أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته أمام منتدى القادة التابع للمؤتمر العام لليونسكو أن دولة الإمارات تقدر دور المنظمة الدولية، التي تقوم بجهود كبيرة في مجالات التربية والثقافة والعلوم في كافة أرجاء العالم.
دبي: قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس دولة الإمارات أمام منتدى القادة التابع للمؤتمر العام لليونسكو في باريس أمس: quot;هذا المنتدى يذكرنا بالتحديات التي يواجهها العالم إقتصاديًا وبيئيًا، وعلى مستوى قضايا المياه والغذاء والطاقة والفقر والتطرف والإهاب والصراعات الدولية بكافة صورها، وهذا يتطلب من الجميع التكاتف من أجل تحديد دور الثقافة في مثل هذه القضايا، وخصوصًا ترشيد ظاهرة العولمة، وسد الفجوات الكبيرة بين دول العالم إقتصاديًا وصحيًا، وفي ما يخص حقوق المرأة، وغيرهاquot;.
نقاط حيوية
وأشار وزير الثقافة الإماراتي إلى أن بلاده تعتز بحضارتها وتقاليدها العريقة وقيمها الأصيلة، وفي الوقت ذاته لديها الرغبة الدائمة في التواصل والإنفتاح على العالم، في إطار من التفاهم والإحترام المتبادل.
وحدد الشيخ نهيان بن مبارك أربع نقاط، أكد انها مستقاة من الثقافة والخبرات الإماراتية لكي تعين المنظمة الدولية على التصدي للقضايا الإنسانية والثقافية، quot;وهي تشجيع التفاعل بين الحضارات وبناء علاقات دولية على اسس الإحترام والتعايش، وإعتماد الإمارات على أعلى تقنيات المعلومات والإتصال واستخدامها كمورد حيوي للتنمية الثقافية، والتأكيد على العلاقة القوية بين التعليم والثقافة، ودعوة منظمة اليونسكو لتكون ضمير العالم وتتخذ من العمل الثقافي أداة لقيادة العالم للتقدم وحل مشاكله.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته أمام منتدى القادة أن على المنظمة الدولية الإستمرار في ممارسة دورها، لمساعدة كافة دول العالم للمحافظة على تراثها، وإتاحة الفرصة لها لعرض ثقافتها، وتشجيع التبادل الثقافي ودعم الإبتكار والإبداع.
حكمة زايد
اللافت في كلمة وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتي ربطه بين احتفال الإمارات بعيدها الوطني وتأسيس الدولة قبل 42 عامًا وبين أسس العمل في اليونسكو.
فقد أكد أن العالم أصبح في الوقت الراهن في أشد الحاجة إلى الحكمة، quot;وهي واحدة من أهم الصفات التي كان يتمتع بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، والذي كان يلقب بحكيم العرب، والعالم الآن في حاجة إلى حكمة القائد والمواطن على السواء، لأن الحكمة هي السبيل لحل مشاكل العالم وتحقيق الرخاء الإقتصادي، ونشر قيم السلام والتعايش بين الجميع، ويرتبط دور يونسكو بتعميق مبادئ الأمل والتعاون والإستقرار والرخاء للجميعquot;.
بدايات منتدى القادة
تجدر الإشارة إلى أن منتدى القادة انطلق للمرة الأولى في العام 2009، وبادر إلى طرح فكرته سفير اليونان السابق جورج انتاسوبولس الّذي كان رئيسًا للدورة 35 للمؤتمر العام، وأراد من خلاله الخروج على الروتين الإداري والقوالب الفكرية الجامدة، وإعطاء عمل يونسكو أبعادًا دولية وحضورًا بارزًا في محافل الإعلام ووسائل التواصل والتخاطب.
وفي العام 2011، وخلال الدورة 36 للمؤتمر العام، أفردت المديرة العامّة السيّدة إيرينا بوكوفا مساحة واسعة لـquot;المنتدىquot;، وكرّسته محورًا أساسيًّا في فعاليات المؤتمر العام.
ودعت إليه قادة من العالم أسهمت نقاشاتهم في إثراء برامج يونسكو وإعادة تصويب بوصلة مقرّراتها ومضامينها. وعلى المستوى العملي، يتحدّث القادة أو ممثّلوهم من وزراء ومسؤولين من 3 إلى 4 دقائق لعرض رؤى وتصوّرات بلادهم لقضايا التربية والتنمية المستدامة. وبعد ذلك، يستطيعون التدخّل مرّات عدّة إذا رغبوا في ذلك، للتعليق على مداخلات الحاضرين أو الإجابة عن أسئلتهم.
إهتمام بالثقافة
وتهتم دولة الإمارات بالعمل الثقافي بصورة لافتة. فقد وصلت النهضة الحضارية في الإمارات إلى أعلى مراحلها، ووسط ذلك تتطلع الإمارات إلى أن يكون لها دور على خارطة العمل الثقافي الدولي، خصوصًا أن أدوار الدول لا تقاس بالتأثير السياسي والإقتصادي فحسب، بل يعد للدور الثقافي والحضاري، والذي يسمى بالقوة الناعمة أهمية خاصة في معايير تقييم تحضر الدول وتقدمها.
ويتولى عبدالله علي مصبح النعيمي منصب سفير الإمارات في منظمة يونسكو. ومنذ توليه مقاليد هذا المنصب، يقوم بدور كبير في تأكيد مكانة الإمارات الثقافية والحضارية من خلال المنظمة الدولية المرموقة التي تحظى باحترام العالم، خاصة أن مجالات عملها ترتبط بنشر قيم السلام والتسامح ومحاربة التطرف.
ونجح النعيمي في الوصول بالدور الإماراتي في يونسكو إلى أعلى درجات التأثير، سواء على مستوى الوفود العربية أو المنظمة الدولية - ليونسكو بشكل عام.
التعليقات