دمشق: تواصلت الاحد حملة القصف الجوي على مدينة حلب وريفها في الشمال لليوم الثامن على التوالي، وتسبب هذا القصف بالبراميل المتفجرة من طائرات مروحية بمقتل 56 شخصا بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد ان بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة، لافتا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع كون عشرات الاشخاص اصيبوا بجروح بالغة او لا يزالون مفقودين.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان النظام السوري quot;يحاول تأليب السكان المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ضد الاخيرة، وللقيام بذلك فانه يقتل ويجبر الناس على الفرارquot;.

وتحدث مركز حلب الاعلامي عن quot;مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانوquot; في شرق حلب، مشيرا الى ان quot;البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (بولمن) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العامquot;.

وذكر quot;مجلس محافظة حلب الحرةquot; ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع quot;ما أدى الى اصابة اربعين طالبا بجروحquot;، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة واصيب آخرون.

واصدر المجلس الذي يتولى ادارة شؤون المواطنين في المنطقة الخالية من المؤسسات الحكومية بيانا اعلن فيه اقفال المدراس في منطقة حلب.

وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تتضمن صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق.

وندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالهجمات على حلب مجددا دعوته الى اعلان منطقة حظر جوي.

ونددت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في تقرير صدر عنها السبت بتصعيد النظام عمليات قصفه الجوي على منطقة حلب.

وقالت ان quot;القوات الحكومية تسببت بكوارث في حلب خلال الشهر الاخير، وهي تقتل الرجال والنساء والاطفال من دون تمييزquot;، مضيفة ان quot;سلاح الجو السوري اما غير كفوء الى حد الاجرام ولا يكترث لقتل اعداد كبيرة من المدنيين، واما يتعمد استهداف المناطق التي يوجد فيها المدنيونquot;.

من جهتها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاحد عن مقتل ثمانية اشخاص هم ستة تلامذة مدرسة وموظفان quot;في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقيquot;.

واشارت الى quot;اصابة 34 مواطنا غالبيتهم من التلاميذ والكادر الاداري والتعليمي في المدارس الموجودة ضمن التجمع، اضافة الى الحاق أضرار مادية كبيرة بمباني المدارس وبناها التحتيةquot;.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الخبر، مشيرا الى ان بلدة ام العمد تضم سكانا ينتمون الى الطائفة الشيعية. واورد من جهته حصيلة من 12 قتيلا.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد ان هناك نصف مليون جريح في سوريا يفتقد العديد منهم الى العلاجات الاساسية، مشيرة الى quot;صعوبة فائقةquot; في ايصال المساعدات الى الناس في سوريا.

ونقلت اللجنة في بيان صدر عنها عن رئيس بعثتها في سوريا ماغني بارث ان quot;حصيلة القتلى ترتفع. (...) هناك نصف مليون جريح تقريبا في كل انحاء سوريا والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الالاف معتقلينquot;.

وتابع ان quot;الامدادات بالغذاء والحاجات الاخرى الاساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرةquot;.

واشار بارث الى ان quot;شرائح واسعة من السكان، لا سيما في مناطق متأثرة مباشرة بالقتال بما فيها شرق حلب، تعاني من نقص في العناية الطبيةquot;.

ودعا البيان quot;كل الاطراف في سوريا الى تطبيق القانون الانساني الدوليquot;.

وقتل في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 اكثر من 126 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيانها اليوم ان 32 متطوعا في الهلال الاحمر السوري قتلوا خلال النزاع.

على صعيد آخر، تم الافراج عن منذر خدام، القيادي في المعارضة السورية المقبولة من النظام والموجودة داخل سوريا، بعد ساعات من اعتقاله على ايدي جهاز امني، بحسب ما ذكر حسن عبد العظيم، رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي ينتمي اليها خدام لوكالة فرانس برس اليوم الاحد، بعد quot;ضغوط روسية ودوليةquot;.

في بريطانيا، جددت عائلة الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي في سجن سوري بعد سنة من الاعتقال، اتهام السلطات السورية بقتله.

وقالت شقيقته سارة لتلفزيون quot;سكاي نيوزquot; ان العائلة مقتنعة ان خان quot;لم ينتحر وانه لامر مقزز ان يشعر السوريون ان في امكانهم اعطاءنا تفسيرات متعددة لوفاتهquot;.

ودعت السلطات البريطانية الى quot;مساعدة العائلة على الحصول على هذه الاجوبةquot;، واصفة ما حصل لشقيقها بانه quot;ظلم قاسquot;.

ورأى شقيقه شاه خان ان عباس قتل quot;لانه بريطاني مسلمquot;، متهما الحكومة البريطانية بالتلكؤ لشكوك لديها بسبب هذا الامر.

وفي رسالة وجهها الى عائلة الطبيب الاحد، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان quot;وفاة عباس هي مأساة تثير الاشمئزاز والغضب، وعلى النظام السوري ان يقدم توضيحاتquot; لما حصل.

وكان الصليب الاحمر نقل السبت جثة الطبيب من دمشق الى بيروت حيث تم تسليمها الى افراد من عائلته ومسؤولين في السفارة البريطانية قبل ان تصل في وقت لاحق الى بريطانيا حيث ستخضع لعملية تشريح.

واعلنت دمشق الاربعاء ان الطبيب اقدم على quot;الانتحار شنقاquot; في السجن، مشيرة الى انه كان موقوفا لقيامه باعمال quot;غير مسموحةquot;.