مكة المكرمة: تؤدي المخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الحجاج في السعودية واعمال التوسعة الضخمة القائمة في الحرمين المكي والنبوي الى خفض اعداد الحجاج خلال الموسم الحالي الذي يبدأ الاسبوع المقبل.

وادى فريضة الحج الذي يتجمع فيه اكبر عدد من المسلمين في العالم، حوالى 3.1 مليون شخص العام الماضي بينهم 1.75 من الخارج. ويبدا موسم الحج السنة الحالية في 13 الشهر الحالي لمدة خمسة ايام. وقررت السلطات السعودية في حزيران (يونيو) الماضي خفض عدد الحجاج المسموح لهم باداء الفريضة هذه السنة بسبب اعمال التوسعة.

وقال وزير الحج بندر الحجار ان عدد حجيج الخارج سيتم تخفيضه بنسبة عشرين في المئة ومن داخل المملكة بنسبة خمسين في المئة. كما بدات الحواجز الامنية المؤدية الى مكة التشدد في طلب تصريح الحج من الركاب منعا للازدحام والافتراش بحيث بلغ عدد المصرح لهم بالحج من الداخل حوالى السبعين الفا فقط حتى الاثنين الماضي.

واكدت مصلحة الجوازات ان اعداد الحجاج القادمين الى المملكة من جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية بلغ مليون و165 الفا حتى صباح الاثنين الماضي. وجهزت السلطات الصحية 25 مستشفى بسعة 5250 سريرا لمواجهة اي حالة طارئة بالاضافة الى مئات المراكز الطبية.

وكانت وزارة الصحة حضت كبار السن والمصابين بامراض مزمنة على تجنب اداء مناسك الحج في اطار الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا الذي ادى الى وفاة 49 شخصا واصابة 117 اخرين في المملكة منذ ايلول (سبتمبر) 2012.

لكن موسم العمرة لم يشهد اي اصابة بهذا الفيروس بحسب وزير الصحة عبد الله الربيعة. يذكر ان موسم الحج تعرض في الماضي لمخاطر انتشار فيروس سارس العام 2003 و وانفلونزا الطيور العام 2009. لكن الفارق الكبير هذه المرة يكمن في ان السعودية هي الحاضنة الرئيسية لمتلازمة شرق المتوسط او فيروس كورونا.

كما شددت السلطات المعنية على الحجاج بضرورة وضع الكمامة تجنبا لالتقاط الفيروس الذي ينتقل عبر الهواء. وبالاضافة الى المخاوف من انتشار فيروس كورونا، اثارت السلطات مسالة التوسيع الضخمة في الحرمين المكي والنبوي في المدينة المنورة الى الطلب من الدول الاسلامية تخفيض اعداد حجيجها.

وستضيف اعمال التوسعة 400 الف متر من المساحات وسترفع القدرة الاستيعابية للحرم المكي الى 2.2 مليون شخص في الوقت ذاته. وتصل القدرة الاستيعابية للحرم حاليا الى 1.5 مليون شخص. والحصة المخصصة لكل بلد مسلم محددة عموما بالف حاج لكل مليون نسمة من السكان.

وعلى سبيل المثال، تراجع عدد الحجاج من اندونيسيا، اكبر بلد مسلم في العالم، من 211 الفا الى اقل من 169 الفا. وعلق متحدث لايم وزارة الشؤون الدينية في جاكرتا قائلا لفرانس برس quot;لقد فوجئنا بشدة بقرار السعوديةquot;.

وتؤكد الرياض ان قرارها خفض اعداد الحجاج سيبقى ساريا الى حين الانتهاء من مشاريع التوسعة العام 2015. وسيجري موسم الحج الحالي ضمن مناخ عدم استقرار سياسي اقليميا في ظل استمرار النزاع في سوريا واعمال العنف في مصر.

وقد حذرت السلطات السعودية المعنية الدول التي وقعت مع وزارة الحج اتفاقيات تمنع تسييس هذه المناسك. واوضحت انquot;الاتفاقيات التي وقعت مع المملكة تمنع تسييس الحج او استغلاله في مسيرات ومظاهرات الخروج من النسك صوب امور اخرى لا علاقة للفريضة بهاquot;.

وقد قررت في حزيران/يونيو الماضي منح المعارضة السورية صلاحية قبول طلبات السوريين الراغبين في الحج بعد ان كانت منحت تاشيرات الموسم الماضي من دون الاتفاق حولها مع دمشق.