حذّر وزير شؤون التنمية الدولية البريطاني آلان دنكان، من أن الاستجابة الدولية للأزمة السورية، يجب ألا تنسينا احتياجات من هم بحاجة أكبر للمساعدة، وذلك في إشارة للأردن.
أكد وزير الدولة البريطاني، خلال مؤتمر صحافي في عمّان أن تركيز المجتمع الدولي يجب أن ينصبّ أيضاً على المجتمع الأردني الذي يعاني أزمة اقتصادية وارتفاعًا في أسعار السلع والإيجارات والوقود، جنبًا إلى جنب مع اهتمامه باللاجئين السوريين.
وعُقد المؤتمر الصحافي في منزل السفير البريطاني لدى المملكة بيتر ميليت الأربعاء. وقال دنكان إن من شأن المساعدات البريطانية ضمان أن يكون الأردن أكثر قدرة على تحمل عبء السكان المتنامي عددهم، مع ضمان عدم نسيان من هم أكثر حاجة للمساعدة.
وأعلن دنكان عن التزام بريطانيا بتقديم 12 مليون جنيه استرليني للبلديات الأردنية التي ترزح تحت العبء الأكبر لوجود اللاجئين السوريين فيها، عبر صندوق البنك الدولي.
واعتبر أن هذا الدعم سيساعد في ضمان أن يصبح الأردن أكثر قدرة على تحمل هذا العبء الملقى على كاهله، وأيضًا quot;ضمان ألا تنزلق الفئة الأكثر ضعفًا داخل الثغراتquot;.
مساعدة السوريين
وشرح الوزير البريطاني كيف سيساعد انفاق 11 مليون جنيه استرليني من الدعم البريطاني عشرات آلاف المحتاجين السوريين في الأردن، بمن فيهم كبار السن والمعوقون ومن لديهم أمراض مزمنة، إلى جانب اللاجئين الجدد القادمين من سوريا والعائلات المحتاجة التي تعيش في الأردن.
وقال إننا نعمل مع منظمات شريكة، من بينها كير والمنظمة الدولية للمعوقين واليونيسيف والمجلس النرويجي للاجئين، وسوف تساهم المساعدات البريطانية في:
- ضمان أن 7,500 شخص مصنفين على أنهم ldquo;محتاجونrdquo; سوف يحصلون على المواد الغذائية والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي.
ـ توفير تأهيل بدني وأطراف صناعية للمعوقين ووسائل تساعدهم على التنقل ودعم لمن يعتنون بهم.
ـ تحديد المباني غير المستغلة التي يمكن تصليحها لكي يستخدمها اللاجئون.
تقديم مساعدات نقدية لما يفوق 20,000 شخص، بمن فيهم العائلات التي تتحمل عبئًا فوق طاقتها بالمجتمعات المضيفة في الأردن لمساعدتها في شراء المواد الغذائية والملابس ولوازم التدفئة.
ـ تحسين توفر المياه والصرف الصحي لأكثر من 120,000 لاجئ في مخيم الزعتري، بما في ذلك توفير محطات لمعالجة المياه وتوسيع شبكة أنابيب المياه.
وقال ألان دنكان في تصريح أدلى به أثناء زيارته إلى الأردنquot;إنه مع ارتفاع عدد الفارين من القتال في سوريا يوميًا، علينا كمجتمع دولي بذل كل ما باستطاعتنا لضمان توفير الاحتياجات الأساسية لهم للعيش، من مياه ومواد غذائية وأدويةquot;.
وقال إنه من المؤسف أنه في أزمة بهذا الحجم فإن الأكثر حاجة،أيكبار السن والمعوقين ومن يعانون من أمراض مزمنة، بين المحتاجين لمساعدات تنقذ حياتهم، لا يحصلون على المساعدة لمجرد أن ليس باستطاعتهم المطالبة بها.
الأكثر تعقيدًا
ووصف الأزمة السورية بأنها quot;الأكثر تعقيداًquot;، وتحدث عن ضرورة بناء quot;سوريا جديدةquot;، مؤكدًا أن ذلك لا يتحقق الا من خلال quot;جلوس جميع الاطراف المعنية للحوار ووقف الدماءquot;.
وبخصوص الدعم الجديد للاجئين السوريين في المملكة، أوضح أنه سيقدم عبر منظمات شريكة، وسيضمن كذلك حصول 7.500 شخص من quot;الفئة الضعيفةquot; على الغذاء والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي.
وقال وزير الدولة البريطاني إن الدعم سيعمل على توفير خدمة إعادة التأهيل البدني، والأطراف الاصطناعية والوسائل المعينة على التنقل وتقديم الدعم لمقدمي الرعاية، وتحديد المباني غير المستغلة التي يمكن إصلاحها لاستخدامها من قبل اللاجئين، وكذلك إعطاء مساعدات نقدية لأكثر من 20 ألف شخص، بما في ذلك المجتمعات المضيفة، لشراء الضروريات مثل الغذاء و الملابس ووسائل التدفئة، والمساعدة النقدية غير المشروطة لـ770 أسرة سورية لتلبية الاحتياجات الفورية والأساسية.
وأكد دنكان توفير المياه المحسنة والصرف الصحي لـ120 ألف لاجئ في مخيم الزعتري، بما في ذلك محطة لمعالجة المياه ومد الأنابيب لتغطية المياه.
وحدد الوزير دنكان المنظمات الدولية التي ستتلقى الدعم، منها 3.4 ملايين جنيه استرليني لـquot;هاندي كاب انترناشيونالquot;، و4.3 ملايين لـquot;اليونيسيفquot;، ومليون واحد للمجلس النرويجي للاجئين، ومليونان لمنظمة quot;كيرquot;، و400 ألف للمنظمات الإنسانية العاملة في الأردن لتوفير الطرود الغذائية ومستلزمات النظافة لأكثر من 4.300 لاجئ عند وصولهم عبر الحدود، فضلاً عن توفير المأوى لنحو 4 آلاف وافد جديد من سوريا.
وكالة غوث اللاجئين
واكد دنكان أن زيارته للأردن، لم تقتصر فقط على تقديم الدعم للاجئين السوريين والمجتمعات المحلية، مشيراً الى اهتمام بلاده quot;المستمر والشاملquot; بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الأنرواquot;.
وقال إنه زار الوكالة الثلاثاء، وكذلك مخيم الحسين الذي أنشئ منذ العام 1948.
وفي هذا الصدد، عبر دنكان عن أمله بأن لا يصبح مخيم الزعتري على غرار quot;مخيم الحسينquot;، بمعنى أن لا يصبح مخيمًا دائمًا، قائلاً: quot;نتمنى أن يجد السوريون مكانًا آمنًا هنا حتى عودتهم بسلامة إلى وطنهمquot;.
وفيما أكد أن بريطانيا تدعم quot;الأونرواquot; بشكل كبير، اشار الى مشكلات إضافية لدى الوكالة، بسبب اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، وكذلك لصعوبة اوضاع من بقي منهم داخل بلدهم.
وفي الأخير، رد وزير الدولة البريطاني على سؤال حول حصول الأردن على مقعد مجلس الأمن، بقوله: quot;سمعت أن هناك احتمالاً أن يتولى الأردن مقعداً في المجلس، وإن حصل هذا فمن المؤكد أنه سيكون أمراً مثيرًا للاهتمام، ونحن نتابع التطورات عن كثبquot;.