حذرالزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، رئيس الوزراء نوري المالكي من ربيع عراقي قادم، معربا عن تأييده التظاهرات في محافظة الأنبار.


فيما بدأت مدينة الفلوجة العراقية عصيانا مدنيا وخرجت نساؤها في تظاهرة تدعو لإطلاق النساء المعتقلات، فقد وصف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه دكتاتور متفرد بالسلطة وحذره من ربيع عراقي قادم داعيا اياه الى تقديم استقالته وأيّد تظاهرات الاحتجاج في الانبار لكنّه أوضح انه لم يشارك فيها لرفعها صور صدام حسين .
وأضاف الصدر خلال مؤتمر صحافي في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم أن المالكي دكتاتور متفرد بالسلطة ويسعى باستمرار الى إقصاء الآخرين وخاصة الشركاء في العملية السياسية والذين أشار الى ضرورة تعاونه معهم من أجل بناء البلاد.
وحذر الصدر المالكي من الاستمرار بسياساته هذه وحذره قائلا إن الربيع العراقي قادم في إشارة الى ثورات الربيع العربي التي أسقطت أنظمة في عدد من الدول العربية وطالبه بالنزول الى الشارع للاستماع إلى مشاكل المواطنين . وقال إن المالكي يتهرب من تحمل مسؤولية سوء الأوضاع في العراق من خلال إلقائها على الوزراء .. وقال انه quot;يلقي باللوم على وزراء حكومته في الأزمات ويتباهى بقوته كرئيس للوزراء في الانتخاباتquot;.
واكد الصدر تعاطفه مع تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها محافظة الانبار الغربية منذ اسابيع لكنه اوضح انه لم يشارك فيها نظرا لرفع بعض المتظاهرين صور الرئيس السابق صدام حسين . واشار الى تواصل الاحتجاجات في عدد من المدن العراقية ودعوتها للعصيان المدني مؤكدا ان العصيان هو الخيار الأخير لحل المشاكل في البلاد.
وقال quot;عتبي على المالكي عسى أن يرفع الظلم فاني اقول له اين انت من المرجعية ومن السجون وأسراها ولماذا هذا التمسك بالكرسي .. وطالبه بأن يكون عادلا وألا يتدخل بالقضاء . وأضاف ان المالكي جعل quot;جميع الدول ضدنا وجعل من العراق مسخرة وسعى لتهريب المفسدينquot; ودعاه الى تقديم الفاسدين الى القضاء وقال انه ينتظر انتهاء التحقيق في فساد صفقة الاسلحة مع روسيا لمعرفة الاشخاص الضالعين بفسادها. وحول قرار الحكومة بإلغاء البطاقة التموينية اشار الصدر الى ان السلطات قد عادت الشعب بهذه الخطوة وحاربته في لقمة عيشه. وتساءل قائلا : اين حقوق الانسان في معاملة المعتقلين؟ اين الخدمات وخيرات العراق؟ لماذا سيّس القضاء؟ لماذا التسمك بالسلطة ؟ الا تخشون الربيع العربي؟.
كما وجه الصدر اسئلة الى المالكي قائلا : هل سألت نفسك عن آلية ادائك في السلطة؟ هل سألت المرجعية اذا كانت راضية عن تصرفاتك؟ .. واضاف ان المالكي يعتنق الارهابيين ومن ثم يعتقلهم ويزجهم في السجون .. واشار الى انه اذا أراد المالكي إجراء تغييرات سياسية مثل دعوته الاخيرة لانتخابات مبكرة فعليه الاستقالة اولا.
ودعا الصدر العراقيين الى وحدة الصف ونبذ الطائفية مشددا على ضرورة استجابة الحكومة لمطالب ابناء الشعب المشروعة وإنصافهم بتقديم الخدمات وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وفي هذا الوقت فقد بدأت مدينة الفلوجة في محافظة الانبار عصيانا مدنيا مطالبة بإصلاح العملية السياسية والتوازن في الوظائف وإنهاء الاقصاء والتهميش وإطلاق المعتقلين الابرياء. كما خرجت نساء المدينة في تظاهرة اليوم مطالبة بإطلاق سراح النساء المعتقلات.
كركوك تتظاهر دعما لمحتجي الانبار والتركمانية تفند تصريحات للمالكي
وقد امتدت تظاهرات الاحتجاج اليوم إلى محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها حيث خرجت تظاهرة دعما للتظاهرات التي تشهدها محافظتا الانبار ونينوى. وتجمع المتظاهرون في ساحة الاحتفالات وسط مدينة كركوك داعين الى إجراء إصلاحات سياسية وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد وإطلاق سراح المعتقلين الابرياء.
ومن جهتها، نفت الجبهة التركمانية ما صرح به المالكي عن طلب تركي من التركمان بعدم الاعتراض على اعتبار quot;كركوك كردستانيةquot; وقالت في بيان أصدرته اليوم ان المالكي أشار في مقابلة متلفزة الى وجود اتفاقات بين تركيا واقليم كردستان إلى حد أن تركيا طلبت عدم اعتراض التركمان على القول إن كركوك كردستانية، معرباً عن استغرابه من الموقف التركي هذا بشأن كركوك لكن الجبهة التركمانية تنفي هذا الطرح التركي ولم تسمع من اي مسؤول تركي تصريحاً حول كردستانية كركوك . واضافت أن الجبهة وعموم الشعب التركماني يؤكدون تمسّكهم بعراقية كركوك وخصوصيتها التركمانية تاريخيا وثقافياquot;. واشارت الى ان قول المالكي إن بعض التركمان قالوا ان تركيا طلبت عدم اعتراضهم على القول بأن كركوك كردستانية غير صحيح quot;ونؤكد تمسكنا بخصوصية كركوك التركمانية تاريخياً وثقافياquot;.
ومن جانبه، اكد رئيس الجبهة ارشد الصالحي ان quot;من يتنازل عن خصوصية كركوك التركمانية بشواخصها التاريخية سيبقى قزما، يلعنه التاريخ والاجيال القادمة ولاسيما أن الشعب التركماني ينظر لكركوك انها مستقبلهquot;. واضاف أن quot;تاريخنا ووجودنا وثقافتنا ونضالنا وحتى الشعب التركي في تركيا وفي كافة انحاء العالم يقفون معنا ويدعمون نضالنا من اجل حماية تركمانية، عراقية كركوكquot;، وتابع quot;بعدما أثبتوا عراقيتهم ورفضهم مشاريع التقسيم والدماء التي سالت في عموم العراق ومدنهمquot;
وأبدى رئيس الجبهة التركمانية quot;استعداده لطرح مبادرة تسهم في تقريب وجهات النظر وحل المشاكل بين العراق وتركياquot; مبينا أن quot;العراق لا يمكن أن يستقر وينمو دون مشاركة مكوناته الأساسية مع علاقات متوازنة مع دول الجوار العراقي كافة لاسيما تركيا لما لها من أهمية كبيره في العالم العربي والشرق الأوسط والمجموعة الدوليةquot;.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اتهم في تصريحات صحافية في 22 من الشهر الماضي الحكومة العراقية بالتصرف على أساس طائفي مؤكدا انها ما كانت لتفعل ما تقوم به إلا لأنها quot;حكومة شيعية وتتلقى دعما خاصاًquot;. وعلى الفور، رد مساعدون للمالكي بالقول إن إردوغان وشركاءه يقومون بتنفيذ مشروع إردوغاني سعودي قطري لإشعال حرب طائفية في العراق.