براغ: عاد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إلى استفزاز العرب من خلال دعوته في حديث ادلى به لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية قبل يومين من بدء زيارته اسرائيل، إلى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين عن طريق إرسالهم إلى دول الخليج بدلًا من عودتهم إلى اراضيهم المحتلة.
وقد برر زيمان هذه الدعوة بالقول إن الوضع الاقتصادي في دول الخليج جيد، وبالتالي يمكن ان يقدموا لهم العمل والسكن، مشيرًا إلى أن على جميع الأطراف المعنية أن تنظر إلى الأمور الآن من زوايا جديدة غير اعتيادية، معتبرًا اقتراحه هذا بأنه اقتراح اصيل وقابل للتحقيق على حد قوله.
وقد جاء هذا الموقف بعد ايام قليلة من اقتراح زيمان ودعوته لنقل تشيكيا سفارتها من تل ابيب إلى القدس، الأمر الذي أثار الاستياء لدى الأوساط الدبلوماسية العربية ولدى الكثير من المواطنين العرب الذين يعيشون في تشيكيا .
ولدى سؤال صحيفة ملادا فرونتا دنيس اليوم رئيس القسم الدولي في قصر الرئاسة التشيكي هينيك كمونيتشيك عن مصدر هذه الفكرة لزيمان بنقل السفارة قال quot;انه رأي الرئيس وأن الطرف العربي سجل ذلك وفي نفس الوقت يعي الطرف العربي الموقف الرسمي التشيكي باعتبار تشيكيا عضوا في الاتحاد الذي له سياسة موحدة في هذا المجالquot;.
وقد اعترفت الصحيفة المؤيدة بقوة لإسرائيل ان تصريح زيمان بشأن نقل السفارة يستفز العرب، مشيرة إلى أن ما من دولة أقدمت بعد على نقل سفارتها إلى القدس، ولهذا رأت الصحيفة أن إقدام تشيكيا على هذه الخطوة سيمثل امرًا فريدًا.
ويقول زيمان quot;انني شخصيًا مع نقل السفارة التشيكية من تل ابيب إلى اسرائيل وانه لو حصلت حكومة ييرجي روسنوك الحالية التي تسير الآن الامور فقط في البلاد على ثقة البرلمان، لكانت قد أيدت رغبتي بنقل السفارة، أما الآن وبالنظر لكون البلاد ستشهد انتخابات برلمانية مبكرة في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الحالي فإنني سأنتظر تشكل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات quot;.
وأضاف انه سيستخدم كل سحره الشخصي لإقناع رئيس الحكومة ووزير الخارجية القادمين لاقناعهما بالفكرة، غير أن بعض المراقبين في براغ عبروا عن اعتقادهم بأن نجاح زيمان في هذه المساعي لن يكون واقعيًا اذا ما فاز بالانتخابات، الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وتمكّن من تشكيل حكومة تتمتع بالأغلبية بدعم الشيوعيين له في البرلمان، لأن الحزب الاجتماعي يشدد دائمًا على الأقل في برنامجه السياسي انه يريد العمل بسياسة متوازنة تجاه الشرق الاوسط، والصراع العربي الاسرائيلي، وانه لن يشذ في هذا المجال عن الموقف السائد في الاتحاد الاوروبي.
وينبه يوزيف ريغنير من الجمعية التشيكية العربية إلى أن إقدام تشيكيا على مثل هذه الخطوة سيثير ردود فعل سلبية في كل العالم العربي، غير انه يرى في نفس الوقت بأن هذه الخطوة لن تعكر العلاقات التجارية مع الشرق الاوسط بشكل مكثف، وان كان من الممكن في بعض الحالات ان تثير تعقيدات مثلا في موضوع سياسة منح التأشيرات.
ويعرف عن زيمان منذ فترة طويلة بأنه من المؤيدين بقوة لإسرائيل وممارساتها وإطلاقه تصريحات معادية للفلسطينيين وللإسلام، حيث وصف مثلا في حديث لصحيفة اسرائيلية اثناء زيارته لها في التسعينيات بصفته رئيسا للحكومة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالإرهابي، وقارن بينه وبين الزعيم النازي ادولف هتلر، كما أطلق العديد من التصريحات التي يربط فيها بين الارهاب والإسلام .
التعليقات