جوبا: الغى رئيس جنوب السودان سالفا كير جميع الصلاحيات التي كان منحها لنائبه ريك ماشار بموجب مرسوم لكنه ابقاه في منصبه على ما اعلن مسؤولون الثلاثاء.

وقد يثير هذا القرار التوتر الاتني في الدولة اليافعة التي ينقصها الاستقرار.

وينص المرسوم على quot;سحب جميع الصلاحيات المفوضة الممنوحة بالقانون الى نائب الرئيسquot; الذي quot;يتوجب عليه الاكتفاء بممارسة وتطبيق السلطات المحددة في دستور 2011 الانتقالي حصراquot;.

وتعدد المادة 105 من الدستور المذكور صلاحيات نائب الرئيس وتنص الى جانب الصلاحيات التي يفوضها اليه الرئيس على تحدثه باسم الرئيس في غيابهه ومشاركته في مجلس الوزراء ومجلس الامن.

ولم تكن الصلاحيات التي منحها الرئيس قانونا الى نائبه محددة بوضوح.

وريك ماشار هو القائد السابق للتمرد الجنوبي الذي قاتل الجيش السوداني في اثناء الحرب الاهلية (1983-2005) التي تلاها انفصال جنوب السودان واستقلاله في تموز/يوليو 2011، وهو زعيم نافذ لاتنية النوير وهي الثانية في البلاد.

ويتحدر ماشار من ولاية الوحدة الغنية بالنفط المتاخمة للسودان وهو شخصية مثيرة للجدل في بلاده لكن اغلبية النوير تتبعه، علما ان حيزا كبيرا من جيش جنوب السودان من هذه الاتنية.

في التسعينيات انشأ ريك ماشار مجموعة منشقة عن الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو الفصيل الرئيسي في تمرد جنوب السودان. بعد توقيع اتفاق سلام مع الخرطوم تحولت مجموعته الى ميليشا داعمة للجيش السوداني في جنوب السودان حيث تواجهت مع الجيش الشعبي لتحرير السودان الحاكم حاليا في جوبا.

في سنوات 2000 انخرط ماشار ورجاله في الجيش الشعبي بالرغم من اتهامهم بالمشاركة عام 1991 في قتل الاف عناصر اتنية دينكا التي ينتمي اليها كير والمؤسسين والمسؤولين الرئيسيين في الجيش الشعبي والذين يشكلون اليوم الحيز الاكبر من السلطة السياسية والعسكرية في جوبا.

وما زال جنوب السودان يشهد توترا حادا بين اتنياته الناتجة احيانا عن الحرب الاهلية التي لعبت فيها الخرطوم على الخلافات بين المجموعات المختلفة والتي تفاقمت اليوم بسبب المعارك بين الجيش والجماعات المتمردة.

كما نص المرسوم على تعليق الية quot;المصالحة الوطنيةquot; التي يقودها ماشار وترمي رمسيا الى تهدئة التوتر بين الجماعات لكن بعض المراقبين يعتبرونها quot;منصة اطلاقquot; يستغلها نائب الرئيس لتلبية طموحاته السياسية.

ويعتبر مراقبون ماشار مرشحا جديا للرئاسة في استحقاق 2015.