت اعزاز التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل اسابيع وقد خلت تمامًا من أي وجود لقوات النظام، تعرضت الاربعاء لقصف جوي اسفر عن مقتل 31 مدنيًا على الاقل، بحسب المرصد.

وتعرضت بعض احياء حلب في شمال سوريا للقصف، فيما شهدت احياء أخرى اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين حيث قتل خمسة مقاتلين في حي صلاح الدين. كما قصفت بلدتي عندان ومنبج (ريف حلب) ما اسفر عن مقتل خمسة مواطنين في منبج.

وفي حمص (وسط)، حيثلا تزال المعارضة المسلحة تسيطر على بعض المناطق، تعرض حي الخالدية واحياء حمص القديمة للقصف من قبل القوات السورية ما اسفر عن مقتل شخص، كما قتل مواطن اثر اصابته برصاص قناصة في شارع الستين، بحسب المرصد. وفي ريف حمص قتل طفلان في قصف بلدتي السعن والغنطو، كما تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف اسفر عن سقوط جرحى.

وفي دمشق، تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين وحاجز للقوات النظامية في حي التضامن، كما يتعرض حيا القدم حيث قتل عسكري والعسالي ومنطقة الجبل الغربي في منطقة الزبداني للقصف من قبل القوات النظامية التي قصفت بالحوامات الاراضي الواقعة بين جرمانا والمليحة في ريف المدينة.

واقتحمت هذه القوات منطقة الحجر الاسود التي يتمركز فيها مقاتلون من الكتائب الثائرة. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من الكتائب الثائرة في مدينة سراقب بقذيفة سقطت في مكان تواجده في المدينة وآخر في قصف على قرية باريشا.

وفي شرق البلاد، قتل ستة مواطنين في دير الزور بنيران القوات النظامية. وفي ريف المدينة، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة اثر تعرض مدينة البوكمال للقصف من قبل القوات النظامية فجر السبت، كما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية ما اسفر عن سقوط خمسة مقاتلين واصابة عشرات بجراح في بلدة الخريط وثلاثة مقاتلين في الميادين.

وجنوبًا، تتعرض مدينة الحراك وبلدة الغارية الغربية والكرك الشرقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي ابطع والشيخ مسكين لقصف عنيف من قبل القوات السورية. واسفرت الاشتباكات في الحراك عن مقتل اربعة مقاتلين من المعارضة المسلحة واعطاب آليتين للقوات النظامية ومقتل وجرح عناصرها، كما قتل مدني برصاص حاجز عسكري في بلدة نمر، حسب المرصد.

واقتحمت القوات النظامية قرية حربنفسه في ريف حماة (وسط) وبدأت حملة مداهمات واعتقالات بحثاً عن مطلوبين. كما افاد المرصد عن مقتل 24 عنصرًا من القوات النظامية خلال اشتباكات في دير الزور وحلب ودرعا ودمشق، دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

ودفع استمرار اعمال العنف في البلاد مجلس الامن الدولي الخميس الى انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، والتي مددها الشهر الماضي quot;30 يومًاquot; للمرة الاخيرة، وتنتهي منتصف ليل الاحد.