ارتفعت أصوات دولية، وأغلبها يهودية، تطالب ألمانيا الاسراع في الكشف عن تفاصيل نحو 1400 لوحة فنية كان النازيون اخفوها بعدما صنفوها فنًا منحطًا، ووجدت في شقة بميونخ، وبينها لوحات غير معروفة لبيكاسو وشاغال وماتيس.



لندن:اعلنت الحكومة الالمانية عزمها على البحث عن المالكين الشرعيين للأعمال الفنية التي سرقها النازيون، وعُثر عليها أخيرًا في شقة بجنوبي المانيا. وجاء الاعلان وسط دعوات إلى نشر قائمة كاملة بهذه الأعمال، التي تزيد قيمتها على 1.35 مليار دولار. وقال شتيفان زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الالمانية، إن السلطات الاتحادية والاقليمية التي تحقق في قضية الأعمال الفنية المسروقة، ومنها اعمال للفنانين بيكاسو وماتيس، اجرت محادثات بهذا الشأن أخيرًا. واضاف زايبرت أن ممثلي وزارتي الثقافة والمالية وولاية بافاريا الجنوبية اتفقوا على انهم يريدون البحث عن مناشئ الأعمال الفنية وعائديتها بسرعة أكبر.
واضاف زايبرت: quot;السلطات تريد الاعلان فورًا عن الأعمال التي ليس لها سجل خاص بتملكها، ومراعاة الجوانب القانونية في التحقيق الجاريquot;، واعدًا باعلان المزيد من التفاصيل هذا الاسبوع.
الظلم مستمر
وأدلى رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي بدلوه في القضية، داعيًا إلى نشر قائمة كاملة بهذه الأعمال. وقال لاودر لصحيفة فيلت الالمانية إن للوقت أهمية بالغة نظرًا إلى أن ورثة هذه الأعمال اشخاص طاعنون في السن، وإن الظلم الواقع عليهم سيستمر طالما بقي الابهام في هذه القضية.
وأكد قائلًا: quot;على الحكومة الالمانية أن تعرض هذه اللوحاتquot;، لافتًا إلى أن وقتًا ثمينًا هُدر، وان العمر يتقدم بمن يدَّعون الحق في هذه الأعمال والشهود المحتملين.
اضاف: quot;الظلم لن يُرفع طالما لا وضوح بشأن المالكين، وإن لم يحدث شيء سنزيد الضغطquot;.
ورغم الضغوط الدولية، فإن المحقفقين الالمان رفضوا نشر جردة كاملة بالأعمال الفنية، متعللين بالحاجة إلى المزيد من الوقت لتصنيفها، وتوخي الدقة في تحرياتهم.
فن منحط
ووجهت السلطات تهمة التهرب من الضرائب وحيازة ممتلكات بصورة غير قانونية ضد كورنيليوس غورليت، الذي عُثر في شقته في مدينة ميونيخ في شباط (فبراير) 2012 على أكثر من 1400 عمل فني، بينها اعمال للفنانين بابلو بيكاسو واوغوست رينوار وهنري ماتيس، لكن القضية لم تُعرف إلا قبل أيام عندما كشف عنها تقرير في مجلة فوكوس.
وغورليت هو ابن هيلدبراند غورليت، الذي كان في زمن النازيين تاجرًا فنيًا ومقتني اعمال فنية، جمع لوحات عديدة في الثلاثينيات والأربعينيات.
وكان النازيون كلفوا هيلدبراند غورليت ببيع الأعمال الفنية التي سرقوها من مقتنين يهود وآخرين، أو صادروها في اطار حملتهم على الفن الطليعي، أو ما كان النازيون يسمونه quot;الفن المنحطquot;، على أن يبيعها مقابل عملات أجنبية.
وقال زايبرت إن السلطات تدرك أن قضية الأعمال الفنية المسروقة والعثور عليها اثارت تساؤلات عديدة بين المنظمات اليهودية التي تمثل ضحايا كبار السن، وهم يريدون إجابات سريعة.
فرصة استعادة اللوحات
وتوصل جرد اجرته السلطات الجمركية إلى أن النازيين سرقوا 315 عملًا من متاحف عامة في اطار حملتهم ضد الفن الطليعي quot;المنحطquot; بنظرهم، كما افادت مجلة فوكوس، التي اماطت اللثام عن القضية. وكانت تلك الأعمال ملكية عامة وقتذاك، ولن تتمكن المتاحف ولا اصحابها الأصليون من استعادتها، بحسب مجلة فوكوس.
لكن الوثاق التي صودرت من الشقة تؤكد أن مقتنين يهودًا باعوا 194 عملًا فنيًا آخر بالاكراه. ويعني هذا أن لدى مالكيها الشرعيين أو ورثتهم فرصة كبيرة لاستعادتها.
وجاء في تقرير إدارة الجمارك التي جردت الأعمال الفنية أن هناك شكوكًا في أن يُقدَّم غورليت، الذي اخفى الأعمال الفنية في شقته طيلة هذه السنوات، إلى المحاكمة رغم أن السلطات الالمانية تحقق معه بتهمة التهرب من الضرائب وتسلم بضائع مسروقة.
وكانت الشرطة استجوبت غورليت الذي كان حاضرًا عندما دهمت السلطات شقته وافرجت عنه من دون تهمة.
أعمال أخرى
وأُرسل خبراء قانونيون إلى ميونيخ ليحاولوا تسريع عمل السلطات المحلية في التحقق من ملكية هذه الأعمال وحق المطالبين بها.
في هذه الأثناء، قالت مجلة شبيغل إنها تسلمت رسالة بتوقيع غورليت، يطلب فيها ألا يُستخدم اسم عائلته بالارتباط مع النازيين.
وصادرت السلطات قبل ايام 22 لوحة من منزل نيكولاوس فريسلر، شقيق زوجة غورليت، قرب مدينة شتوتغارت، بحسب صحيفة بيلد آم زونتاغ. وقالت الصحيفة إن فريسلر نفسه اتصل بالشرطة لتسليم الأعمال الفنية.
وكان غورليت عاش معتكفًا، يكسب رزقه من بيع لوحات ورثها عن والده. ويبدو أن والده احتفظ بالكثير من الأعمال الفنية حتى بعد التحقيق الذي اجرته سلطات الاحتلال الاميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإلى جانب بيكاسو ورينوار وماتيس، تضم الأعمال الفنية التي عُثر عليها اعمالا لم تكن معروفة من قبل للفنانين مارك شاغال واوتو ديكس.