رحّبت غالبية قرّاء إيلاف بخطة البابا فرنسيس بغسله قدمي فتاة مسلمة داخل أحد السجون الايطالية معتبرة أن هذه الخطوة تشكل رسالة تعايش مع الآخر.


في الثامن والعشرين من شهر آذار/مارس الماضي، قام بابا الفاتيكان الجديد فرنسيس بغسل أقدام عدد من الشبان المعتقلين بينهم فتاتان إحداهما مسلمة من أصل صربي مولودة في روما، وذلك للمرة الأولى في أجواء طغى عليها الخشوع.
ويقوم البابا كل سنة بغسل أقدام البسطاء تشبهًا بالسيد المسيح، وقال البابا إنه أتى ليقوم بتلك الخطوة quot;من كل قلبهquot; quot;ككاهن وأسقفquot;. وأضاف أن quot;الامر لا يتعلق بغسل أقدام الآخرين، بل بأن نساعد بعضنا البعضquot;، quot;فاذا غضبنا على أحد، فلنتجاوز الأمرquot;.
خطوة البابا فرنسيس لم يكن يقصدها وفق ماركو توساتي خبير الفاتيكان، فيمكن غسل قدمي فتاة بوذية أو من السيخ، لكنها عكست تواضع أعلى سلطة مسيحية تجاه أبسط الناس دون النظر لديانتهم أو قوميتهم. وبدت كرسالة للتسامح والسلام مع الآخر مهما اختلفنا معه.
ويعتقد أن السيد المسيح قام بغسل أقدام تلامذته قبل العشاء الأخير. فغدت طقساً يتبعه معظم الكهنة في عيد الفصح داخل الكنائس والكاتدرائيات. لكن لم يحدث أن غسل أي رجل دين مسيحي، خلال هذا الطقس،قدمي إمرأة أو من دين آخر.
فقد كسر البابا فرنسيس بذلك تقاليد الكنيسة المعهودة التي تقضي بتخصيص تلك الشعائر للرجال، فلم يسبق لحبر أعظم غسل أقدام نساء من قبل. وبهذه الخطوة حطم البابا أيضًا التقليد المتبع في الديانة المسيحية.
اذ تجري عادة هذه الطقوس في إحدى كنائس روما ويكون الكهنة هم التلاميذ، ولكن تغيير هذه التقاليد يعكس سعي البابا الجديد للحديث مع المحتاجين للمساعدة.
وأشعلت الخطوة جدلاً بين المحافظين والكاثوليك المتمسكين بالتقاليد من جانب والليبراليين من جانب آخر، وندد الفريق الأول بالبابا بدعوى أنه quot;قدوة مشكوك بهاquot;، فيما رحّب الفريق الثاني بالخطوة التي وصفها بالمؤشر على المزيد من الشمولية في الكنيسة.
لكنّ مراقبين فسروا خطوة البابا بأنها لم تخلُ من بعد سياسي تجاه العالم الإسلامي الذي لم يكن قادته الدينيون راضين عن البابا السابق المستقيل بنديكتوس السادس عشر الذي خلفه البابا فرنسيس، خاصة بعد خطابه الشهير الذي قرن فيه العنف مع الإسلام.
فقد رحّبت السلطات الدينية الإسلامية لا سيما جامعة الأزهر في القاهرة باستقالة البابا بنديكتوس السادس عشر وانتخاب حبر أعظم ارجنتيني ليحل مكانه، وقد فسر المراقبون ترحيب الازهر بسبب العلاقات السيئة مع quot;البابا الألمانيquot;، منذ الخطاب الذي ألقاه في راتيسبون في عام 2006 واستشهد فيه بعبارة تقارن بين العنف والإسلام.
ومهما تكن من اهداف لهذه الخطوة التي قام بها البابا فرنسيس فهي رسالة لذوي السلطات الدينية والدنيوية بضرورة التواضع وتفهم الآخر مهما كان مختلفاً.
لكنها فتحت، من جانب آخر، باباً نحو رجال الدين المسلمين خاصة الذين تطارد عددًا منهم نظرات التشكيك في قبول الآخر والتواضع معه. مع العلم أن جميع الانبياء كانوا متواضعين ودعوا أتباعهم ليكون عماد خلقهم.
إيلاف طرحت خطوة البابا الجديد بغسله قدمي فتاة مسلمة، على قرّائها وإن كانت رسالة تعايش مع المسلمين، فقد رحّب القرّاء بها بنسبة66,55% (3217)، فيما رأى ما نسبتهم 33,44% (1617) أن خطوة البابا تلك ليست رسالة تعايش مع المسلمين. وبلغ عدد القرّاء المشاركين بالاجابة على سؤال الاستفتاء 4834.