يتعرض القس سعيد عبديني لشتى أنواع التعذيب القاسي يوميًا في معتقله الإيراني، حتى لم يعد يعرف وجهه لكثرة ما تعرض للضرب بشكل يومي، خصوصًا أن السلطات الإيرانية تراجعت عن وعدها بتلقيه العناية الصحية التي يحتاج إليها.


القاهرة: ذكرت تقارير صحافية أن سعيد عبديني، القس الأميركي الإيراني الأصل الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة ثمانية أعوام في إيران بسبب اعتناقه الديانة المسيحية، يتعرض للضرب والتعذيب، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية خلال الفترة الأخيرة.

وثبت، وفقًا لشبكة فوكس نيوز الأميركية، أن عبديني (32 عامًا) يعاني منذ أشهر من إصابات بالغة، منها نزيف داخلي، جراء ما يتعرض له في سجن أيفن سيىء السمعة.

ونقلت الشبكة عن زوجته نغمة، التي زارته برفقة أبنائهما أخيرًا وشاهدت آثار الإصابات بنفسها، قولها: quot; لا أجد الكلمات التي يمكنها وصف مدى انشغال بالي بحالة عبديني العقلية والبدنية، فهو يتعرض باستمرار للهجوم والتهديد، وعلى الحكومة الإيرانية أن تدرك أننا نراقبها، وأننا على علم بما يفعلونه مع عبديني داخل سجن ايفن، وعلينا أن نرفع صوتنا حتى يعود عبديني بسلام إلى أميركاquot;.

من غير علاج

كشفت فوكس نيوز في الأسبوع الماضي أن السلطات الإيرانية، التي وعدت بمنح عبديني ما يلزمه من عناية طبية على خلفية الجروح المصاب بها، نقلته إلى المستشفى لكي تعيده مرة أخرى إلى السجن من دون أن يتلقى أي علاج طبي.

وأخبر عبديني أفراد أسرته يوم أمس، خلال زيارتهم الأسبوعية بالسجن، بأنه تعرض لضرب مبرح في نفس اليوم الذي نقله فيه مسؤولو السجن إلى المستشفى. كما أخبرهم أن الضرب والإصابات الداخلية التي يتعرض لها تُدخِله بنوبات إغماء متكررة.

وأوضح محامو عبديني أن المسؤولين الإيرانيين يخبرونه بأنه لن يتلقى العلاج مرة أخرى إلا بعد شهرين. وقال جوردان سيكولو، المدير التنفيذي للمركز الأميركي للعدالة والقانون الذي يمثل أسرة عبديني في أميركا: quot;يعد هذا التأخير أمرًا غير إنساني ويشكل انتهاكًا كبيرًا لتعهدات إيران الدوليةquot;.

تغيّرت ملامحه

بالإضافة إلى حجب الرعاية الطبية التي يحتاجها، بدأ الايرانيون يزيدون من وقائع التعذيب البدني والنفسي التي يتعرض لها. وفي خطاب بعث به من محبسه، كتب عبديني أنه لم يعد يستطيع التعرف على نفسه بعد كل الضرب والتعذيب الذي يتعرض له، حيث تم حلق شعره وتورم وجهه وأسفل عينيه وكبرت لحيته.

وبعد إطلاق سراحه، عقب اعتقاله في العام 2005، إثر تعهده بألا يدعو للتنصير في إيران مرة أخرى، قرر العودة لإيران مع أسرته الصيف الماضي للمساعدة في بناء دار أيتام علمانية تابعة للدولة. ولدى وصوله، ألقت الشرطة القبض عليه وأودعته السجن.

وصدر ضده حكم في كانون الثاني (يناير) الماضي بالسجن ثمانية أعوام، وتستمر محاولات أسرته ومحاميه من أجل إطلاق سراحه.