يبدو أن شركة باريلا للباستا والأغذية الإيطالية في مأزق صعب، إذ اضطر رئيسها التنفيذي للاعتذار من جديد في مقطع فيديو نشر على صفحة الشركة على موقع فايسبوك، عن إهانته المثليين في تصريحات سابقة.


اضطر غيدو باريلا، رئيس أكبر شركة أغذية إيطالية، للاعتذار، بعد تصريحات اعتبرت مناهضة للمثليين، عندما سئل عمّا إذا كانت شركته توافق على صنع إعلان ترويجي يظهر الأزواج المثليين جنسيًا. إجابة باريلا كانت: quot;كلا، لن أفعل ذلك، ليس لأنني لا أحترم المثليين جنسيًا، الذين لديهم الحق في عمل ما يريدون من دون إزعاج الآخرين، بل لأني لا أفكر مثلهم، ولأن شركتنا ذات توجّه عائلي، وتستهدف الأسر المحافظةquot;.

اعتذاران
على الرغم من أن إجابته لم تشكل هجومًا على المثليين، إلا أنها أدت إلى عاصفة من الانتقادات، التي طالت الشركة ورئيسها التنفيذي، لا سيما أنه سُئل عن عملاء الشركة من المثليين جنسيًا فقال: quot;إذا كانوا يحبّون المعكرونة التي ننتجها فيمكنهم تناولها، وإذا لم يحبّوا طريقة إعلاننا واستراتيجية اتصالنا، فيمكنهم أن يعيشوا من دونها، ويأكلوا مواد غذائية من شركة أخرى، لأننا لا نستطيع إرضاء الجميعquot;.

ما إن صدرت هذه التصريحات، حتى أحدثت جلبة بين السياسيين اليساريين والجماعات المدافعة عن حقوق المثليين، فاضطر باريلا للاعتذار الخميس الماضي، ثم اعتذر مجددًا في شريط مصور نشره على فايسبوك.

وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فعاد باريلا وأعلن أنه سوف يجتمع مع قادة مجموعات مثلية لكسب بعض الحساسية والوعي حول القضايا التي تواجههم، وأضاف: quot;طوال حياتي، كنت أحترم جميع من أقابلهم، من ضمنهم المثليون وعائلاتهم من دون أي تمييز، ولم يسبق لي التمييز ضد أي شخصquot;.

تابع باريلا: quot;أشعر بالاكتئاب والحزن من ردود الفعل والتعليقات، لديّ الكثير لتعلمه حول الديناميات المتغيرة للأسرة، وسأجتمع مع مختلف الجماعات المثلية لمعرفة المزيد عن قضاياهمquot;.

فضح تعصبه
يأتي اعتذار باريلا الثاني مع استمرار وسائل الإعلام الاجتماعية في تسليط الضوء على غضب الجماعات الحقوقية، التي تدافع عن المثليين. على سبيل المثال، قال أحد المعلقين إنه سيقاطع منتجات الشركة، فكتب: quot;أنا مسيحي، ولست مثليًا، ولن أقوم بشراء أية منتوجات من باريلا بعد اليومquot;.

بينما كتب آخر: quot;لقد أسأت إلى عائلتي بشدة. شكرًا لك على فضح تعصبك الأعمى، ونحن لن نشتري منتجات باريلا مرة أخرىquot;.
يشار إلى أنه لم تكن كل التعليقات سلبية، إذ إن العديد من المعلقين دافعوا عن باريلا، معتبرين أن الشركة يجب أن تصمد وتستمر في موقفها، وترفض الاعتذار من أحد.