في خطوة جديدة ضمن مسلسل استهداف وسائل الإعلام المُعارِضة، أمر النائب العام في مصر باعتقال مقدم البرنامج التلفزيوني الساخر quot;البرنامجquot; باسم يوسف، بتهمة الإساءة إلى الإسلام والرئيس المنتمي إلى الإخوان المسلمين محمد مرسي.


القاهرة: أمر النائب العام في مصر السبت باعتقال مقدم البرنامج التلفزيوني الساخر quot;البرنامجquot; باسم يوسف المتهم بالاساءة إلى الإسلام والرئيس المنتمي إلى الإخوان المسلمين محمد مرسي، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وأوضحت مصادر قضائية لوكالة الأنباء الفرنسية أن عددًا من الشكاوى قد رفعت ضد يوسف. وأفادت المصادر أن يوسف متهم باهانة الإسلام quot;لسخريته من شعائر الصلاةquot; في برنامجه وإهانة الرئيس مرسي quot;بالسخرية من صورته في الخارجquot;.

وطلب أحد المدعين اتخاذ اجراءات قانونية بحق يوسف لردع اخرين عن الاحتذاء به بحسب احد المصادر.ويسخر برنامج يوسف الاسبوعي quot;البرنامجquot; المستوحى من برنامج quot;دايلي شوquot; للاميركي جون ستيوارت من الشخصيات السياسية في البلاد، ولا يوفر لا الرئيس ولا مسؤولي الاخوان المسلمين. واكد يوسف بفكاهته المعهودة صدور قرار باعتقاله.

وقال مصدر بالنيابة العامة لـquot;بي بي سيquot; إن أحد مساعدي النائب العام المصري أصدر أمر الضبط والإحضار ضد يوسف، وأوضح أن الأمر صدر دون علم النائب العام الذي يخطر به بعد صدوره حسب الاجراءات القانونية المتبعة.

يوسف:ليأخذني اليوم ويوفر عليّ المواصلات

في تغريدة له على موقع تويتر، أشار باسميوسفإلى أن quot;أمر الضبط والإحضار صحيح. سأتوجه غدًا إلى مكتب النائب العام إلا لو تفضلوا بإرسال بوكس (سيارة شرطة) ليأخذني اليوم، ويوفر علينا المواصلاتquot;.

وينص القانون المصري على رفع شكاوى لدى النائب العام، الذي يقرر لاحقًا إحالتها إلى القضاء، في حال وجود اثباتات كافية. ويمكن اعتقال المتهمين في فترة التحقيق هذه.وأكد يوسف بفكاهته المعهودة صدور قرار باعتقاله. ولم يوفر يوسف في انتقاداته اي مسؤول في البلاد، من مبارك والمقربين اليه إلى الإسلاميين مرورًا بالجيش الذي ادار فترة انتقالية بين المرحلتين. لكن السلطات الجديدة لا تستسيغ هذا النوع من البرامج بشكل خاص، وانضم الفكاهي الى صفوف الكثير من الاعلاميين الذين استهدفوا بقضايا بتهمة اهانة الرئيس.

الثورة نقلته من الجراحة إلى الصحافة
وذاع صيت يوسف، الذي كان جراحًا، قبل انتقاله الى الكوميديا، بعد بثه حلقات على الانترنت في أثناء الثورة الشعبية، التي ادت الى سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، نالت اكثر من خمسة ملايين quot;مشاهدةquot; بعد سبع حلقات فقط.

بعدئذ، عرض برنامج يوسف عبر قناة اون تي في الفضائية، ثم على قناة سي بي سي، حيث بات اول برنامج كوميدي مصري يصوّر على مسرح امام جمهور. واشتهر يوسف وفريق عمله في كل انحاء البلاد بانتقاداته الحادة للشخصيات العامة وفكاهته الجريئة.

تعهدات مرسي

وأفادت منظمة مراسلون بلا حدود quot;منذ انتخاب (الرئيس المصري) محمد مرسي شهد عدد القضايا ضد الصحافيين ارتفاعا كبيراquot;. وفور انتشار الخبر عبر عدد كبير من المصريينعلى وسائل التواصل الاجتماعيعن غضبهم من أمر اعتقال يوسف وأكدوا أن مرسي لم يصدق في تعهداته باحترام حرية التعبير.

وفي الأول من كانون الثاني (يناير) قرر النائب العام فتح تحقيق بحق يوسف. ورفع الشكوى التي أدت إلى فتح التحقيق المحامي رمضان عبد الحميد الاقصري الذي سبق ان قاضى شخصيات سياسية واعلامية.

وحمل ازدياد الشكاوى المرفوعة ضد صحافيين على تنامي الشكوك في تعهد الرئيس المصري باحترام حرية التعبير، وهو المطلب الاساسي لثورة 25 يناير التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في 2011.

وفي 27 كانون الاول (ديسمبر) أمر النائب العام الذي عينه مرسي طلعت ابراهيم بفتح تحقيق ضد ثلاثة من قادة المعارضة بتهمة التحريض على الاطاحة بمرسي وهو الرئيس المدني والإسلامي الاول في مصر. لكن المحامي الذي قدم الشكوى سحبها مذذاك.

واشتهر يوسف، وهو طبيب، في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط (فبراير )2011 بتقديم برنامج ساخر على شبكة الانترنت.

ثم تعاقدت قنوات تلفزيونية خاصة مع يوسف لتقديم برنامجه السياسي، وهو على غرار برنامج ديلي شو للمذيع الأميركي جون ستيوارت، الذي سخر فيه من عدد كبير من رموز السياسة في مصر وبينهم الرئيس مرسي حتى أن بعض زملائه في القناة الخاصة لم يسلموا من انتقاداته.

وسخر يوسف في إحدى حلقات البرنامج من استخدام مرسي المتكرر لكلمة quot;الحبquot; في خطبه، وبدأ الحلقة بأغنية عاطفية محتضنا وسادة حمراء عليها صورة الرئيس.

ولم يوفر في انتقاداته اي مسؤول في البلاد، من مبارك والمقربين اليه الى الاسلاميين، الذين بلغوا السلطة في حزيران/يونيو، مرورًا بالجيش، الذي ادار فترة انتقالية بين المرحلتين.

لكن السلطات الجديدة لا تستسيغ هذا النوع من البرامج بشكل خاص، وانضم الفكاهي الى صفوف الكثير من الإعلاميين الذين استهدفوا بقضايا بتهمة إهانة الرئيس.

الجماعة تستهدف الإعلام
وخلال الاسبوع الفائت، صدرت مذكرة توقيف بحق المدون المؤيد للديموقراطية علاء عبد الفتاح بتهمة التحريض على العنف، فيما اكد مدعون انهم سيحققون في شان ثلاثة مقدمي برامج سياسية، هم لميس الحديدي وعمرو اديب ويوسف الحسيني بتهمة التحريض على الفوضى.