عندما أعلنالأمير سطام بن عبدالعزيز تبرعه بكامل أعضاء جسده للمرضى المحتاجين، شكل بذلك دافعًا لكثير من السعوديين للقيام بخطوات مماثلة في سبيل خدمة الإنسانية، وانقاذ حياة مرضى يحتاجون لتلك الاعضاء.


الرياض: ترك الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والذي توفي أمس، سجلاً حافلاً من الانجازات والمبادرات اللافتة، والتي كان من ضمنها، توقيعه على وثيقة تبرع بكامل أعضاء جسده لإنقاذ حياة مرضى محتاجين لتلك الأعضاء.
ووقع الأمير الراحل على بطاقة التبرع بالأعضاء التابعة للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي السنوي للجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى الذي نظم بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي في الرياض.
وقال الأمير سطام في بطاقة التبرع بالأعضاء التي وقعها: (أقر أنا الموقع أدناه بأنني أخبرت أقربائي بشأن رغبتي في التبرع بأعضائي المبينة أدناه بعد وفاتي، وذلك بغرض زراعتها لمن يحتاج إليها من إخوانه المرضى.. والله خير الشاهدين) وهي البادرة التي لاقت استحسان الحضور في ذلك الوقت.
وقالت صحيفة الرياض السعودية إن الأمير سطام أراد بهذه البادرة أن يكون قدوة لغيره في هذا العمل الانساني النبيل لما لمسه من معاناة المرضى وحاجتهم لمتبرع في الاعضاء من المتوفين لينقذ حياة اشخاص آخرين ممن هم بحاجة ماسة لبعض الأعضاء خصوصاً الكليتين والقلب والكبد والرئتين والقرنيتين.
وتوفي الأمير سطام عصر أمس بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز الـ73 عاماً. والأمير سطام هو الابن الثلاثون لمؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
ولد الأمير سطام بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1360 هـ 1941م ونشأ وترعرع بها وبدأ دراسته الأولى في مدرسة الأمراء في الرياض، ثم التحق بمعهد الأنجال بمعهد العاصمة النموذجي.
بعد ذلك انتقل للدراسة ما بين عام 1961/1960 م الى الولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا, وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة سان دياغو الأميركية عام 1965م، ثم التحق بالعمل في إمارة منطقة الرياض كوكيل لأمير الرياض . وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة سان دياغو الأميركية في 1975م.
وبعد عودته الى المملكة بعد انتهاء دراسته في أميركا تم ترشيحه من قبل الراحل خادم الملك فهد بن عبدالعزيز عندما كان وزيرًا للداخلية والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ليكون نائباً لأمير منطقة الرياض ثم صدر أمر ملكي بتعيينه بمرتبة وزير، وأصبح الراحل أميرًا لمنطقة الرياض منذ نحو عام ونصف، وأبدى اهتماماً كبيرًا بتطوير منطقة الرياض.
واستطاع وضع بصمات واضحة في العاصمة، ويحسب له مواقفه وجهوده البارزة في كثير من مفاصل ومشاريع التنمية التي تعيشها الرياض. وواصل الأمير سطام فور تسلمه إمارة الرياض السير على نهج الأمير سلمان عندما كان أميراً للرياض في البناء والتطوير وتسريع وتيرة العمل ومتابعة مشاريع المنطقة، حيث دشن قبل فترة موقعاً إلكترونياً يتيح للمواطن والمقيم أن يخاطبه في أي وقت يشاء حول القضايا والشكاوى ذات العلاقة بالإمارة من دون تكبد عناء المراجعة، وتم إعداد الموقع وفق توجيهاته بحيث يحاكي المجلس اليومي للأمير إذ يمكن تقديم الطلبات من خلال عدة لغات لتخدم أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين، وكذلك النساء للتسهيل عليهن في تقديم طلباتهن إلى جانب خدمة القاطنين خارج مدينة الرياض وتوفير الكثير من الجهد والوقت.