بدأت معركة القلمون أم لم تبدأ ميدانيًا، لا يهم... فالإعلام الممانع بدأها بكشف مشاركة صواريخ بركان التابعة لحزب الله، بينما كشف إعلام آخر خطة الحزب لقضم القلمون طائفيًا.


لم تبدأ حتى الساعة معركة القلمون، التي تبارى إعلام النظام السوري وحزب الله على التهويل فيها بالقصير-2، أو تل كلخ-2. فالمعركة الحقيقية لم تبدأ، بل تتأكد لحظة بعد أخرى، من مجريات الأحداث في مدينة قارة، أنها معركة قضم بامتياز، تبدأ من قارة لبسط السيطرة على كامل المنطقة لتأمين طرق إمداد حزب الله، ومنع انطلاق معركة دمشق، وتحقيق حلم quot;الحزب اللهيينquot; بتأديب عرسال وجرودها، بسبب دعمها للثورة السورية واحتضانها للاجئين السوريين.

تسريبات للوطن

وقد تسربت المعلومات حول خطة القضم التي وضعها حزب الله في القلمون للاعلام، نشرتها صحيفة الوطن السعودية، بعدما حصلت عليها من مصادر داخل حزب الله نفسه. وتفيد الوثائق المسربة بأن القيادة الميدانية للحزب في سوريا وضعت اللمسات الأخيرة على خطط سيستخدمها كذريعةً لاقتحام القلمون، وتعزيز موقف بشار الأسد في جنيف-2.

وتوضح الوثائق خطة تمكن حزب الله من السيطرة على أحد المواقع الاستراتيجية في صيدنايا، بالتزامن مع قصف سوري على مواقع المعارضة في القرى اللبنانية المتاخمة للحدود في عرسال، وفقا للخطتين (أ) و (ب) المعتمدتين للسيطرة على القلمون.

كما كشفت الوثائق عن تفعيل الحزب عملاء وجواسيس له، يتواجدون اليوم في القلمون ضمن صفوف الثوار، يزودونهم بمعلومات مغلوطة لاستدراجهم إلى مواقع تعرضهم للإبادة تحت قصف مكثف، تتبعه اقتحامات مباغتة من القوات الخاصة للحزب بغطاء ناريٍ وجوي من طائرات النظام السوري، فيما تقوم طائرات الاستطلاع والبث الإلكتروني بالكشف عن تنقلات المقاتلين، فضلًا عن التشويش بأجهزة متطورة على اتصالاتهم واختراقها.

وأشارت الوطن السعودية إلى أن الأمانة العامة في حزب الله قررت إخضاع بعض قيادات الحزب لتحقيق سري، لمعرفة مسرب وثائق مخطط اقتحام القلمون، بينما أيدت إحدى وسائل إعلام حزب الله المعلومات بإعلانها بدء تنفيذ خطة quot;قضم القلمون البطيءquot;، في إشارة لأهمية المنطقة بالنسبة للحزب والنظام السوري.

ونقلت الوطن عن مصدر مطلع على التحقيق الداخلي في حزب الله قوله: quot;بات الحزب يشهد نوعًا من الارتباك وعدم الثقة، خصوصًا في قيادات الصف الأول، بعد تسريب المعلومات التي تهدف إلى إفـراغ المنطقة من سكانها، وإحلال سكان بديلـين عنهم، في إطار خطة تهجيرٍ طائفية، وتطويق دمشـق من الجهة الشماليـة لحمايتها من سيطرة الثوار أو تقدمهم، إضافة إلى دعـم قوات النظام بما يسمح له بأن يضع شروطه على مائدة جنيف-2quot;.

تكتيك مختلف

ونقلت الرأي الكويتية عن قياديين في حزب الله كشفهم المزيد عن مجريات معركة القلمون، التي بدأت فعلًا على مثلث القلمون - الزبداني - جرود عرسال، فقالوا: quot;تخضع هذه المعركة لمعايير تكتيكية مختلفة عن تلك التي اعتُمدت في معركة القصير المفصلية، فالتخطيط الهجومي يأخذ في الاعتبار المساحة الجغرافية الشاسعة والظروف المناخية، والحاجة الى ضمان الحدّ من الخسائر في القوى المهاجِمة بعدما استشهد لنا في القصير نحو 130 مقاتلًا، والاحكام الاستباقي للطوق على المسلحين تجنبًا لفرارهم الى أمكنة اخرى، واضطرارنا لمعاودة قتالهم مرة اخرى على جبهات مختلفة، وهو ما حصل ايضًا في القصير عندما فرّ نحو 2000 مسلح منها وانضم معظمهم الى آلاف المسلّحين المتحصّنين الآن في القلمونquot;.

ونقلت جريدة الجمهورية اللبنانية عن مصدر قريب من دوائر القرار في دمشق تأكيده تعاون اهالي القلمون وفاعلياتها مع القيادة السورية، خلافًا لاهالي القُصير الذين شكّلوا بيئة حاضنة للثوار.

وتقول الصحيفة quot;تجلّى هذا التعاون من خلال زيارة قام بها وفد من فاعليات بلدات القلمون ووجهائها، ولا سيما منها قارة والنبك ويبرود، الى الرئيس السوري بشار الاسد، طالبًا منه السعي لعدم مشاركة حزب الله اللبناني والعراقي (لواء ابو فضل العباس) عسكريًا في معركة القلمون، مقابل الضغط على المجموعات المسلحة لإخلاء قواعدها داخل بلداتهم، وطرد المقاتلين الاجانب المنضوين في صفوف جبهة النصرة وغيرها من الكتائب المسلحة الى العمق اللبناني من بوابة عرسالquot;.

وبحسب الجمهورية، تتخوّف المجموعات المسلحة من اشراك الوحدات الصاروخية لحزب الله في المعركة، خصوصًا وحدة صواريخ البركان التي حققت انتصارات كبيرة على اسرائيل خلال حرب تموز وتضمّ ترسانتها 21 صاروخًا من نوع quot;بركانquot; تُطلق في الوقت نفسه وتمتاز بدقة تحقيق الأهداف العسكرية وتحدث دمارًا أشبه بالزلزال.

خبراء روس

وليس حزب الله وحده في ميدان القلمون، فقد كشفت مصادر مطلعة لجريدة السياسة الكويتية أن خبراء عسكريين روساً وبلغاريين يرتدون لباسًا مختلفًا عن الجيش السوري النظامي، ظهروا للمرة الأولى بشكل علني وهم يديرون مواقع صاروخية ويسددون أهداف المقاتلات الجوية، ويستخدمون أنواعًا جديدة من قذائف المدفعية متوسطة وبعيدة المدى، ذات قدرات تدميرية هائلة لم تستخدم منذ بداية الحرب السورية، قبل ما يقارب السنوات الثلاث، خصوصًا بعدما سلمت موسكو دمشق في اواخر ايلول (سبتمبر) الفائت شحنات بحرية من قطع غيار مقاتلات ميغ وسوخوي ومعدات أكثر تطورًا لها، مع 250 خبيرًا جويًا عسكريًا روسيًا للاشراف على إحدى أكبر ورشات تصليح الطائرات في تاريخ سوريا.

ونقلت المصادر نفسها عن المعارضة السورية في القاهرة تأكيدها أن الولايات المتحدة علمت بتدخل الجيش الروسي في الحرب السورية بهذا الشكل الواسع، كما تعلم بتسلم سلاح الجو السوري 24 مقاتلة ميغ-29 وسوخوي، إلا أنها لم تحرك ساكنًا لأن المسؤولين الروس زعموا أنه تم تسليم نظام الأسد هذه الطائرات لاستخدامها ضد القوات السلفية والتكفيرية.

كما نقلت السياسة الكويتية عن مغتربين لبنانيين منتسبين إلى الحزب الجمهوري في واشنطن طلبهم من الكونغرس التدخل الفوري لدى الإدارة الأميركية لمنع إقدام نظام الاسد على فتح معركة القلمون، التي ستقذف بأكثر من مليون سوري داخل الحدود اللبنانية هربًا من المجازر المتوقعة، خصوصًا مع التورط الكبير لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ما يزيد عجز الدولة اللبنانية، التي ستضطر إلى احتضان سوريين يوازي عددهم عدد سكان لبنان، إذا أضيفت اليهم أعداد الفلسطينيين اللاجئين والهاربين أخيرًا إلى لبنان التي بلغت 400 ألف لاجئ أو أكثر. وطلبت المجموعة تزويد لبنان ببطاريات باتريوت المضادة للطائرات أسوة بتركيا والاردن، لصد الغارات الجوية السورية على الأراضي اللبنانية.