جرح أكثر من950 روسياً بسبب انهمار وابل من النيازك على منطقة الأورال في وسط روسيا. وتحدث سكان المنطقة عن سماع أصوات انفجارات عنيفة، وعن تحطم نوافذ العديد من المباني.


موسكو: سقطت زخة نيازك صباح الجمعة على منطقة الاورال بوسط روسيا رافقها برق مشتعل وانفجارات عنيفة، مما ادى الى تحطم جدران ونوافذ واثارة الذعر واصابة مئات الاشخاص بجروح. وفي الساعة 9:20 (3:20 تغ) ظهرت كرة مشتعلة تتحرك بسرعة قصوى ويصاحبها ضوء أبيض ساطع في سماء تشيليابنسك التي يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة.

واعلن متحدث باسم وزارة الاحوال الطارئة في بيان أن quot;نيزكًا تفتت فوق الاورال واحترق جزئيًا في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. وتساقطت اجزاء منه على مناطق غير مكتظة بالسكان من تشيليابنسكquot;. وقال الخبير الروسي سيرغي سميرنوف لقناة quot;روسيا 24quot; إن النيزك الذي تفتت على ما يبدو على علو خمسة آلاف متر فوق الاورال كان وزنه quot;عشرات الاطنانquot;.

واشار التلفزيون الرسمي الى أن النيزك كان يتحرك من شمال الشرق نحو جنوب الشرق. ودوّت عندها انفجارات عدة أدت الى تحطم زجاج العديد من المباني. وقال مراسل محلي لقناة quot;روسياquot; العامة كان في حرم احدى الجامعات إنه رأى كرة من النار تندفع من احد هذه الانفجارات quot;في الاتجاه المعاكسquot;.

واعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الروسية الجمعة أن عدد الاصابات يزداد، كما نقلت عنه وكالة انترفاكس.

وصرح حاكم منطقة تشيليابينسك، ميخائيل يوريفيتشان quot;عدد الجرحى بلغ حوالى 950quot; فيما كانت حصيلة سابقة تشير الى اصابة اكثر من 500 جريح في المنطقة وعلى الاخص بشطايا زجاج بعد تحطم النوافذ بسبب قوة الصدمة

وبثت وسائل الإعلام الروسية مقاطع فيديو تظهر سطوع ضوء قوي، أعقبه ظهور جسم مشتعل يسقط من السماء بالمدينة قبل أن يرتطم بالأرض، مسبباً صوت انفجار قوي. واوردت قناة quot;روسياquot; أن اجزاء من النيزك سقطت في اماكن عدة من المنطقة. واظهرت لقطات في تشيليابنسك هبوط احد الاجزاء وسط وميض مشتعل.

كما اظهرت القناة مبنى تابعًا لمصنع في المدينة وقد دمر جزئيًا، وجدار وسطح منزل منهارين من دون التوضيح ما اذا كانت الاضرار ناجمة عن موجة الصدمة الناتجة عن الانفجارات في الغلاف الجوي، أو أن سقوط احد اجزاء النيزك. ولم تظهر أي حرائق في الصور.

واشار احد العاملين في المصنع لوكالة انترفاكس الى سقوط ثلاثة أو اربعة جرحى. كما اظهرت لقطات عرضتها قناة quot;روسياquot; في الجامعة عددًا من الشبان الملطخين بالدماء وقد اصيبوا بجروح على ما يبدو من شظايا الزجاج. واشارت وكالات الانباء الى سقوط العديد من الجرحى في احدى مدارس تشيليابنسك.

وقال مراسل قناة فيستي من مقره في تشيليابنسك quot;كنت في المنزل ورأيت شهبًا من الضوء فهرعت الى الشرفة وكان هناك خط شبيه بالخط الذي تخلفه الطائرات لكنه اكبر بكثير. وكان انطباعي الاول أن طائرة تحطمتquot;.

واظهرت تسجيلات فيديو قام سكان بتحميلها على الانترنت كتلاً نارية تعبر السماء على علو منخفض. وفي تسجيل آخر، بدا بعض السكان وقد خرجوا عاري الصدر من منازلهم وهم ينظرون الى الظاهرة فوق مبناهم بينما يسمع صوت الانفجارات.

وذكرت وكالة quot;نوفوستيquot; للأنباء بأن انفجاراً وقع على ارتفاع نحو 5 آلاف متر، شوهد في السماء، نتج عن احتراق مجموعة من النيازك، فيما سقط أحدها على الأرض، ونقلت عن مصدر أمني أن سقوط النيزك تسبب بانهيار جزء من جدار إحدى البنايات في مصنع quot;الزنكquot; بالمدينة.

وقال سكان منطقة تشيليابينسك إن الارض اهتزت والنوافذ تحطمت وانطلقت أجهزة الانذار في السيارات فترة سقوط النيازك.

وقالت معلمة من احدى مدارس تشيليابنسك لموقع quot;لايف نيوزquot; quot;في البدء كان هناك ضوء غير طبيعي أنار كل الصفوف في الجانب الايمن من المدرسة. ومثل هذا الضوء لا يشاهد عادة، ربما فقط عند نهاية العالم. ثم رأينا خطًا من الدخان كأنه ناجم عن طائرة لكن اكبر بعشر مراتquot;.

وقالت وكالة ايتار-تاس إن موجة الصدمة حطمت زجاج مكاتب الوكالة في وسط تشيليابنسك. واعلنت وزارة الاحوال الطارئة تعبئة 20 الف عنصر وضعوا في حالة تأهب بالاضافة الى ثلاث طائرات أو مروحيات لمعاينة الاماكن.

واغلقت المدارس في كافة انحاء المنطقة بينما كانت درجات 18 درجة تحت الصفر الجمعة في الاورال. الا أن السلطات دعت السكان الى عدم الاستسلام للذعر. واوردت وزارة الاحوال الطارئة على موقعها الالكتروني quot;لم يحصل اجلاء للسكان لأن مستوى الاشعاع ضمن المعايير. لذلك نطلب منكم عدم الهلعquot;.

وقال ممثل للوكالة الروسية للطاقة الذرية quot;روساتومquot; إن المنشآت النووية في المنطقة لم تتعرض لاضرار. واكدت وزارة الدفاع الروسية أنها لاحظت quot;سقوط جسم لم تحدد ماهيته (يرجح أنه نيزك) في الغلاف الجوي ورافقته انفجارات ووميض برقquot;.

واعلن مسؤولون عسكريون أن منشآتهم لم تتعرض لاضرار وارسلوا فرق استطلاع الى مكان سقوط النيازك. ولوحظت هذه الظاهرة ايضًا في مناطق عدة مجاورة من كازاخستان.

نيزك توغونتسكا سابقة شهيرة وغامضة منذ عام 1908


وسط وميض باهر وانفجارات قوية تساقطت النيازك على الاورال الجمعة مذكرة الروس بكارثة توغونسكا عام 1908 عندما اصطدمت كتلة فضائية هائلة بالارض في غابات سيبيريا.

فجر 30 حزيران/يونيو 1908 اشع وميض مبهر في السماء تلاه فجأة انفجار مروع دوى في جميع انحاء حوض نهر بودكامينايا تونغوسكا وهي منطقة شبه خالية من السكان في وسط سيبيريا.

وكدليل على القوة الاستثنائية لهذه الظاهرة اهتزت الارض وادت ذبذبات الصدمة الى اقتلاع الاشجار على مدى كيلومترات ونشرت الذعر في القرى. واحترقت غابات المنطقة في دائرة قطرها 20 كلم على الاقل.

في الليلة التالية لاحظ مراقبون كثيرون في روسيا وحتى في اوروبا الشرقية وهجا غريبا في السماء.

لكن تلك الفترة كانت تشهد الثورة والحرب الاهلية في روسيا. ونظرا الى بعد منطقة الحادث لم تصل اول بعثة اليها قبل 20 عاما تلت.

ففي العام 1927 توجه فريق بقيادة عالم المعادن ليونيد كوليك الى المنطقة. ولم يعثر العلماء على الفجوة ولا على اي حطام نيزك.

مذذاك انتشر عدد من الفرضيات لتفسير هذا اللغز، بعضها لجأ الى الخيال العلمي فعزاه الى quot;ثقب اسودquot; او صحن طائر...لكن معظم العلماء يميلون الى ان ما سقط هو نواة مذنب او نيزك.

في ايلول/سبتمبر 2002 تحطم نيزك في سيبيريا على بعد مئات الكيلومترات من بحيرة بيكال ودوى وقع انفجار تسبب به فيما احترقت الغابة المحيطة ضمن قطر عشرات الكيلومترات.