وصول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة واجتماعه مع مرسي في زيارة تاريخية، لا يعني لوسائل الإعلام الإسرائيلية بناء علاقات قوية بين البلدين، وإنما سيعود أحمدي نجاد خالي الوفاض وينهي زيارته بالفشل الذريع.


تراقب إسرائيل عن كثب زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التاريخية إلى مصر، وهي الزيارة التي حكمت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية بالفشل وراهنت على إخفاقه في بناء علاقة متينة مع مصر، مشيرة إلى أن الرئيس الإيراني سيعود إلى طهران بعد انتهاء أعمال القمة الإسلامية خالي الوفاض، ولن يكون في جعبته إنجازات تذكر رغم أن زيارته وُصفت بالتاريخية كونها الاولى لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979.
ورأى quot;يارون فريدمانquot; محلل الشؤون العربية في صحيفة quot;يديعوت آحرونوتquot; الإسرائيلية أن زيارة أحمدي نجاد هي زيارة تاريخية رمزية لكنها محكوم عليها بالفشل مسبقا، مؤكدا أن تلك الزيارة لن تعدو أكثر من زيارة رمزية.
وقال quot;فريدمانquot;: للمرة الأولى منذ 43 سنة، يزور رئيس إيراني مصر بمناسبة مؤتمر القمة الإسلامية، لكن طالما لم ينجح الإسلام في حل المشاكل الصعبة لمصر وطالما أن الفجوة الإيديولوجية والدينية بين القاهرة وطهران لا يمكن جسرها، فإن تلك الزيارة لن تعدو أكثر من عرض قوة وهمي للرئيس مرسي وعرض كاذب للوحدة الإسلامية من الجانبين.
وأضاف quot;فريدمانquot; أن الرئيس المصري يدرك جيداً أن الشرط الوحيد لنجاحه وبقاء نظامه هو المساعدة الاقتصادية الحقيقية من أوروبا والولايات المتحدة، وبناء عليه فإن أي علاقة مع إيران المفروض عليها عقوبات وعزلة دولية قد تنسف جهود مصر لمواصلة الحصول على تلك المساعدات، علاوة على ذلك فإن الرئيس مرسي لا يمكنه خيانة أشقائه في سوريا من أعضاء منظمة quot;الإخوان المسلمينquot; والحلفاء الإسلاميين الذين يديرون حرباً ضروساً ضد نظام الأسد المدعوم من إيران، ومن ثم ليس من المنطقي أن يطعن مرسي الثوار السوريين في ظهورهم ويستأنف العلاقات مع طهران في هذا الوقت تحديداً.
واستنتج quot;فريدمانquot; من ذلك أن زيارة quot;أحمدي نجادquot; لمصر لها أهداف رمزية فقط، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني الذي فشل في كافة المجالات وقاد بلاده للعزلة الدولية والأزمة الاقتصادية يريد أن يحقق أمام شعبه إنجازاً دبلوماسياً وهمياً قبل انتهاء فترة ولايته هذا العام على هيئة الجسر التاريخي بين إيران ومصر.
وتوقع quot;فريدمانquot; أن يستغل quot;مرسيquot; من جانبه وصول الوفد الإيراني رفيع المستوى لمصر لمحاولة تحقيق حل وسط في الشأن السوري من أجل التغطية على الأزمة الداخلية في مصر حتى يستطيع تقديم نفسه كزعيم يحافظ على الدور المهم لمصر في حل الأزمات الإقليمية، مثلما فعل مؤخراً في أزمة غزة. علقت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية على زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقاهرة خلال مشاركته للقمة الإسلامية التي ستعقد في القاهرة غدا الأربعاء، واصفة إياها بالزيارة التاريخية التي ستبوء بالفشل، على حد وصفها.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن أحمدي نجاد قال إن الوحدة الإسلامية بين مصر وإيران يمكنها القضاء على quot;الكيان الصهيونيquot; والقضاء على سيطرة الولايات المتحدة على الشرق الأوسطquot;، لكن مرسي على عكس أحمدي نجاد منذ وصوله إلى السلطة يحافظ على الخط المحافظ والحذر الشديد في الشؤون الخارجية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
ومن بين الأسباب التي رجحتها الصحيفة الإسرائيلية لعدم عودة العلاقات مرة أخرى هو الهجوم الشديد الذى تبنته جماعة الإخوان ومرسي ضد نظام بشار الأسد ورعاية طهران له ومساندته، مضيفة أنه من غير المقبول أن تضع القاهرة سكينا في ظهر الثوار السوريين خاصة في هذا الوقت بتجديد علاقاتها مع طهران.
وأضافت يديعوت أنه كان السبب الرئيس قطع العلاقات بين إيران ومصر في عام 1980 التوقيع على معاهدات السلام المصرية مع إسرائيل، لذلك حتى من الجانب الإيراني يبدو من المحتمل أن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة ستكون quot;صفرquot;، لأن كلا الجانبين يدرك أن مصر لا يمكنها إلغاء الوضع الحالي لاتفاقات السلام مع تل أبيب.